تُعرض 110 قطع أثرية نادرة، اكتشفت في مراكز تجارية قديمة بإمارة الشارقة، تشمل منطقتَيْ: مليحة، ودبا الحصن، أمام الجمهور الأوروبي، ضمن فعاليات معرض «من الشارقة إلى روما عبر طريق البهارات»، الذي يعد أول معرض عربي، يقام في مبنى مجلس الشيوخ الروماني (كوريا يوليا)، ضمن «حديقة الكولوسيوم الأثرية».

وتؤكد مقتنيات «المعرض»، الذي افتتحته الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، الدور المركزي الذي لعبته دولة الإمارات في شبكة الطرق التجارية التاريخية بين الشرق والغرب، خلال العصرَيْن: الهلنستي، والروماني، من القرن الثالث قبل الميلاد حتى القرن الأول الميلادي.

  • «من الشارقة إلى روما عبر طريق البهارات».. 110 قطع أثرية إماراتية أمام الجمهور الأوروبي

ويحتفي المعرض المشترك بين الشارقة وروما، الذي تنظمه «هيئة الشارقة للآثار»، بالروابط والعلاقات التاريخية والثقافية العريقة بين الحضارتين العربية والرومانية في الخليج العربي وروما، والتي تعود إلى آلاف السنين، مقدماً نظرة متعمقة على التبادل الثقافي والاقتصادي، الذي شكل ملامح العالم القديم.

وسيكون بإمكان الزوار والسياح الأوروبيين، الاطلاع على القطع والكنوز التاريخية الأثرية، حتى الرابع من شهر مايو المقبل، حيث تتضمن القطع الأثرية المعروضة قوارير زجاجية رومانية، وتمثال فينوس البرونزي، وقطعاً نقدية من حِقَبة الإمبراطوريتين اليونانية والرومانية.

وتكشف هذه الكنوز الأثرية الرحلات التجارية الطويلة، التي ربطت الشارقة بروما، وتوضح حجم وأهمية التبادل الثقافي والاقتصادي العميق بينهما، حيث كانت مليحة في تلك الحقبة مركزاً حضرياً واقتصادياً مزدهراً، يعكس دورها في شبكة التجارة العالمية.

كما يُلقي «المعرض» بالضوء على الروابط الوثيقة بين الحضارتين العربية والرومانية، والتبادل التجاري والثقافي من خلال طريق البهارات، الذي شكّل وريداً للتجارة والمعرفة بين آسيا وأوروبا، كما يسلط الضوء على دور طريق البهارات كجسر لحركة البضائع والسلع والأفكار والحرف بين القارات، وإرساء أسس الشبكات التجارية العالمية.

  • «من الشارقة إلى روما عبر طريق البهارات».. 110 قطع أثرية إماراتية أمام الجمهور الأوروبي

ويعكس معرض «من الشارقة إلى روما عبر طريق البهارات» الدور التاريخي لدولة الإمارات، وإمارة الشارقة، في تعزيز الحوار بين الثقافات، من خلال المعارض والفعاليات الأثرية الدولية، وإبراز دورها كمكون أساسي في شبكة التجارة العالمية القديمة، كما يشكل فرصة لتعزيز التعاون البحثي بين علماء الآثار في الشارقة، ونظرائهم في روما، ما يسهم في إثراء الأبحاث العلمية حول شبكات التجارة القديمة، والعلاقات بين الحضارات.

وتبين القطع الأثرية المكتشفة في الشارقة، التي تحمل بصمات واضحة من الفن الروماني، أن السكان المحليين في مليحة لم يقتصروا على استيراد العملات والبضائع الرومانية، بل دمجوها في ثقافتهم اليومية. وقد أسهم هذا التبادل في وضع أسس روابط وحوار ثقافي، شكّل ملامح الحضارتين العربية والرومانية، وعزز ثراءهما في الحرف اليدوية، والفنون، والتجارة.