رفضت النجمة اللبنانية، عبير نعمة، تقديم النصائح للآخرين، مبينةً أن معظم البشر، وهي منهم، مهما تلقوا من نصائح فإنهم لا بد أن يفعلوا ما يريدون، وما يرونه بنظرهم صحيحًا.
وأضافت نعمة، خلال حلولها ضيفة على برنامج «قهوة مع هند» عبر قناة أبوظبي، أن كل إنسان سيعيش تجاربه الخاصة وحياته التي أرادها لنفسه، ضاربةً مثلًا بنفسها بأنها كانت تستمع إلى الكثير من النصائح، ولكنها في النهاية فعلت ما تريده هي. واعتبرت أنها، كفنانة ومطربة، تقدم الموسيقى والغناء للآخرين، وأن تكون معهم بفنها، وترغب في أن يصنعوا ذكرياتهم من خلال هذه الموسيقى.
لم أكن طفلة:
استرجعت صاحبة رائعة «بعدني بحبك» ذكريات طفولتها في لبنان، مؤكدةً أنها لم تعشها كباقي أطفال العالم بسبب ظروف الحرب التي شهدها وطنها في تلك الحقبة الزمنية، وأنها كباقي أطفال لبنان لم يتذوقوا معنى الطفولة بشكل صحيح، فقد نشؤوا وهم يشاهدون القلق والخوف في وجوه أهاليهم، وكانوا يستيقظون وينامون على صوت المتفجرات، ووصفت هذا الأمر بأنه سرق الكثير من عمر ذلك الجيل.
وبيّنت أن هذه الظروف جعلت من الموسيقى ملاذها الآمن الذي كانت تهرب إليه، وتعتبرها لعبتها المفضلة، بل إن الموسيقى جعلتها تعيش في عالم موازٍ لعالمها الحقيقي المليء بالآلام، وكانت تشعر معها بالسلام والأمان. وفي هذه الظروف بدأت ترسم أحلامها وتخيلاتها بأن القادم جميل، وكانت تمتلك حاسة تخبرها دائمًا بأنها تمتلك مستقبلًا مشرقًا، لكنها في ذات الوقت كانت تعيش أكبر من عمرها، وتعتبر نفسها دائمًا أمًّا لكل أشقائها، بل إنها كانت في بعض الأحيان ترى نفسها أمًّا لأمها أيضًا.
تقول عبير نعمة: «بالموسيقى كنت أطير من الحرب، وأهرب إلى أماكن أخرى، أحلق وأعبر إلى أماكن مختلفة، كنت فتاة حالمة جدًّا، أرى نفسي على المسارح، أذكر جيدًا عندما كنت في عمر أربع سنوات، كنت أستمع إلى المسجل وأشرطة الكاسيت، وأقوم بتأليف أغانٍ وألحان خاصة بي، وأتخيل أنني أؤديها على المسرح والناس يسمعونني ويصفقون لي، منذ طفولتي كنت سعيدة بصوتي».
الحب والخوف:
وصفت عبير نعمة الحب بأنه جميل للغاية، لكن بقدر ما هو كذلك، فإنه غالبًا يحمل خيبات كبيرة، وأنها تؤمن بقيامة الإنسان وقيامة روحه، لذا لا بد لكل واحد منا أن يتقدم ويتغير ويتحول ويتخطى، وعليه أن يعيش كل مشاعره الجميلة والمؤلمة بشكل كامل، وأن يحتضن ألمه ويشعر بالوجع ويتقبله ثم يتركه خلفه ويمضي.
وأضافت أن أكثر ما تخافه في هذه الدنيا هو المرض والموت، وتخشى دائمًا أن تفقد عزيزًا على قلبها، لأنها لا تستطيع التفكير للحظة واحدة بأن عالمها ينقص وردة واحدة، كما أنها تتمنى لنفسها الموت بهدوء وسكينة دون أي مرض أو ألم.
عاشقة للسفر.. وأبوظبي مدينة الموسيقى:
في حوارها الفكري والثقافي مع هند خليفات، أعربت النجمة اللبنانية عن حبها الكبير للسفر، واصفةً مشاعرها عندما تصل إلى أي مدينة جديدة، وكيف تشعر بأنها في عالم جديد حتى لو سبقت لها زيارة هذه المدينة، فهي في كل مرة ترى فيها شيئًا جديدًا، وتكتشف زوايا جميلة لم ترها من قبل، كما أنها تبقى تبحث في المدن عن الموسيقى والطقس واللغات وكل ما هو مختلف فيها.
وعبّرت عن سعادتها الكبيرة بوجودها في عاصمة الإمارات، أبوظبي، التي وصفتها بأنها «مدينة الموسيقى»، وقالت: «هذه المدينة مثابرة لمزيد من الجمال والثقافة والفنون، هي متقدمة جدًّا جدًّا في كل مجالات المعرفة، أنا جدًّا سعيدة فيها».
أغانٍ لم أغنِّها:
فاجأت عبير نعمة الجميع، عندما أعلنت أنها لم تقم بغناء بعض أغانيها، التي حققت من خلالها نجاحًا كبيرًا، إلا خلال تسجيلها، ولم تعد تقدمها في أي من حفلاتها التي تقيمها على المسارح المختلفة، معللةً سبب ذلك بأنها شعرت بأن هذه الأعمال لا تشبهها، رغم مطالبة الجمهور لها بتقديمها في أكثر من مناسبة، لكنها اتخذت قرارًا باستبعادها تمامًا بغض النظر عن النجاح الذي حققته، رافضةً الإفصاح عن أسماء هذه الأغاني، ولكنها وصفت الأمر بقولها: «علاقتي مع هذه الأغاني انكسرت تمامًا».
الانتشار نتيجة مشوار طويل:
رفضت المطربة اللبنانية وصف أي من أغانيها بأنها سبب نجاحها، معتبرةً أن ما حققته هو نتيجة مسيرة امتدت لسنين طويلة، صعدت خلالها الدرج خطوةً بخطوة، وبتمهل وعقلانية، وأن تراكم تجاربها وضعها في المكانة التي هي عليها الآن.
وأضافت أن بعض الأغاني قد تأخذ صدىً كبيرًا لكنها تكون بمثابة فقاعة وتذهب لاحقًا، وأن ما يبقي الفنان هو رصيده وتراكم خبراته.
وأشارت نعمة إلى أنها كانت ترفض باستمرار التوقيع مع أي شركة إنتاج، كونها تريد أن تبقى حرة، وأن يكون صوتها ملكها فقط، ولا تستطيع تقبل الإملاءات من أي جهة كانت، فهي اعتادت أن تغني ما تريد ولمن تريد وأينما تريد، ولا تريد أن يربطها أحد باتجاهات محددة أو يتحكم بمسيرتها.
وأكملت أنها ظلت كذلك لسنين طويلة حتى جاءت شركة «يونيفرسال ميوزك»، التي منحتها حرية كاملة في اختياراتها، ووصفت تعاقدها معها بالنقطة الفاصلة في حياتها الفنية، التي أخرجتها من الطابع الأكاديمي الذي عُرفت به، ونقلتها من غناء القصائد والأغاني الطربية إلى منطقة أخرى تمامًا، مشيرةً إلى أنها قدمت معها عددًا من أعمالها الناجحة جدًّا، مثل: «وينك»، و«بلا ما نحس»، و«بصراحة».