ياسمين تهلك: «الرماية» أَسَرَتْني من أول طلقة
في عالم يمتلئ بالتحديات، تبرز قصص الأفراد الذين يختارون شغفهم، ويتبعون أحلامهم، كسلسلة من النجوم اللامعة في سماء الرياضة. تروي البطلة، ياسمين تهلك، لاعبة منتخب الإمارات للرماية، التي تعد من أكثر اللاعبات تمثيلاً للمنتخب في بطولات كأس العالم، وآسيا، والبطولات العربية والخليجية، قصتها لـ«زهرة الخليج» مع رياضة الرماية، من البدايات العفوية في المدرسة، إلى أحلام الأولمبياد.. نغوص في تفاصيل رحلتها، حيث يلتقي الصبر والشغف، وتتجسد التحديات كفرص للنمو والتطور.
-
ياسمين تهلك: «الرماية» أَسَرَتْني من أول طلقة
ما سر اختيارك احتراف رياضة الرماية؟
ليس لديَّ سر محدد، حيث بدأت مشواري الرياضي في المدرسة، عبر ممارسة كرة السلة، وكرة اليد، كما سجلتني والدتي - لفترة - في تدريب التنس الأرضي، إلى جانب تجربة الشطرنج في نادي الشطرنج بالشارقة، والتزلج على الألواح. ومع ذلك، لم أفكر في احتراف أيٍّ من هذه الرياضات، وبالصدفة قرأت والدتي إعلاناً في إحدى الصحف المحلية عن فتح باب تعليم الرماية بنادي الشارقة الرياضي للمرأة، فذهبت إلى هناك، وقامت بتسجيلي، وعندما جربت الرماية؛ شَعُرت بشيء خاص جذبني. ومع التجربة في أجواء المنافسة والبطولات، أدركت أنني أرغب في الاستمرار بهذا المجال، وآمل أن أحقق حلمي بالمشاركة في الأولمبياد.
تجربة ممتعة
ما أقرب أنواع رياضات الرماية إلى قلبك؟
إن الرماية تتضمن أنواعاً عدة، لكنني أمارس الرماية الهوائية 10 أمتار (بندقية). وهناك، أيضاً، رماية المسدس 25، و50 متراً، بالإضافة إلى الشوزن (رمي الأطباق). عندما بدأت، جربت البندقية أولاً، وكانت تجربة أسرتني من أول طلقة. كما جربت الشوزن أيضاً، وكانت تجربة ممتعة، لكنها مختلفة تماماً. وتتطلب رماية 10 أمتار ثباتاً وهدوءاً، بينما الشوزن تتطلب حركة، وردة فعل. وبالنسبة لي رماية 10 أمتار هي المفضلة.
-
ياسمين تهلك: «الرماية» أَسَرَتْني من أول طلقة
كيف تمكنتِ من تطوير مهاراتك؟
التطوير يعتمد - بشكل أساسي - على الاستمرارية، فمن دون الاستمرارية وحب ما تفعله، سيكون من الصعب تطوير أي مهارة. أستطيع القول بأن التدريب اليومي هو الخطوة الأولى، بجانب الثقة في الوصول إلى الأفضل. كما أن الشغف يجعلني أبحث عن المعرفة في هذا المجال، وأتعلم المزيد، والمزيد. وعلى صعيد آخر، قدم نادي الشارقة الرياضي للمرأة للاعباته برامج تدريبية مدروسة، كما يقيم - على مدار العام - معسكرات داخلية وخارجية، ويكثفها قبل البطولات.
ما أهم إنجازاتك، التي تفخرين بها؟
كل بطولة أخرج منها بميدالية، أو رقم أعلى من السابق، تعتبر فخراً لي. لكنني أفتخر - بشكل خاص - بميدالية مشاركتي في أولمبياد الناشئين عام 2014، فهي ذكرى جميلة تبقى في وجداني.
كيف أثرت رياضة الرماية في شخصيتك؟
كنت في صغري شخصية حيوية وحركية جداً، لكن الرماية علمتني الصبر والهدوء والتوازن، إلى جانب تعزيز مهارة الدقة في الأهداف، التي انعكست على جوانب أخرى من حياتي.
-
ياسمين تهلك: «الرماية» أَسَرَتْني من أول طلقة
استيعاب الخسائر
ما أصعب المواقف مع رياضة الرماية؟
أصعب المواقف هو استيعاب الخسائر. فقد أدركت - مع الوقت والتجارب - أن الخسارة ليست النهاية، بل فرصة لاكتساب الخبرة، وأصبحت أتقبل هذه المواقف دون تأثير سلبي، وهذا يتطلب تدريباً نفسياً، وهو أمر يحتاج إلى وقت وجهد.
ماذا عن أجمل اللحظات، التي عشتها؟
كل ميدالية تمثل لحظة جميلة، لكن أجمل اللحظات كانت عندما شاركت في الأولمبياد، وحملت علم دولة الإمارات في الافتتاح. ما زلت أذكر تلك اللحظة، كأنها حدثت أمس. كما أن فوزي بالميدالية البرونزية في البطولة العربية الـ16 للرماية عام 2023، كان لحظة رائعة، خاصة بعد عودتي للرماية بعد فترة انقطاع دامت 6 سنوات، لظروف شخصية.
ما سمات شخصية البطلة الرياضية المميزة؟
الشخصية المميزة هي تلك التي تستمر - رغم كل الصعوبات - مع الابتسامة. واللاعب المميز لا يرى التحديات عقبات، بل فرصاً للتطور، لذلك لا تسمعين، أبداً، كلمات سلبية، مثل: «أنا تعبت»، أو «لا أستطيع الاستمرار»، بل تجدين الحماسة وحب الرياضة مستمرين.
-
ياسمين تهلك: «الرماية» أَسَرَتْني من أول طلقة
من مثلك الأعلى في الحياة؟
أمي مثلي الأعلى، وأعتقد أن الجميع يرون أمهاتهم كما أرى أمي، فهي مصدر القوة والصبر، والسند في الحياة.
ما مشاريعك الحالية؟
حالياً، أركز على التدريب المكثف، وأسعى للمشاركة في أكبر عدد من البطولات العربية والآسيوية، وحلمي الأكبر هو أولمبياد 2028. وللوصول إلى الأولمبياد، يجب أن أحقق رقماً معيناً عالمياً، بالإضافة إلى الحصول على ميدالية في بطولة آسيوية، أو كأس العالم. لذلك، تركيزي منصب، حالياً، على التدريب، وآمل أن تؤدي جهودي إلى نتائج جيدة، تمكنني من المشاركة في الأولمبياد. هذه اللحظة تعني لي الكثير، خاصة أن عمي شارك في أولمبياد 1996، في الرياضة ذاتها، والمدينة نفسها (لوس أنجلوس). وكان يحمل علمنا الغالي في الافتتاح، وسيكون من دواعي فخري أن أعيد هذه اللحظة، بعد مرور 32 عاماً. أما على الصعيد العلمي، فمؤخراً حصلت على درجة الماجستير، وإذا أتيحت لي الفرصة سأواصل دراستي للدكتوراه.
ما رسالتك إلى الفتاة الإماراتية؟
نحن محظوظات بكوننا إماراتيات؛ لأننا ننتمي إلى بلد يمنحنا الفرص؛ لنُظهر أفضل ما لدينا، ومن واجبنا استغلال كل الفرص المتاحة لنا؛ لإثبات قدرتنا، وتمثيل دولتنا بأفضل صورة، فكل إنجاز - مهما كان بسيطاً - خطوة نحو تحقيق طموحاتنا، وتطوير مجتمعنا.