في كل رحلة، هناك مدينة تترك أثرها في القلب.. وباريس هي تلك المدينة التي لا تُزار بل تُعاش، حيث تنبض الأزقة بروح الماضي، وتُروى الحكايات بين مقاهيها العتيقة، ويتسلل الفن إلى كل زاوية، كأنه جزء من هوية المكان. وخلال إجازة العيد، تصبح باريس خيارًا مثاليًا لقضاء أيام تنبض بالسحر، والاحتفاء بالحياة. إنها الوجهة، التي يتحول فيها السفر إلى تجربة حسية، تمتزج فيها نكهات المعجنات الصباحية بنسمات «السين» العذبة، ويغمر فيها ضوءُ الغروب تفاصيلَ الشرفات الباريسية، التي تحكي - بصمت - قصة العراقة، والحداثة، معًا.

  • باريس.. مدينة النور وسحر الحياة

في باريس، لا تتبع الخرائط.. بل دع المدينة تقودك، حيث يكمن سحر الرحلة في تفاصيل غير متوقعة، بين شارع صغير يخفي مكتبة قديمة، أو نهر يعكس أضواء برج «إيفل»، أو جدار تزينه قصيدة منسية. هنا، يصبح السفر فنًا؛ لاكتشاف روح المكان، والمشي بين طرقاته، في نزهة بين سطور التاريخ، والفن، والحب.

رحلة عبر الأزمنة 

عند الوصول إلى باريس، يبدأ الزائر رحلته عبر الأزمنة، من حقبة العصور الوسطى التي يرويها حي «لو ماريه»، إلى سحر القرن التاسع عشر، الذي تجسده شوارع حي «مونمارتر»، وصولًا إلى الحداثة الباريسية في حي «لا ديفانس». ولا يوجد مكان في هذه المدينة إلا ويحمل قصة تُروى، حيث يختبئ الجمال في تفاصيل الواجهات المزخرفة، والأبواب الحديدية المنحوتة، والشرفات المزينة بأزهار الجيرانيوم. 

  • باريس.. مدينة النور وسحر الحياة

إقامة ممتعة 

إن السفر إلى باريس يعني البحث عن تجربة إقامة تعكس سحر المدينة، وأناقتها الخالدة، وهذا ما يقدمه فندق «بارك حياة باريس – فاندوم»، الذي يقع بالقرب من ساحة «فاندوم»، في شارع «رو دو لا بيه» الشهير، حيث تتجسد الفخامة الباريسية في كل زاوية. وقد صُمم الفندق؛ ليكون تجربة غامرة تجمع بين الأناقة الفرنسية، والتصميم المعماري الراقي، والخدمة الاستثنائية. وخلف واجهته «الهوسمانية» الكلاسيكية، تتجلى لمسات المصمم المعماري الشهير إد توتل، الذي أبدع في تحويل المساحات الداخلية إلى معرض فني متكامل. وتعكس الأروقة، المزينة بالأعمدة المستوحاة من ساحة «فاندوم»، والمرايا العاكسة للتفاصيل الفاخرة، والمنحوتات البرونزية الأنيقة، هوية باريس المعمارية في أبهى صورها.

كما يضم الفندق 110 غرف فاخرة، و45 جناحًا، مصممة بعناية؛ لتوفير أعلى مستويات الراحة، فتجربة الإقامة تتخطى حدود الفخامة التقليدية، حيث تمتد الأجنحة والغرف الفسيحة، المزينة بمواد نبيلة، مثل: الحجر الجيري الباريسي، وخشب الماهوجني، والبلوط الفاخر؛ لتوفر أجواءً دافئة وأنيقة. وتطل بعض الغرف على شارع «رو دو لا بيه» الحيوي، بينما يوفّر الفناء الداخلي ملاذًا هادئًا، بعيدًا عن صخب المدينة. أما المطاعم الحائزة نجمة «ميشلان»؛ فتضفي بُعدًا آخر للتجربة، حيث يتحول الإفطار، هنا، إلى احتفال يومي بالنكهات الفرنسية الأصيلة، يبدأ برائحة القهوة الطازجة، والمخبوزات التي تذوب في الفم. 

  • باريس.. مدينة النور وسحر الحياة

تجربة لا تُفوّت 

في فصل الشتاء، يتحول الفندق إلى وجهة ساحرة لعشاق الأجواء الشتوية، حيث يقدم «شاليه دو بارك» قائمة طعام مستوحاة من المأكولات الموسمية، من إعداد الشيف جان فرانسوا روكيت. أما في فصل الصيف، فيفتح «تراس بارك» أبوابه؛ ليكون واحة من الهدوء في قلب العاصمة. ويقدم قائمة طعام، مستوحاة من «المطبخ المتوسطي»، وهو مفتوح من منتصف مارس، حتى نهاية أكتوبر 2025. 

