تواصل الجهات الأكاديمية المختلفة، في دولة الإمارات، تحقيق الإنجازات الطبية، التي تفيد وتعزز قدرات المؤسسات الطبية على علاج المرضى، ما يرفع مستوياتها العلاجية، من خلال تحقيق سبق طبي وعلمي يفيد البشرية جمعاء.
وفي هذا السياق، أعلنت جامعة نيويورك أبوظبي عن توصل فريق من باحثيها إلى ابتكار يعزز قدرة الجراحين على اكتشاف وإزالة الخلايا السرطانية، أثناء عمليات استئصال الأورام بالتبريد، حيث تتضمن التقنية الجديدة بث مادة متخصصة تضيء الخلايا السرطانية عند تبريدها، الأمر الذي يساهم في تمييزها عن الأنسجة السليمة الخالية من المرض، ويعزز دقة التدخل الجراحي من قبل الأطباء.
-
ابتكار إماراتي يعزز قدرة الجراحين على اكتشاف وإزالة الخلايا السرطانية
وأشارت دورية الجمعية الكيميائية الأميركية إلى أهمية الابتكار العلمي، الذي حققه باحثو جامعة نيويورك أبوظبي، ونشرته تحت عنوان: «الأطر العضوية التساهمية النشطة بالتبريد في عملية التصوير الفلوري الدقيق لأنسجة السرطان»، مشيدة بالفريق البحثي الذي قاد للابتكار، برئاسة الأستاذ الدكتور علي طرابلسي، والذي توصل إلى تصميم «إطار عضوي تساهمي نانوي فريد»، يستجيب للتبريد بزيادة الفلورية، ما يسمح بتحديد الأنسجة السرطانية وتمييزها عن الأنسجة السليمة أثناء الجراحة. ويفسح هذا الابتكار المجال أمام تطوير مجموعة جديدة من علاجات السرطان الواعدة، والقائمة على بث التقنية النانوية الفريدة، للتفريق بين الخلايا السليمة والمصابة.
ووصفت المجلة الأميركية العلمية الابتكار الإماراتي باللافت، حيث يعزز دقة إجراءات جراحة الاستئصال بالتبريد، كونه يساعد الجراحين في الحفاظ على المزيد من الأنسجة السليمة أثناء إزالة الخلايا السرطانية، عدا كون هذا الابتكار يجمع بين وظائف التشخيص والعلاج في آنٍ، ما يقلل الحاجة إلى الجراحات المتكررة، وفترة النقاهة بعد العمليات.
ويعد الابتكار التقني المبتكر أداة تحويلية يمكن أن يُحدث ثورة في جراحة السرطان، من خلال جعل استئصال الأورام أكثر دقة، بحسب الدكتورة فرح بن يطو، الباحثة في مجموعة أبحاث طرابلسي بجامعة نيويورك أبوظبي، التي أشارت إلى أن التقنية الجديدة تمكن المريض من تفادي الجراحات الإضافية، وتساهم في سرعة تعافيه، كما ينظر إليها كخطوة كبيرة إلى الأمام في علاج السرطانات العدوانية، التي يصعب استهدافها.
بدوره، يبين الدكتور علي طرابلسي، أستاذ الكيمياء والباحث الرئيسي في مجموعة أبحاث طرابلسي بجامعة نيويورك أبوظبي، أن هذا الابتكار يسد الفجوة بين التصوير والعلاج، حيث يوفر للجراحين أداة تسمح لهم برؤية السرطان مباشرة، وبدقة غير مسبوقة. ومن خلال دمج تقنية التصوير الفلوري مع الجراحة بالتبريد، تتقدم تقنيات علاج السرطان، وتوفر أملاً جديداً للمرضى الذين يعانون الأورام المستعصية.