يعكس شهر الابتكار، في الإمارات، التزام الدولة بترسيخ ثقافة الابتكار؛ بهدف بناء اقتصاد مستدام. ويأتي شهر الابتكار، الذي تحتفي دولة الإمارات هذا العام بسنته العاشرة، في سياق رؤية الدولة الطموحة؛ لتحقيق ريادة عالمية في جميع المجالات بحلول الذكرى المئوية لتأسيسها عام 2071، حيث تُعد الابتكارات التكنولوجية، والبحوث العلمية، ركائز أساسية لتحقيق هذه الرؤية، التي تهدف إلى بناء اقتصاد معرفي مستدام، يعتمد على الابتكار والتقنيات الحديثة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي.
ولهذا السبب، تعمل الدولة على تعزيز بيئة محفزة للابتكار، من خلال توفير البنية التحتية اللازمة، ودعم المبتكرين، وتشجيع ريادة الأعمال، وإنشاء مراكز بحثية، ومناطق حرة مخصصة للابتكار، مثل: «مدينة مصدر» في أبوظبي، و«دبي المستقبل»، التي تُعد مركزاً عالمياً لتطوير تقنيات المستقبل.
الإمارات تبتكر:
يذكر أن «شهر الابتكار» انطلق في دولة الإمارات، للمرة الأولى، عام 2015، عبر «أسبوع الإمارات للابتكار»، قبل أن تصبح مدته شهراً كاملاً منذ عام 2017، حيث يشكل الحدث مناسبة رئيسية بالغة الأهمية للاحتفاء بالمبتكرين. ويعد شهر الابتكار، الذي يقام في فبراير كل عام، منصة سنوية تجمع بين القطاعات الحكومية والخاصة والأفراد؛ لتقديم حلول مبتكرة، تسهم في مواجهة التحديات المحلية والعالمية، وتتنوع فعالياته بين ورش عمل تفاعلية، وجلسات حوارية، ومسابقات ابتكارية، وعروض لتقنيات المستقبل، مثل: الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، والطاقة المتجددة، والطب الحديث.
الانطلاق من أبوظبي:
تتواصل فعاليات «الإمارات تبتكر 2025» في إمارات الدولة كافة، طيلة شهر فبراير، تحت شعار «قوة الابتكار 10.. أين تكمن قوتك؟»، وتشهد مئات الأنشطة والفعاليات المبتكرة، التي تنطلق من العاصمة أبوظبي بإقامة عددٍ كبيرٍ من النشاطات والأحداث المهمة، ما يعكس حرص قيادة الدولة على تبني الابتكار نهجاً راسخاً؛ لتعزيز التنمية المستدامة، ما يسهم بشكل كبير في بناء اقتصاد قوامه الابتكار والمعرفة.
وتقام، خلال شهر فبراير 2025، 17 فعالية، تبدأ أولاها يوم غدٍ الأربعاء 5 فبراير، وهي: «الذكاء الاصطناعي 360: رؤى من الخبراء»، التي تهدف إلى اكتشاف واستثمار المواهب البشرية لموظفي الحكومة الاتحادية، بالتنسيق مع أفضل الممارسات للتدريب والاستشارات الإدارية.
وتسعى إمارة أبوظبي، منذ عقود طويلة، إلى تعزيز ريادتها العالمية في مجال الابتكار، وقد حرصت - عبر السنين الماضية - على استشراف المستقبل من خلال تبني كل أنواع العلوم والمعرفة والوسائل التكنولوجية الحديثة، واحتضان المواهب التي تمتلك طموحاً يلامس عنان السماء.
وتطلق وزارة الثقافة الإماراتية، هذا العام، تجربة «مركز ميتافيرس للثقافة»، عبر إتاحتها لزوار المراكز الإبداعية في جميع أنحاء الدولة، لعرض ابتكاراتهم ضمن مبادرة «ميتافيرس الثقافة الإماراتية».
ويختتم هذا الشهر في دبي بفعاليات كبرى، أهمها «معرض الإمارات تبتكر»، الذي يسلط الضوء على الابتكارات التي شكلت فارقاً إيجابياً في العمل الحكومي والمجتمع على مدى السنوات العشر الماضية، إلى جانب فعالية علمية تهدف إلى تعزيز ثقافة الابتكار في مجال الرعاية الطبية.
وتُختتم فعاليات شهر الابتكار بالإعلان عن المشاريع الفائزة بجوائز «الإمارات تبتكر» في دورتها الخامسة، وتشمل الفئات التالية:
- أفضل ابتكار في استخدام الموارد.
- أفضل ابتكار في تحقيق الريادة الرقمية.
- أفضل ابتكار في تسهيل الإجراءات الحكومية.
- أفضل ابتكار جذري.
- أفضل ابتكار في تحقيق الاستدامة.
- أفضل ابتكار في الأثر المجتمعي.