تعد «الصقارة» جزءاً مهماً من التراث الإماراتي، ويزداد الاهتمام بها عاماً بعد عام، كونها رمزاً مهماً يبعث على الفخر والاعتزاز، وقد عملت الإمارات على الحفاظ على الصقارة، ونشرها، من خلال إقامة المسابقات والنشاطات والتظاهرات والمعارض الخاصة بها، فهي أحد الأنشطة الشعبية المحبوبة، التي تلقى شعبية واسعة في الدولة.
وضمن هذا الإطار، شهد العام الماضي إطلاق برنامج «الصقارة الإماراتي - الياباني»، فهذه الثقافة مشتركة بين البلدين، ويسعى كلاهما - من خلاله - إلى تعزيز التعاون الثقافي، والتبادل الطلابي بين الصقارين الإماراتيين واليابانيين، ضمن اتفاقية خاصة بهذا الشأن، وقعها نادي صقّاري الإمارات مع مؤسسة «إينبيكس-جودكو» اليابانية، بدعم كامل من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس نادي صقّاري الإمارات.
ويسعى «البرنامج»، الذي يقام بمدينة إيتشيهارا، من 8 إلى 13 فبراير الحالي؛ لإتاحة الفرصة لممارسة الصيد بالصقور في المدينة اليابانية، كما يتضمن استعراضاً لتاريخ الصقارة اليابانية، وعاداتها. كما يعمل على تبادل الخبرة والمعرفة بين الصقارين الإماراتيين واليابانيين؛ بهدف الحفاظ على هذا الإرث، وضمان استدامته.
وشاركت في هذا الحدث مدرسة محمد بن زايد للصقارة وفراسة الصحراء، المشروع التعليمي الرائد لنادي صقّاري الإمارات، ومدرسة سوا اليابانية للصقارة، وهي أقدم مدرسة من نوعها في اليابان. ويأتي هذا التعاون بينهما؛ استمراراً للتبادل الثقافي الفريد بينهما، فهما معروفتان بتقاليدهما العميقة في هذا المجال (الصيد بالصقور)، باعتباره إرثاً إنسانياً مشتركاً بينهما.
وفي هذا السياق، أعرب معالي ماجد علي المنصوري، الأمين العام لنادي صقّاري الإمارات، عن جزيل شكره وامتنانه لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ولسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس نادي صقّاري الإمارات، لتقديم دعم لا محدود لكافة الجهود المبذولة في الحفاظ على رياضة الصقارة، وحماية هذا الإرث الإماراتي والإنساني، وتقديم الدعم المطلق للفعاليات المقامة ضمن البرنامج المشترك بين الإمارات واليابان.
أولى التجارب المشتركة:
شهدت منطقة رماح بمدينة العين، عام 2024، أولى التجارب المشتركة بين الصقارين الإماراتيين واليابانيين، وساهمت في تعرف كل منهم على عادات الصقارة في بلد الآخر. وشارك به، أيضاً، طلبة من أكاديمية الشيخ زايد الخاصة للبنين.
وساهم البرنامج، خلال عامه الأول، بمزيد من المعرفة والرغبة لدى الصقارين من كلا البلدين؛ ليكونوا روّاداً في مجال الصقارة والمُحافظة عليها. كما خاضوا تجارب مميزة زادت معرفتهم بها.
قاسم مشترك:
قالت الصقّارة اليابانية المعروفة، نوريكو أوتسوكا، رئيسة جمعية «سوا» للحفاظ على الصقارة: إن التدريب منذ الصغر يعد قاسماً مشتركاً بين الصقارين الشباب في اليابان والإمارات، وإن هؤلاء - بعد اكتسابهم الخبرة اللازمة - يبدؤون مشاركة رحلات الصيد مع الصقارين المحترفين.
وأكدت أوتسوكا أن مخيم الصقارة المشترك الأول، الذي استضافته العين، كان له أثر مهم لدى الصقارين اليابانيين، وساهم بشكل مباشر في تغلبهم على مخاوف الرحلة الأولى إلى الخارج، وزيادة معرفتهم بالصحراء، كما جعلهم أكثر إقبالاً على الثقافات الأخرى، وأكسبهم مهارات جديدة، ومنحهم دافعاً كبيراً لتعلم كل جديد عن هذا الفن في الإمارات.
ومن المفترض أن يشهد «البرنامج»، هذا العام، تبادلاً كبيراً وغنياً للخبرات الحيوية والمهارات، ما يرسخ التواصل الدائم بين الجانبين، ويعزز المعرفة المشتركة في عالم الصقارة، كما أنه يعد منبراً مهماً للاحتفاء بالنسيج التراثي الغني بتقاليد الصقارة الإماراتية واليابانية.