يمكن تعريف «اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط» (ADHD)، بأنه حالة صحية عقلية، تبدأ غالبًا أثناء الطفولة، لكنها قد تستمر حتى مرحلة البلوغ، حيث تؤثر في أنشطتكِ اليومية، وقدرتكِ على أداء المهام، مثل اتخاذ القرارات. كما أنه اضطراب في النمو العصبي يتداخل مع علاقاتكِ، وقدرتكِ على العمل، ويتميز بنمط من تحديات الانتباه.

وبالنسبة للبالغات المصابات بهذا الاضطراب، قد تؤثر أعراض عدة على عملية اتخاذ القرار. على سبيل المثال، قد تؤجل المصابة، أحيانًا، اتخاذ قرار، أو تكون أكثر عرضة؛ لاتخاذ قرار غير صحيح في اللحظة الأخيرة.

  • كيف تتغلبين على صعوبة اتخاذ القرارات مع الإصابة بـ«ADHD»؟

أعراض «اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط».. عند البالغات:

تختلف أعراض «اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط»؛ اعتمادًا على نوعه، إذ تعاني بعض المصابات بهذا الاضطراب مشاكل في الانتباه، بينما من المرجح أن تعاني أخريات أعراض فرط النشاط أو الاندفاع، في حين تعاني بعض المصابات مزيجاً من هذه الأعراض كافة. ومن بين الأعراض الشائعة لدى البالغات المصابات بهذا الاضطراب ما يلي:

- سهولة تشتيت الانتباه.

- صعوبة التركيز.

- عدم التنظيم.

- الكلام المفرط.

- النسيان.

- السلوك الاندفاعي.

- عدم القدرة على الجلوس ساكنة لفترة طويلة.

- صعوبة تبديل المهام.

- مشاكل في الذاكرة العاملة (الذاكرة قصيرة المدى، اللازمة لإكمال المهام، وحل المشكلات).

- الأرق.

- سلوك المخاطرة العالية.

كيف يؤثر «اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه» في عملية اتخاذ القرار؟

يؤثر «اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه» في عملية اتخاذ القرار بطرق عدة، أبرزها ضعف الذاكرة العاملة، وهذا يعني أن بعض البالغات المصابات به يجدن صعوبة في الاحتفاظ بالعديد من الأفكار والخواطر في ذاكرتهن، لفترة كافية، لاتخاذ قرار.

ويتطلب اتخاذ القرارات، غالبًا، تقييم الخيارات، لذا قد تواجه المصابات صعوبة في غربلة الكثير من الخيارات، ويقضين وقتًا طويلًا في التحليل؛ لدرجة تمنعهن من اتخاذ القرار، وهو ما يُعرف بـ«شلل التحليل».

كما قد تؤدي النتائج السلبية للقرارات السابقة إلى مشاعر الإحباط، أو انعدام الثقة في القدرة على اتخاذ قرارات جيدة، ما قد يعيق عن اتخاذ قرارات أخرى.

  • كيف تتغلبين على صعوبة اتخاذ القرارات مع الإصابة بـ«ADHD»؟

استراتيجيات ونصائح لاتخاذ القرار مع «اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه»:

يشكل اتخاذ القرار تحديًا للبالغات المصابات بـ«اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه»، لكن يمكنكِ اتخاذ خطوات لتسهيل هذه العملية، والشعور براحة أكبر معها.

1. تحديد المشكلة:

الخطوة الأولى هي تحديد المشكلة والتحديات، التي تواجهينها، والنتيجة التي تحتاجين إليها، فتحديد المشكلة أولًا سيسمح لأفكاركِ بأن تكون أكثر تركيزًا، ما يساعدكِ على التعامل مع التحدي بوضوح.

2. كتابة الأفكار:

إحدى الطرق لتحسين ذاكرتكِ العاملة، هي كتابة جميع التفاصيل والحقائق التي تحتاجينها لاتخاذ القرار، ما يلغي الحاجة إلى تذكر كل شيء. كما أن رؤية الحقائق مكتوبة تساعد على تنظيم الأفكار؛ ما يسهل عملية اتخاذ القرار.

3. إعداد قائمة:

من الطرق الجيدة، أيضاً، لتنظيم أفكاركِ، هي إعداد قائمة بمزايا وعيوب كل خيار متاح. إذا كنتِ غارقة في عدد المهام، التي تحتاجين إلى إنجازها، فيمكنكِ إدراجها في قائمة وتقسيمها حسب الوقت، الذي تستغرقه كل مهمة. وهذا يساعد على تحديد المهمة، التي يجب إنجازها أولًا؛ بناءً على الوقت المتاح لديكِ.

4. البحث عن مكان هادئ:

أحياناً تكون الفوضى البصرية والضوضاء والبيئات المزدحمة عوامل تشتيت؛ عند محاولة اتخاذ قرار. لذا، يفضل الجلوس في غرفة هادئة، أو مكان منعزل للتفكير في القرار.

5. تحديد موعد نهائي:

قد تنشغل المصابات بـ«اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه»، أحيانًا، بالتحليل المفرط، ما يجعل اتخاذ القرار صعبًا. لذلك، فإن تحديد موعد نهائي لاتخاذ القرار يساعد على تجنب التسويف.

6. تقليص الخيارات:

وجود الكثير من الخيارات يسبب الإرهاق، لذا حاولي تضييق خياراتكِ. على سبيل المثال، إذا كنتِ تفكرين في وجهة لقضاء إجازتكِ، فيمكنكِ تصفية الخيارات حسب القدرة على تحمل التكاليف، ثم تضييقها حسب المناخ، وأخيرًا الاختيار بناءً على مدى سهولة الوصول إلى الوجهة.

7. طلب المساعدة:

لا بأس في طلب المساعدة عند الحاجة، فاستشارة شخص تثقين به؛ لترتيب أفكاركِ، والحصول على رأيه؛ تسهل عليكِ عملية اتخاذ القرار. كما يمكنكِ تفويض بعض القرارات لشخص تثقين به.

8. الاحتفال بقراراتكِ الجيدة:

من الصعب الشعور بالثقة في عملية اتخاذ القرار؛ إذا واجهتِ تجارب سلبية سابقة. ولكن الاحتفال بكل قرار جيد تتخذينه، مهما كان بسيطًا، يعزز ثقتكِ بنفسكِ، ويشجعكِ على اتخاذ قرارات أفضل في المستقبل.