كانت النجوم، قبل ظهور الخرائط، والـ«جي بي أس»، دليلًا للمسافرين، ومصدر إلهام لرواة قصص الحضارات، وشاهدةً على التاريخ. وفي الجزيرة العربية، اعتمد البدو على مجموعات نجمية، مثل: «الجبار، والدب الأكبر، والدب الأصغر»، وغيرها من الكويكبات؛ لإرشادهم عبر الصحارى الشاسعة. كما لعب علماء الفلك العرب دورًا بارزًا في «العصر الذهبي» لعلم الفلك، حيث أثرت اكتشافاتهم في العلوم الحديثة.
-
وجهات مثالية لعشاق «الفلك» في الإمارات
وبعيدًا عن العلم والتاريخ، فإن رصد النجوم يعتبر تجربة روحانية وتأملية، تذكّرنا بحجمنا الحقيقي في هذا الكون الواسع، إنها لحظة تأمل تأسر الروح، وتحرر العقل، وتعتبر فرصة نادرة للتوقف، وتأمل المجهول.. إليكم بعض أفضل الأماكن في الإمارات؛ لرصد الظواهر الفلكية المذهلة، حيث يمكنكم السفر بأبصاركم إلى ما وراء هذا العالم، بعيدًا عن أضواء المدينة، حيث يمكن للعائلات والأصدقاء الاستمتاع بهذه اللحظات، من خلال زيارة مراكز علم الفلك، أو الجلوس في قلب الصحراء، أو على قمم الجبال.
مرصد السديم الفلكي
من قلب أبوظبي، يفتح مرصد السديم الفلكي نوافذه على السماء؛ ليجعل علم الفلك في متناول الجميع. تأسس هذا المرصد عام 2016، ومنذ ذلك الحين أصبح وجهة لعشاق النجوم، مقدّمًا جولات فلكية موجهة، وتجارب رصد استثنائية. فالمسيرة التي بدأت كمشروع شخصي، على يد رجل الأعمال الإماراتي ثابت القيسية، وشريكه المقيم الفلبيني، الذي درس سماء منطقة «إيلوكوس» الشمالية بالفلبين، تحولت اليوم إلى مركز رائد في نشر ثقافة الفلك بدولة الإمارات.
-
وجهات مثالية لعشاق «الفلك» في الإمارات
ومع تزايد الاهتمام بقطاع الفضاء، عزز المرصد مساهماته في هذه الصناعة، وأصبح الموزع الوحيد المعتمد لتلسكوبات «فونيس» الذكية الثورية في الشرق الأوسط. ويقع مقره في الوثبة، حيث يضم تلسكوبًا ضخمًا، داخل قبة بارتفاع 5.5 أمتار، إلى جانب مرافق متكاملة، تشمل منطقة تدريب، وحماماً، ومطبخاً، وتشكيلة متنوعة من التلسكوبات، بأنواعها وأحجامها كافة. وتزامنًا مع التواريخ الفلكية المهمة، ينظم المرصد فعاليات، تتيح للزوار فرصة اكتشاف روائع السماء، والتواصل مع سحر الكون.
فإذا كنتم تتوقون إلى ليلة تحت سماء مرصعة بالنجوم، فننصحكم بزيارة مرصد السديم؛ لخوض تجربة استثنائية في مراقبة الكواكب، والمجرات، والسُّدُم البعيدة، باستخدام أحدث التلسكوبات، والاستماع إلى قصص الكون المذهلة، والتواصل مع عشاق الفضاء من مختلف الأعمار.
-
وجهات مثالية لعشاق «الفلك» في الإمارات
مرصد الشارقة الفلكي
هل سبق لكم أن شاهدتم الكسوف، أو الخسوف، عن قرب؟.. أو تأملتم حلقات «زحل» من خلال تلسكوب عملاق؟.. في مرصد الشارقة لعلوم الفلك، يمكنكم تجربة ذلك بأنفسكم!.. فهو لا يقتصر على الأبحاث العلمية، بل يُقدم تجربة تعليمية تفاعلية، تأخذكم بعيدًا عن الكتب والمحاضرات، وتضعكم في قلب الحدث الفلكي، حيث يمكنكم استخدام التلسكوبات بأنفسكم، ومناقشة العلماء، وطرح أسئلتكم بكل أريحية. وسواء كنتم عشاقاً للفضاء، أو مجرد فضوليين تريدون إلقاء نظرة على السماء بطريقة جديدة، فإن مرصد الشارقة الفلكي يفتح لكم نافذة واسعة على عالم لا حدود له، حيث النجوم تروي قصصًا لم تُحكَ بعد!
