بعد يوم عمل طويل، نفكر في العودة إلى المنزل مباشرةً، بهدف نيل قسط من الراحة، وقد نقوم لاحقاً بتأدية بعض الواجبات المنزلية، أو الاجتماعية التي لا تتطلب منا جهداً كبيراً.

وليلاً، فإن أغلبنا ينام لعدد مناسب من الساعات، يراوح بين سبع وتسع ساعات، لكننا وبمجرد استيقاظنا في اليوم التالي نشعر كأننا لم ننم على الإطلاق، فنلجأ إلى جرعة من القهوة؛ لمنح أنفسنا جرعة من اليقظة. نعود للعمل، وتكون المفاجأة أن الشعور بالنعاس لا يفارقنا، ولا ندري لماذا يحدث ذلك؟

ومن المرجح أننا نشعر بالتعب الشديد بسبب الخلط الخاطئ بين النوم والراحة، حيث يتوجب علينا الحصول على أنواع مختلفة من الراحة التي تتطلبها أجسادنا وعقولنا في خضم هذه الحياة العصرية والسريعة التي نعيشها.

لكن، ما الذي يمكننا القيام به؛ لتحسين إنتاجيتنا ورفاهيتنا العقلية؟.. لنتعرف، معاً، على أنواع الراحة اللازمة لإعادة طاقتنا بالكامل.

  • الراحة ليست نوماً فقط.. اكتشفي أنواع الراحة التي عليك ممارستها

الراحة الجسدية:

في حين أن النوم ليس كل ما تحتاجينه، لكنه ضروري للوظائف البيولوجية، لذا عليكِ النوم ليلاً لمدة ثماني ساعات على الأقل، ولتحقيق أقصى استفادة من نومكِ، يوصى بالنوم الساعة 11 مساءً على أقصى تقدير. كما أثبتت الدراسات فوائد القيلولة، وجلسة التمدد البطيئة في منتصف بعد الظهر فقد تكون لها نفس التأثيرات المريحة أيضاً.

الراحة العقلية:

للإجهاد العقلي تأثيرات جسدية، حيث يمكن ليوم من الأفكار المقلقة أو المفرطة النشاط أن يجعلنا نشعر كأننا ركضنا في ماراثون. وبالتالي عند حلول الوقت الذي نذهب فيه إلى الفراش ولتهدئة العقل، يوصى بالاحتفاظ بمذكرات حيث يمكن إخراج كل المخاوف والأفكار إلى العلن، كما يوصى بأخذ فترات راحة أثناء يوم العمل لتصفية الذهن، وعمل تمارين التنفس لاعتبارها طريقة رائعة لإيقاف أي أفكار متسارعة، وإبطائها.

الراحة الحسية:

الأضواء الساطعة وشاشات الكمبيوتر والضوضاء في الخلفية والمحادثات المتعددة. وسواء كانت في مكتب أو عبر مكالمات الفيديو، يمكن أن تجعل حواسك تشعر بالإرهاق، وذلك حقيقي وعلمي، حيث إن مفتاح الحصول على الراحة الحسية هو الانفصال عن بيئاتنا، ولو لبضع دقائق فقط.

وقد يكون من الأفضل تحقيق ذلك، من خلال وضع التكنولوجيا جانباً، والذهاب في نزهة دون تشتت، أو الاستحمام برائحة فاخرة وهادئة.

  • الراحة ليست نوماً فقط.. اكتشفي أنواع الراحة التي عليك ممارستها

الراحة الإبداعية:

لا يمكنكِ قضاء 40 ساعة في الأسبوع بالتحديق في محيط فارغ أو مشوش، وتتوقعين أن تشعري بالشغف تجاه أي شيء، وبغض النظر عن مدى الجهد، خاصة لأولئك الذين يعملون في وظائف تتطلب الإبداع أو الاستراتيجية، فمن المهم أن نتراجع ونعيد ملء طاقاتنا الإبداعية. وللتغلب على أي عقبات إبداعية، يجب عدم إهمال حاجتنا إلى الإلهام الخارجي، لذلك قومي مثلاً بمشاهدة فيلم، أو زيارة حديقة، أو اذهبي إلى متحف، أو استمعي إلى بعض الموسيقى، حيث إن تقدير الفن والطبيعة يمكن أن يمنحكِ منظوراً جديداً ويلهمكِ بأفكار جديدة.

الراحة العاطفية:

يعتمد هذا النوع من الراحة على وضع أنفسنا في المقام الأول، سواء كان ذلك في معرفة متى نقول «لا» لحدث ما، أو أن نكون منفتحين مع رؤسائنا حول ما يمكننا تحقيقه، أو التخلي عن الحاجة لإرضاء الجميع، إذ إن تحديد أولويات الذات أمر بالغ الأهمية لإراحة عواطفنا.

وعندما لا نستمع إلى ما نحتاج إليه عاطفياً، أو نضع أنفسنا في مواقف لا نملك القدرة العاطفية على تحملها، فإننا نخذل أنفسنا حقاً، حيث من الجيد الخروج من منطقة الراحة الخاصة بنا.

الراحة الاجتماعية:

إن إفراغ جدولكِ الزمني ليس كل ما يتطلبه الأمر؛ للحصول على ما يسمى «الراحة الاجتماعية»، إذ إنها تعني اهتماماً أقل بكمية الالتزامات الاجتماعية، وأكثر بجودتها. وكما تلاحظين، فإننا نعاني عجز الراحة الاجتماعية عندما نفشل في التمييز بين تلك العلاقات التي تحيينا، وتلك التي تستنزفنا، وربما كل ما في الأمر أنكِ بحاجة إلى التوقف قليلاً، وأخذ استراحة من المناسبات الاجتماعية لفترة من الوقت، تستعيدين خلالها نشاطكِ وقوتكِ وطاقتكِ.