اتخاذ القرارات في حياتنا ليس بالأمر السهل، خاصة إذا كان القرار مصيرياً، ويحدد مسار حياتنا من جديد. فالارتباط، وترك العمل، أو البدء فيه، قرارات مصيرية، وكذلك شراء منزل، أو بنائه من الصفر، وغيرها الكثير.
وفي بعض الأحيان، قد تسألين نفسكِ: هل هذا العمل مناسب؟.. هل أستطيع إنجازه؟.. هل سأتمكن من أدائه على أكمل وجه؟.. هل أرغب في الاستقالة؛ لأنني غير مرتاحة، أو أبحث عن راتب أفضل؟
أي أن هناك العديد من القرارات، التي عليكِ اتخاذها في مرحلة ما، لكن معظمها ليس سهلاً، وغالباً توجد أسباب تبرر التحرك في اتجاهات مختلفة. وقد تواجهين، أيضاً، وقتاً عصيباً عند اتخاذ القرار، خاصة عندما لا تتوافق خياراتكِ مع مُثُلكِ، أو سيناريوهات أحلامكِ.
ويتضمن جزء من عملية اتخاذ القرار التخلي عن الصورة المثالية، التي كنتِ تأملين تحقيقها. كما يتضمن طرح أسئلة تساعدكِ على التفكير في خياراتكِ، ووضعها في منظورها الصحيح، مثل: ما خياراتي؟.. وما إيجابيات وسلبيات كلٍّ منها؟
كما أن كتابة فوائد وعيوب خياراتكِ قد تساعدكِ على تنظيم أفكاركِ، وتكون بمثابة مرجع مستقبلي، وقد تكشف لكِ حتى عن خيار غير متوقع. على سبيل المثال، إذا كان عليكِ اتخاذ قرار بشأن وظيفة جديدة، ولكن بعد تحديد الإيجابيات والسلبيات، قررتِ الرفض، فقد تدركين أن وظيفتكِ الحالية، التي كنتِ ترغبين في تركها، تحتوي على العديد من الإيجابيات التي لم تكوني على علم بها من قبل، ما يجعلكِ تشعرين بالرضا عن قراركِ؛ عندما تتخيلين مستقبلكِ. بمعنى آخر، ستجدين أن الإيجابيات والسلبيات موجودةٌ في كل عمل، وربما يكون هذا هو المسار الصحيح، الذي يجب اتباعه عند اتخاذ القرار.
سؤالان سيساعدانكِ على اتخاذ القرار:
ما أسوأ نتيجة محتملة؟
هذا سؤال مفيد، خاصة في المواقف التي تثير القلق. فإذا تأملتِ أسوأ الاحتمالات، ووجدتِ أنها قابلة للإدارة، فسيخف توتركِ، وستشعرين بثقة أكبر بشأن قراركِ. على سبيل المثال، يتجنب الكثيرون التحدث مباشرة مع الآخرين حول مواضيع صعبة. وبدلاً من ذلك، يقضون ساعات في القلق بشأن الموقف. لذا، إن طرح هذا السؤال قد يساعد في توضيح أن الاستجابة المتوقعة، قد لا تكون سيئة كما نتصورها.
بمَ أنصح صديقتي؟
غالباً، نكون لطفاء ومتسامحين مع الآخرين، لكننا نقسو على أنفسنا. على سبيل المثال، قد تنصحين صديقة بالبحث عن وظيفة جديدة بشكل استباقي، بينما تظلين بائسةً في منصبكِ دون خطة للخروج. ويساعدكِ التفكير في هذا السؤال على إدراك أنكِ تعيقين نفسكِ دون اتخاذ أي إجراء، وأن عليكِ منح نفسكِ الفرصة ذاتها، التي تمنحينها للآخرين. وفي حال كان القرار لا يستدعي العجلة، فخذي وقتكِ في التفكير، وانتظري ليالٍ عدة، فقد ترين الأمر من منظور مختلف، وتتفاجئين بالنتائج.