وقد افتُتح المرصد، عام 2015، كتلسكوب بصري صغير؛ لدراسة الأجرام السماوية، وسرعان ما تطور؛ ليصبح واحدًا من أبرز المراكز الفلكية في المنطقة. ويضم مرصد الشارقة أكبر تلسكوب في الإمارات بقطر 43 سنتيمترًا، إلى جانب تلسكوبين آخرين؛ لرصد الشمس والكواكب، ما يتيح فرصة نادرة لمشاهدة الكون بوضوح مذهل. كما يلعب المرصد دورًا مهمًا في رصد الهلال؛ لتحديد مواعيد المناسبات الإسلامية، مثل: شهر رمضان، والعيدَيْن، ما يعكس اندماج العلم بالتقاليد. ولا يتوقف الأمر عند كواكب نظامنا الشمسي، فالمرصد يعمل على رصد الكواكب الخارجية (Exoplanets)، ما يضعه في مصاف المراكز البحثية العالمية بمجال الفلك.
-
وجهات مثالية لعشاق «الفلك» في الإمارات
مرصد مليحة في الشارقة
سواء كنتم هواة للفلك، أو عشاقاً للمغامرة، أو باحثين عن لحظة تأمل تحت سماء صافية، فإن مرصد مليحة يقدم إليكم تجربة لا مثيل لها، حيث يمكنكم اكتشاف الكون من قلب الصحراء، والعودة بذكريات تبقى مضيئة في ذاكرتكم، تمامًا كنجوم الليل.
يقع مرصد مليحة الفلكي على ارتفاع شاهق فوق قمة جبل مليحة، ليكون بوابتكم إلى عالم النجوم والكواكب. فالمرصد مزود بتلسكوب متطور، يشرف عليه مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك (SCASS)، ما يتيح لكم فرصة رؤية الأجرام السماوية بوضوح كبير، في أجواء صحراوية نقية، تخلو من التلوث الضوئي، وتعزز تجربة الاكتشاف الفلكي. ولم يكن إنشاء هذا المرصد مجرد خطوة علمية، بل هو جزء من مشروع مليحة للسياحة البيئية والأثرية، الذي أطلقته هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، بالتعاون مع مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك؛ ليجمع بين سحر الفضاء، وجمال الطبيعة، وتراث المنطقة العريق.
رصد النجوم في صحراء الربع الخالي
هل أنتم مستعدون لخوض تجربة «نجومية» لا مثيل لها؟.. احزموا أمتعتكم، واتركوا أضواء المدينة وراءكم، واستعدوا للسفر عبر الزمن والفضاء، تحت سماء الربع الخالي الخلابة. فهناك ستقفون وسط بحرٍ لا نهائي من الرمال الذهبية، بعيدًا عن صخب المدن، حيث السماء ممتدة بلا حدود، ومرصعة بأكثر النجوم سطوعًا في الكون. فصحراء الربع الخالي تشتهر بصفاء أجوائها، وخلوها من التلوث الضوئي، ما يجعلها من أفضل الأماكن على وجه الأرض؛ لرصد السماء ليلاً. وهنا، يمكنكم مشاهدة النجوم تتلألأ بوضوح مبهر، وتتبع حركة الكواكب، والاستمتاع بمشهد سقوط الشهب، بل وحتى رؤية مجرة «درب التبانة» بالعين المجردة.
-
وجهات مثالية لعشاق «الفلك» في الإمارات
وللاستمتاع بهذه التجربة الفريدة، يمكنكم الانضمام إلى جولات فلكية متخصصة، مع مرشدين خبراء من شركات سياحية معتمدة، لمعرفة الأبراج والنجوم بمساعدة التلسكوبات الحديثة، والاستماع إلى قصص وأساطير النجوم، التي ألهمت الحضارات القديمة. ورغم الطبيعة البرية للمكان، فإن مناطق عدة من صحراء الربع الخالي توفر مرافق فاخرة، وفنادق راقية، تمنحكم تجربة متكاملة، تجمع بين سحر المغامرة وراحة الإقامة؛ لتكون ليلة رائعة تحت السماء المضيئة.
صحراء القوع.. «بُقعة درب التبانة»
تقع صحراء القوع، التي تُعرف أيضًا باسم «بقعة درب التبانة»، على بُعد 90 دقيقة فقط من العاصمة أبوظبي، لكنها تأخذكم إلى عالم مختلف تمامًا. فبفضل انعدام التلوث الضوئي، تعد صحراء القوع من أحلك الأماكن في الإمارات، فتبدو مجرة «درب التبانة» هناك بتفاصيلها المذهلة كافة، ما يجعلها موقعًا مثاليًا لمحبي مراقبة النجوم، والتصوير الليلي. فكل ما عليكم الاستلقاء على الرمال الناعمة في قلب الصحراء، ومن فوقكم السماء تمتد كلوحة ساحرة مرصعة بالنجوم، لتدعوكم للسفر - عبر الزمن - إلى عالم النقاء الكوني.
ولا تقتصر روعة القوع على مراقبة النجوم فحسب، بل توفر تجربة متكاملة لعشاق المغامرة، حيث يمكن التخييم وسط الكثبان الرملية، والاستمتاع بالهدوء المطلق، ومشاهدة الشهب والكواكب، التي تتلألأ في الأفق، وإقامة حفلات الشواء أو تأمل جمال السماء الليلية، والاستيقاظ على شروق الشمس الساحر.