ربما وصفك أحدهم بأنك «فوضوية»، وهذا الوصف قد يكون عاماً، وليس في جانب معين من شخصيتك، فهناك شخصيات تعشق أن تحيط نفسها بمجموعة من الأشياء المتداخلة، كأن يتم فتح مجموعة من ملفات العمل في آنٍ، دون التركيز على كل ملف منفرداً، الأمر الذي يؤدي إلى تأخر إنجاز مهمات العمل المطلوبة، وتتمثل الحال في المنزل في ترك مهمات التنظيف اليومية، وتعليقها للقيام بها في عطلة نهاية الأسبوع، ما ينتج جواً من الفوضى، تصعب السيطرة عليه لاحقاً، ويمتد أثره إلى جميع أفراد العائلة بالتبعية.
لكن الأخطر من إهمال متطلبات البيت، وتعليق مهامه لنهاية كل أسبوع، وخلط مهمات العمل، هو الفوضى الشخصية في النفس والأفكار، وحتى العقل.
يقول عالم النفس الأميركي، البروفيسور مارك ترافيرز، في تقرير نشره موقع مجلة «فوربس»، الأميركية، إن الشعور بالخفة والحرية والاختلاء بالنفس، شعور عظيم يحتاجه الناس، لإراحة أنفسهم من التفكير، وعبء مهمات العمل اليومية. لكن الوصول إلى هذه الحالة يتطلب أن يكون الشخص قد أتم إنجاز ما عليه من مهمات، دون أن يضطر لحملها معه، في وقت راحة عقله وجسده، والحصول على طاقة لازمة تعينه على الاستمرار سوياً في حياته اليومية، المليئة بأشخاص من مختلف الأفكار، والبيئات.
ويبين البروفيسور، مارك ترافيرز، أن الفوضى التي تنشأ عبر إهمال الأعمال وتأجيلها وخلطها، تُشعر الشخص بالتشتت والتوتر والوقوع في حلقة مفرغة، لا يبدو أنها ستنتهي أبدًا. لذا، فإن السعي للحصول على مزيد من الوضوح، أو مزيد من التحكم، أو مجرد مزيد من السلام، يحتاج إلى إصلاح الحياة بأكملها؛ حتى يشعر الشخص بالفوائد.
ويتطلب الأمر القيام بأمور عدة بشكل مباشر، حتى يصل الشخص إلى يوم الراحة الأسبوعي، وهو غير مشتت الذهن، وليحصل على راحة للعقل والجسد والروح. لذا، يجب اتباع نصائح البروفيسور، على النحو التالي:
- ترتيب الفوضى: يبدأ ترتيب الفوضى التي تستنزف الطاقة العقلية، وتؤثر في صحة الفرد، من خلال ترتيب الأولويات اليومية في البيت والعمل، وإنجازها أولاً بأول دون خلطها، ودون منح مجال للتكاسل والتراخي، حتى لا تتكدس المسؤوليات.
- تقليل الوقت الرقمي: أكبر عائق أمام إتمام مهمات الفرد اليومية، الانشغال بالأجهزة الرقمية من هاتف أو ألواح ذكية، ومراقبة ما يحدث في العالم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي لا تنتهي تحديثاتها إطلاقاً. فالوقت المستنزف وغير المفيد الذي يتم قضاؤه في هذه التطبيقات، ينعكس بصورة مباشرة بتأثير سلبي على اليوم في العمل وفي المنزل، لذا يجب تقليل وتحديد ساعات اللهو التكنولوجي وتأطيرها بما هو مفيد.
- العناية بالوقت: لا يعني وضع جدول يومي لمهمات العمل، أنك عدت طالبة في المدرسة أو الجامعة، بل هو طريقة صحيحة وناجحة لتجاوز أي معيقات قد تتعرضين لها، فالجدول الزمني المزدحم المليء بالمهام غير الضرورية والمشتتات والالتزامات الزائدة، يستنزف الطاقة العقلية، ويجعل الشخص يشعر بالإرهاق.
- تنظيف العلاقات: في حياة كل شخص منا علاقات غير صحية ومرهقة، تستنزف الطاقة والعقل، وتحدث التوتر. لذا، من المهم منع هؤلاء الأشخاص الذين يستنزفون الطاقات من التأثير بشكل سلبي على أسلوب الحياة التي يعيشها الفرد، فالمهم وضع حد لمدى تدخلاتهم في حياتنا اليومية، لأن الأهم سلامنا الداخلي.