العمل مرحلة مهمة في حياتنا، فقد مر الجميع بهذه التجربة، بغض النظر عن نوعها أو مكانها أو زمانها. وسواء قررت قبول عرض عمل، أو تبحثين عن دور جديد، أو بدأتِ للتو منصباً جديداً، فإن أحد أهم جوانب حياتكِ المهنية، سيكون ثقافة مكان العمل. حيث إن بيئة المكتب، أو المنظمة، قوية جدًا وتؤثر بكِ؛ لدرجة أنه يمكن أن تصنع أو تدمر تجربتكِ الوظيفية، وبالتالي تؤدي إما إلى توظيفكِ على المدى الطويل، أو تراجعكِ عن العمل نهائيًا.

ولتفادي كل ذلك، والتخفيف عن نفسكِ عند قبول العمل أو بدء عمل جديد، عليكِ الانتباه إلى ثقافة الشركة، وبيئتها.

لكن، ما الذي يحدد أو يعكس ثقافة الشركة الجيدة؟.. غالبًا، يكون من الصعب التعبير عن ذلك، ولكن هناك عوامل ملموسة وقابلة للقياس، تشير إلى صحة الشركة أو مكان العمل ومستويات سعادة الموظفين في العمل.

هنا، نرصد عددًا من المؤشرات المهمة لثقافة الشركة الجيدة، وأهم الأشياء التي يجب البحث عنها، والتي تكشف ما إذا كانت وظيفتكِ المحتملة أو الجديدة مكانًا رائعًا للعمل، أم لا.

  • هل تعملين في بيئة عمل مثالية؟.. علامات يجب أن تراقبيها

الموظفون القدامى.. الزملاء والأصدقاء:

يعد معدل دوران الموظفين المنخفض مؤشرًا قويًا إلى ثقافة الشركة الجيدة؛ ليظل الموظفون سعداء ومنخرطين في وظائفهم. إذا استطعتِ، فاسألي رئيسكِ المحتمل أو الجديد أو ممثل الموارد البشرية عن المدة التي عمل فيها الأشخاص في قسمكِ مع الشركة. وإذا كنتِ لا تشعرين بالراحة في القيام بذلك، فاسألي زملاءكِ المحتملين أو الجدد عن وقت بدئهم العمل هناك، وكيف كانت نسبة دوران الموظفين.

وليس فقط الزملاء، بل الأصدقاء أيضًا. فتعد بيئة العمل الرائعة أرضًا خصبة للصداقات الحقيقية. لذا، عندما يختار زملاء العمل قضاء الوقت مع بعضهم، حتى خارج المكتب، فأنتِ تعلمين أن الديناميكية المهنية ستكون إيجابية بنفس القدر.

المشاركة في مكان العمل:

إن ثقافة الشركة الجيدة تدعم المشاركة، وتوفر طرقًا إيجابية وممتعة للموظفين للالتقاء معًا من أجل أنشطة التطوير الشخصي والمهني، داخل ساعات العمل العادية للشركة وخارجها. ويتضح نجاح الثقافة في مستوى مشاركة كل موظف. على سبيل المثال، إذا كانت الشركة ترعى حدثًا خيريًا أو فعالية لجمع التبرعات في يوم العطلة، وحضر معظم الموظفين عن طيب خاطر، حينها ستعرفين أن الموظفين يشعرون بالاستثمار والحماس لوجودهم هنا. ومع ذلك، تأكدي من أن الشركة لا تتوقع منكِ التخلي عن الكثير من وقتكِ الشخصي. وعليكِ التأكد من أن لديكِ توازنًا ممتازًا بين العمل والحياة.

الشفافية:

إن الأسرار أو الافتقار إلى التواصل من الأعلى إلى الأسفل، يقدم ثقافة من انعدام الأمان وعدم اليقين. وتدعم أماكن العمل ذات الثقافات الإيجابية فلسفة الشفافية، لذا إن التواصل المفتوح والصادق مطلوب، ليشعر كل عضو في الفريق بأنه يعرف مكانه، وإلى أين تتجه الشركة.

  • هل تعملين في بيئة عمل مثالية؟.. علامات يجب أن تراقبيها

رسالة وقيم واضحة:

إن ثقافة الشركة الجيدة لا تتجلى من فراغ. فأولاً، يجب التعبير عن هذه القيم وإيصالها عبر المؤسسة، ومن ثم يمكن تنفيذها من قبل القيادة والموظفين على كل المستويات. وتتمتع ثقافة الشركة الإيجابية بقيم يعرفها كل موظف عن ظهر قلب، وهذه القيم والرسالة يمكن الوصول إليها وتسجيلها في جميع اتصالات الشركة الداخلية والخارجية.

التنوع والمساواة والاندماج والانتماء:

إذا كان جميع الأفراد في المؤسسة ينتمون إلى نفس التركيبة السكانية، وبعضهم لا يتلقون الدعم بناءً على احتياجاتهم حتى يتمكنوا من النجاح، أو لا يحصلون على مقعد على الطاولة، أو يشعرون بالاستبعاد، فيجب أن يكون هذا بمثابة إنذار. تتبنى الشركات والمؤسسات الكبرى التنوع والمساواة والاندماج والانتماء، ويجب أن ينعكس هذا في الفرق والموظفين الذين تتعاملين معهم يوميًا.

الاحتفال بالانتصارات:

تتمتع الشركات الكبرى بعمليات واضحة؛ للاعتراف بإنجازات الموظفين بشكل منتظم. وهذا يوضح أن ثقافة الشركة الجيدة تجعل الاعتراف بالأداء أولوية، وتعلن للجميع قيمة الموظفين.

القادة مرئيون.. ويمكن الوصول إليهم:

يدعم الموظفون القادة الذين يمكن الوصول إليهم بسهولة. وعندما يكون قادة المنظمة في المقدمة، ويجعلون أنفسهم متاحين للجميع، فإن هذا يوفر شعورًا بأننا «جميعًا في هذا معًا». ومن المرجح أن يشعر الموظفون بالرضا عن الأهداف، التي يعملون من أجلها، ومهمة الشركة.