قصة باريس من خلال الفن 

في «بارك حياة باريس - فاندوم»، لا تقتصر الفخامة على الخدمات الراقية، والموقع المميز، بل تتجلى في كل زاوية من زواياه، حيث يصبح الفن جزءًا لا يتجزأ من التجربة الفندقية. فلكل عمل فني في هذا المكان قصة وحكاية، تلهم الزوار، وتجعل إقامتهم تجربة ثقافية غامرة. فمنذ افتتاحه عام 2002، التزم الفندق بمفهوم فريد، يمزج الضيافة بالفنون؛ ليصبح بمثابة معرض دائم للأعمال الفنية، التي تزين مساحاته الداخلية، بروح إبداعية راقية. والتزامًا بدعم الفن الحي، تشكل الأعمال الفنية المعروضة 80% من مقتنيات الفندق، لفنانين معاصرين بارزين. وتولت تنسيق هذه المجموعة القيمة دارتيا سباير، إحدى أهم الشخصيات في عالم الفن، حيث تحيط بك منحوتات، ولوحات، وأعمال فنية نادرة، تم اختيارها بعناية؛ لتكون جزءًا من النسيج الجمالي للمكان. 

  • باريس.. مدينة النور وسحر الحياة

الفن.. والتاريخ

يقولون: إن الذي يزور باريس لا تكتمل زيارته دون اكتشاف متحف اللوفر، الذي يحتضن بين جدرانه آلاف السنين من الفن والتاريخ، من «الموناليزا» بنظرتها الغامضة إلى تمثال «فينوس دي ميلو»، الذي يعكس عبقرية الحضارة اليونانية. وعلى مقربة منه، يمتد نهر «السين» أحد الشرايين الحيوية للمدينة، حيث تصطف الكتب القديمة على ضفافه. ولعشاق الفنون، لا بد من التوقف عند متحف «أورسيه»، حيث تلتقي روائع فان غوخ، وديغا، ومونيه، في مبنى كان يومًا ما محطة للقطارات، وتحول إلى أحد أجمل متاحف العالم. أما الباحثون عن تجربة أكثر حداثة، فسيجدون ضالتهم في مركز «بومبيدو»، الذي يضم أبرز الأعمال الفنية المعاصرة، ويمنح زواره إطلالة بانورامية ساحرة على أسطح باريس. 

النكهات الباريسية 

المطبخ الباريسي ليس مجرد تجربة طعام، بل هو احتفاء بالحواس. فمن الأفران التي تفوح منها رائحة «الكرواسون» الطازج صباحاً، إلى المطاعم التي تقدم أشهى الأطباق الفرنسية، مثل: «البويابيس، والستيك فريت»، تعرف باريس كيف تدلل زوارها، بمذاقات لا تُنسى. وفي قلب هذا المشهد الذواق، يقدم مطعم «PUR - جان فرانسوا روكيت» تجربة طهي فريدة، حيث يجمع بين التصميم الفني المبتكر للشيف المعماري هوغو تورو، ومهارات الطهي الاستثنائية للشيف الحائز نجمة «ميشلان» جان فرانسوا روكيت. ويعكس تصميم المطعم شخصية الشيف، حيث يسمح للضيوف بالتفاعل المباشر معه أثناء تحضير الأطباق الفاخرة، فيقدم تجربة تناول طعام متميزة. أما لمحبي الحلويات، فلا شيء يضاهي نكهة «البسكوتري»، التي تقدمها الشيف ناري كيم، في مقهى «جان»، حيث تستوحي حلوياتها من ذكريات الطفولة، مع تقديم بسكويت مصنوع يدويًا من مكونات طبيعية، وخالٍ من السكريات المضافة. 

  • باريس.. مدينة النور وسحر الحياة

تسوّق بطابع فني أنيق 

لا يمكنك زيارة باريس دون أن تسير في شوارعها، التي تحكي قصص الزمن الجميل. انطلق صباحًا من الفندق نحو ساحة «فاندوم»، حيث البوتيكات الفاخرة، والمجوهرات الراقية، وبعدها استمتع بجولة تسوّق بين أروقة «غاليري لافاييت»، أو اكتشف بوتيكات المصممين المستقلة في حي «لو ماريه»، حيث تلتقي الأزياء العصرية والأناقة البوهيمية. أما شارع «فوبورغ سانت أونوريه»، فهو عنوان الفخامة، حيث يمكن العثور على أرقى الماركات العالمية. ولمحبي توثيق اللحظات، تحلو نزهة رومانسية على جسر «ألكسندر الثالث»، حيث تنعكس أضواء باريس الذهبية على مياه نهر «السين». ولا تفوّتوا جولة بحرية على متن قارب زجاجي، حيث ترون برج «إيفل»، وكاتدرائية «نوتردام»، وجسور باريس التاريخية تنعكس على صفحة المياه في مشهد شاعري فريد.

هذه هي باريس، المدينة التي ألهمت الأدباء والفنانين، حيث لكل زاوية حكاية، ولكل شارع نغمة، ولكل زائر قصة مفعمة بالمشاعر.