أطلَّ الفنان المصري، ياسر جلال، في أولى حلقات برنامج «قهوة مع هند»، الذي تقدِّمه الأردنية هند خليفات، عبر قناة أبوظبي، وتستضيف خلاله أبرز الفنانين والشخصيات العربية في قالب مختلف، يدور فيه الحوار حول قضايا إنسانية وفكرية وثقافية واجتماعية، على وقع إعداد المقدِّمة لقهوة الضيف، ثم شربها معاً.

واسترجع ياسر جلال ذكريات زيارته الأولى للإمارات، عندما كان في الحادية عشرة من عمره، حينما وقع الاختيار عليه للمشاركة في مسلسل مع النجوم الراحلين: نجاة الصغيرة، ومحمود عبد العزيز، وفاروق الفيشاوي. وكان من المفترض أن يظهر ياسر بدور طفل ترعاه سيدة تدعى «ماما نور»، تقدِّمها النجمة نجاة الصغيرة، ويكون هو أكبر الأطفال الذين تربيهم هذه السيدة.

إلا أن الرياح لم تجرِ كما اشتهى الطفل ياسر آنذاك، فبعد تصوير دام ثلاث ساعات في مدينة عجمان، وتحديداً في استوديوهات عجمان، وقع خلاف بين بطلة المسلسل نجاة الصغيرة، ومخرج العمل حسين كمال، ومنتجه وجدي الحكيم، ما أدَّى إلى توقُّف التصوير، وعدم استكمال المسلسل.

وتذكر ياسر تلك الأيام؛ عندما كانت الإمارات لا تزال في بداية تطوُّرها، فقال: إنه يتذكر مشاهد الصحراء الشاسعة، التي كانت تغطي مساحات واسعة قبل الطفرة العمرانية الكبيرة، التي شهدتها البلاد، مبيناً أن تلك كانت المرة الأولى التي يسافر فيها خارج مصر، ومؤكداً أن نظرته للإمارات لم تتغير منذ ذلك الوقت، فهي بلدٌ غالٍ، وشقيقٌ لجميع المصريين.

طفولة مليئة بالحب:

استرجع بطل مسلسل «جودر» ذكريات طفولته، مؤكداً أنه نشأ في بيت مليء بالفن والدراما، لا سيما أن والده هو المخرج المسرحي الشهير جلال توفيق، الذي عُرف بتأثيره الكبير والمهم في تاريخ صناعة المسرح بمصر.

وأشار ياسر إلى أنه نشأ في بيئة مليئة بالحب، إذ إن والديه تزوجا عن حب كبير، وكان هو وشقيقه رامز يلحظان مدى الحب بين والديهما، فنشأ كلاهما على هذا الحب، وكان ذلك عاملاً مؤثراً في تكوين شخصيته، إذ جعله إنساناً عاطفياً لأبعد الحدود.

وأضاف أنه شخص لا يعرف «من أين تؤكل الكتف»، ويفضل خوض التجارب بنفسه، ويميل إلى سلوك الطريق الصعب، بدلاً من الطريق السهل، حتى إن ارتكب أخطاءً، إذ يشعر بالحاجة إلى بذل مجهود، يمنحه إحساساً بقيمة عمله. وأكَّد أن الأمور في حياته، غالباً، تمضي بصعوبة، خاصةً أنه إنسان لا يستطيع السكوت على الأخطاء التي تحدث أمامه، بل يشير إليها حتى لو كان مرتكبها شخصاً مسؤولاً، يُفترض أن يجامله.

مسيرتي ناقصة:

وخلال حواره مع هند خليفات، أكد النجم ياسر جلال أن من الصعب على أي شخص أن يقيم نفسه، لكنه يستطيع أن يصف ذاته بأنه إنسان يعمل في الفن، ومع ذلك يشعر دائماً بالنقص، وكأن هناك شيئاً ما يبحث عنه طوال الوقت، فيقول: «هناك أمر ما يفوتني دائماً، ويوجد فراغ داخلي يجب أن يكتمل. طوال الوقت أشعر بأنني مقصِّر، فأنظر إلى نفسي، وأقول: كان يجب أن أفعل كذا وكذا، لكن ذلك الشعور لا يختفي أبداً». ويوضح أنه لا يمكن أن يكون مثل والده، لأنه هو الأصل، وقد نشأ هو وشقيقه محبين لوالدهما. وأشار إلى أن والدته، التي تعمل محامية، غرست في نفسيهما - منذ الصغر - حب والدهما الكبير، حتى إنها في بعض الأحيان كانت تدخل غرفتها، فتجد ياسر نائماً على إحدى ذراعَيْ والده، ورامز على الذراع الأخرى، فتخرج بهدوء، ظناً منها أنهما يريدان إخباره بأمر لا يرغبان في أن تعرفه.

مقصر في حق نفسي إعلامياً:

تذكر النجم المصري حبه للمسرح، وكيف كان يعتبر الذهاب مع والده (المخرج المسرحي الكبير جلال توفيق) بمثابة رحلة خاصة، حيث كان يراقب كل التفاصيل من خلف الكواليس، واصفاً ذلك العالم بأنه كان عالمه السحري الخاص.

واعتبر ياسر جلال أن والده كان مقصِّراً جداً في حق نفسه، خصوصاً من الناحية الإعلامية، وأنه ورث هذا الأمر منه. فقد كان والده يرفض تصوير مسرحياته، وعرضها على التلفزيون، وعندما كانوا يُلحُّون عليه بضرورة توثيق المسرحيات، كان يجيب بأن المسرحية وُجدت لتُعرض على المسرح، وليس على التلفزيون، وكان عندما يشاهد أعماله في التلفزيون، يقول: «هذا ليس عملي، وليست هذه مسرحيتي».