تواصل دولة الإمارات تحقيق إنجازات بارزة في مجال حماية التراث الإنساني، ما يعكس دورها المحوري الكبير، والمهم، في دعم هذا المجال؛ بفضل قيادتها الرشيدة. وتسهم الدولة، بشكل فاعل، في تعزيز التعاون الدولي بمجالات متعددة، في مقدمتها: التعليم، والثقافة، والعلوم.
ويؤكد هذا التوجه، التصريح الذي أدلت به أودري أزولاي، المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، خلال مشاركتها في «القمة العالمية للحكومات»، المنعقدة حالياً في دبي، حيث أوضحت أن «المنظمة»، التي تضم 194 دولة عضواً، تحظى بدعم كبير من دولة الإمارات، في جهودها الرامية إلى تعزيز السلام والتنمية، من خلال حماية التراث ونشر المعرفة، خاصة في المناطق المتأثرة بالأزمات.
-
الإمارات شريكاً عالمياً رئيسياً في حماية التراث الإنساني
وأشادت أزولاي بالمبادرات الرائدة، التي أطلقتها الإمارات في هذا الإطار، ومن أبرزها مبادرة «إحياء روح الموصل»، التي ساهمت في إعادة بناء معالم المدينة التاريخية، مثل: مسجد النوري، ومنارته الحدباء، وكنيسة الطاهرة، ودير الدومينيكان. كما أسهم المشروع في ترميم 124 منزلاً تاريخياً، ما أتاح عودة أكثر من 170 عائلة إلى منازلها.
وتلعب الإمارات دوراً محورياً في التعاون الثقافي الدولي، سواء من خلال الأمم المتحدة، أو مجموعة العشرين، ما يجعلها شريكاً أساسياً لليونسكو في مجالات متعددة، منها: التعليم الفني، والفنون. ويعكس هذا الالتزام دعم الإمارات للفنون كجزء لا يتجزأ من التنمية المستدامة.
وفي هذا السياق، تستضيف العاصمة أبوظبي، في 30 أبريل 2025، احتفالات «اليوم العالمي لموسيقى الجاز»، التي تنظمها «اليونسكو»، وتشمل برامج ثقافية وفنية واسعة النطاق، تضم معارض وورش عمل ودروساً متخصصة، بمشاركة طلاب من المدارس والجامعات الإماراتية. كما يسبق الحدث تنظيم قمة ثقافية، بحضور وزراء ثقافة من مختلف دول العالم، في خطوة تهدف إلى تعزيز التبادل الثقافي والحوار بين الشعوب، من خلال الموسيقى والفنون.
-
الإمارات شريكاً عالمياً رئيسياً في حماية التراث الإنساني
ونظراً للدور الريادي، الذي تقوم به الإمارات في حفظ وصيانة التراث الإنساني والثقافي، تم اختيارها، العام الماضي، عضواً للمرة الثانية في اللجنة الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي التابعة لليونسكو، تقديراً لجهودها الكبيرة في الحفاظ على التراث الثقافي، سواء داخل الدولة أو على المستوى الإقليمي والعالمي، واعترافاً بمساهماتها الفاعلة في دعم المجتمعات المحلية، وحماية الموروثات التاريخية.
وتواصل الإمارات قيادة الجهود العالمية في مجال حماية التراث الإنساني، وتعزيز الحوار بين الثقافات، انطلاقاً من حرصها على صون وإحياء واستدامة تراثها الأصيل. كما تمتاز الدولة بتنوع ثقافي غني في مجال التراث غير المادي، ونجحت في تحقيق إنجازات ملموسة، من خلال تسجيل العديد من عناصر هذا التراث ضمن قائمة «اليونسكو» للتراث الثقافي.