كانت العاصمة الإماراتية أبوظبي إحدى سبع مدن عالمية، احتفلت برأس السنة الصينية الجديدة، من خلال الحفل الذي أقيم بحديقة «أم الإمارات»، ونظمته سفارة جمهورية الصين الشعبية لدى دولة الإمارات، ضمن احتفالات العاصمة أبوظبي بهذا الحدث العالمي، الذي يحمل شعار «سنة الثعبان».
تأتي أهمية الاحتفال، كونه الأول بعد إدراج السنة القمرية الصينية، ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو، عدا اعتباره فرصة لنحو 400 ألف مقيم صيني في دولة الإمارات؛ للشعور بدفء الوطن، كما تُعد نافذة لتعريف الإماراتيين والمقيمين بجوانب الثقافة الصينية.
وتعكس احتفالية رأس السنة الصينية، التي استضافتها أبوظبي، القيم الإنسانية المشتركة بين الثقافات، إذ تمثل هذه الفعالية فرصة لتعزيز الحوار الثقافي، وإبراز القواسم المشتركة بين شعوب العالم، لاسيما أن أبوظبي تعتبر مركزاً عالمياً للتسامح والتعايش الثقافي.
وتعد هذه الفعالية جزءاً من برنامج الأنشطة الترويجية لمهرجان عيد الربيع، الذي تنظمه مجموعة الصين للإعلام في رأس السنة الصينية، حيث تم اختيار العاصمة أبوظبي ضمن سبع مدن عالمية لاستضافة الاحتفالات، في خطوة تعكس عمق العلاقات الثنائية والتبادل الثقافي بين الإمارات والصين، خاصة بعد مرور أربعين عاماً على ذكرى إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وتمثل العلاقات الإماراتية - الصينية نموذجاً فريداً للتعاون الاستراتيجي، الذي يمتد ليشمل الجوانب الثقافية والاجتماعية، في إطار حرص القيادة الرشيدة على تعزيز الروابط الثقافية والانفتاح العالمي.
وتعد الاحتفالية الصينية من الأنشطة التي تعكس جماليات الثقافة الصينية، وتصل إلى الجمهور العالمي بـ82 لغة، لتكون هذه الاحتفالات جسراً للتواصل الثقافي بين الشعوب.
ويختلف موعد الاحتفال برأس السنة الصينية من عام إلى آخر، لكنه يقع دائماً بين أواخر يناير ومنتصف فبراير، وهذا العام هو 4723، وفقاً للتقويم الصيني. وتسمى الأعوام الصينية بأسماء حيوانات؛ لأن الأبراج الصينية تنقسم إلى 12 برجاً، تمثل 12 حيواناً، وتشكل دورة من 12 عاماً.
ورغم وجود بعض الدلالات التاريخية على احتفال الصينيين بهذا العيد، منذ القرن الرابع عشر قبل الميلاد، عندما حكمت «أسرة شانغ»، فإن أول ذكر للاحتفال ببداية العام الجديد كان خلال عهد «أسرة هان الشرقية» (202 ق.م - 220 م)، حيث تم تسجيله في التقويم الزراعي، الذي كتبه للفلاحين المهندس الزراعي الشهير شي شنغهان.
وخلال عهد «أسرة جين» (266 - 420 م)، بدأ الناس تقليد عشية رأس السنة الجديدة، المتمثل في الاحتفال طوال الليل باسم «شوسوي». وترتبط بهذا العيد أسطورة صينية، يقول أحد فصولها: «إن وحشاً يشبه التنين اسمه نيان (السنة)، كان يهاجم القرويين في بداية كل عام، وكان (نيان) يخاف من الضوضاء العالية، والأضواء الساطعة، واللون الأحمر. ولهذا السبب، استخدم الناس هذه الأشياء لطرد الوحش بعيداً عنهم، وهذا هو سر ظهور دمية التنين في الاحتفالات».