تكتظ الموائد الرمضانية بكل ما لذَّ وطاب من أصناف الأطعمة، وبعيداً عن التحذيرات المعتادة بضرورة التوازن في ما يتم تناوله، حتى لا يصاب الجهاز الهضمي بالتخمة، تبرز إشكالية جديدة تتعلق بتناول الحلويات الرمضانية يومياً، حيث يؤدي الإفراط في تناولها إلى زيادة نسبة السكر في الدم، خاصة بعد ساعات الصيام الطويلة. ومن الناحية النفسية، يشعر الصائم بالحاجة إلى تناول الحلويات بعد الانتهاء من الطعام، اعتقاداً منه أنها تساهم في تعديل وضع الجسم الذي أنهكه الصيام، ومَدِّه بالطاقة اللازمة.
وفي ظل الحاجة إلى شرب الماء بكميات كافية بين الإفطار والسحور؛ لتعويض فقدان الماء خلال ساعات الصيام اليومية الطويلة، يصبح الصائم أمام معضلة التوفيق بين احتياجات جسمه من الطعام والماء والحلويات، وبين الخوف من الإصابة بالتخمة التي تؤدي إلى التعب.
-
لماذا يجب شرب الماء بعد تناول الحلويات؟
لكن خبراء الصحة يوضحون أن شرب الماء، بعد تناول الحلويات، لا يقلل من تأثير السكر على صحة الأمعاء ككل، وإنما يساعد على منع ارتفاع نسبة السكر في الدم، حيث يدعم الماء عمل الجهاز الهضمي من خلال إنتاج اللعاب، والأهم من ذلك أنه يختلط بالإنزيمات الهضمية لتكسير الطعام، ما يساعد على مضغه وبلعه وينظم حركة الأمعاء.
ومن بين فوائد شرب الماء بعد تناول الطعام والحلويات، أنه يساهم في منع تسوس الأسنان، حيث يعمل الماء على إزالة أي جزيئات طعام متبقية في الفم، ما يقلل فرص نمو البكتيريا بسبب السكريات.
ووفقاً لخبراء الصحة، يمكن التمتع بتناول الحلويات وفق ضوابط عدة، تجعل استهلاكها أمراً ممتعاً وصحياً، إذ يمكن تناولها مع الدهون الصحية أو الألياف أو البروتينات، حيث يساعد ذلك في تقليل المؤشر الجلايسيمي، كتناول الحلويات مع حفنة من المكسرات، أو ملعقة صغيرة من بذور عباد الشمس واليقطين المحمصة.
كما يفضل استخدام بدائل صحية أكثر في حال معاناة مشاكل صحية في الأمعاء، إذ من المهم حينها تجنب السكر الأبيض، واستبداله بتحلية الطعام بالفواكه، مثل: الموز المهروس أو صلصة التفاح أو التمر، كما يمكن تجربة السكر البني. وكذلك يمكن التمتع بتناول الحلويات دون ضرر من خلال التحكم في حجم الكميات المستهلكة، عبر تناول قطع صغيرة مرتين في الأسبوع على الأكثر، لتجنب حدوث اضطرابات في الأمعاء.