يهدف مشروع «الأندلس: محاكاة بصرية مستقبلية»، الذي عقدته «هيئة الشارقة للكتاب»، بمشاركة فنانين من الإمارات والمغرب، إلى إعادة تصور الإرث الأندلسي من خلال الفن، في إطار تحضيراتها لمشاركة إمارة الشارقة ضيفة شرف الدورة الثلاثين من «المعرض الدولي للنشر والكتاب»، المقرر انعقاده في العاصمة المغربية الرباط، بين 17 و27 أبريل المقبل.

  • مشروع «الأندلس: محاكاة بصرية مستقبلية» يجمع فنانين إماراتيين ومغاربة

وتسعى «هيئة الشارقة للكتاب» إلى استلهام الإنجازات الثقافية والتاريخية الكبرى، وإعادة تقديمها برؤى فنية معاصرة، تعكس تفاعل الحضارة مع المستقبل، من خلال إنتاج لوحات فنية مستوحاة من الحضارة الأندلسية، تجمع بين الأصالة التاريخية والتقنيات الفنية الحديثة، سواء عبر الرسم الرقمي، أو التقليدي، أو باستخدام تقنيات فنية مبتكرة.

ويعتبر مشروع «الأندلس: محاكاة بصرية مستقبلية» امتداداً لرؤية الشارقة في إعادة قراءة التاريخ الثقافي والحضاري العربي برؤى إبداعية معاصرة، فالفنون لا تقتصر على توثيق الإرث، بل تشكل جسراً للتفاعل بين الثقافات، ونافذة لإعادة اكتشاف الجماليات التي شكلت حضارتنا العربية.

وهدفت «هيئة الشارقة للكتاب»، من خلال تنظيم الورشة الفنية الإبداعية المتعلقة بالمشروع، بمشاركة فنانين إماراتيين ومغاربة، إلى إبراز قدرة الفن على بناء حوار مستدام بين مشرق العالم العربي ومغربه، فضلاً عن تعزيز التفاعل الإبداعي بين الأجيال، وهو ما ينسجم مع مشروع الشارقة الثقافي.

وبحسب «هيئة الشارقة للكتاب»، سيعرض نتاج أعمال الورشة الفنية الإبداعية لمشروع «الأندلس: محاكاة بصرية مستقبلية»، التي عقدت في الشارقة، ضمن جناح الإمارة في «المعرض الدولي للنشر والكتاب»، حيث يشكل إضافة نوعية للمشهد الثقافي العربي والدولي، ويوفر للزوار تجربة بصرية تعكس عمق الإرث الأندلسي، ورؤيته المستقبلية.

  • مشروع «الأندلس: محاكاة بصرية مستقبلية» يجمع فنانين إماراتيين ومغاربة

وشاركت نخبة من الفنانين التشكيليين والمصممين من الإمارات والمغرب في المشروع. فمن الإمارات، نسجت الفنانة الإماراتية رفيعة النصار، إبداعاتها في الرسم التوضيحي، مستلهمة من الموروث الإماراتي، بينما أضافت الفنانة علياء الحمادي لمساتها بأسلوبها الغرافيكي، الذي يمزج بين الخطوط التعبيرية، والتشكيلات الإبداعية. كما شاركت، أيضاً، نور الخميري التي تتمتع بخبرة واسعة بمجالات التصميم والرسم الجداري، مقدمة رؤية معمارية وفنية، مستوحاة من الطراز الأندلسي.

وكان لحضور الفنانين المغاربة رونقٌ في إضافة إبداعاتهم للمشروع الثري، فاستند الفنان مولاي يوسف الكهفعي بإبداعاته في فن الغرافيك، على تقنيات الطباعة الحجرية الحديثة، بينما أضاف الفنان بشير آمال خلاصة تجاربه إلى المشروع، معتمداً على خبرته بالفنون التشكيلية المعاصرة، وعزز الفنان أحمد جاريد رؤية المشروع من خلال دمجه بين الفلسفة والتشكيل، مقدماً أعمالاً تستلهم الجماليات الأندلسية في سياقات بصرية مبتكرة.