ترسخ دولة الإمارات ريادة طبية مثالية، بالنظر إلى التطور العلمي والطبي الذي وصلت إليه، ما يسهم في إرساء منظومة صحية رائدة عالمياً، تتماشى مع أفضل المعايير الصحية، وتجسد رؤية «نحن الإمارات 2031»، التي تهدف إلى الارتقاء بالقطاع الصحي نحو آفاق مبتكرة، تعزز صحة أفراد المجتمع، ما يجعل الإمارات قبلة موثوقة ومفضلة أيضاً للسياحة الطبية، ومرجعاً مهماً للمرضى الذين يقصدون مستشفياتها من خارج الدولة.

وفي هذا السياق، كشفت وزارة الصحة ووقاية المجتمع الإماراتية، خلال فعاليات «معرض ومؤتمر الصحة العربي 2025»، المقام حالياً في مركز دبي التجاري العالمي، عن تحقيق دولة الإمارات إنجازات نوعية في مجال التبرع ونقل وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية خلال عام 2024، حيث سجلت زراعة 352 عضواً، بزيادة حوالي 22% عن عام 2023، لتصبح الدولة ذات أعلى معدل استخدام للأعضاء في المنطقة، كما تصدرت دول مجلس التعاون الخليجي في مؤشر عمليات زراعة الأعضاء، حيث تم زرع 956 عضواً منذ انطلاق «البرنامج» عام 2017.

  • إنجازات نوعية للإمارات في مجال التبرع بالأعضاء

كما بلغ عدد المرضى، الذين تلقوا أعضاء تبرع بها آخرون خلال العام الماضي 338 مريضاً، جاءت جميعها من 110 متبرعين، ما يعكس التلاحم والإنسانية بين أفراد المجتمع في دولة الإمارات. وتشير الإحصاءات إلى أنه تمت زراعة 187 كلية للمرضى، و100 كبد، و39 رئة، و21 قلباً، و3 من البنكرياس، إلى جانب زراعة جزءين من الكبد.

وتسعى الجهات الصحية، في دولة الإمارات، إلى ترسيخ ثقافة التبرع بالأعضاء أثناء الحياة أو بعد الوفاة، من خلال توحيد الجهود الوطنية وتطويرها؛ لإنقاذ المرضى المصابين بفشل الأعضاء، وتحسين جودة حياتهم، وتخفيف المعاناة عن أسرهم.

ويهدف البرنامج الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية (حياة) إلى تعزيز الوعي المجتمعي، وبناء ثقافة إيجابية حول التبرع بالأعضاء، خاصة أن الدولة تعد نموذجاً رائداً في منظومة التبرع بالأعضاء وزراعتها إقليمياً وعالمياً، بعدما نجحت في بناء برنامج وطني متكامل، يجمع بين التميز الطبي، والبعد الإنساني.

  • إنجازات نوعية للإمارات في مجال التبرع بالأعضاء

ويعد برنامج «حياة» قصة نجاح إماراتية متفردة، تعكس رؤية القيادة الحكيمة في تطوير حلول مبتكرة للتحديات الصحية، وتجسد قيم العطاء المتأصلة في المجتمع.

ويعكس هذا الإنجاز الطبي والتوعوي الجديد تكامل جهود المؤسسات الصحية في دولة الإمارات، والشركاء الاستراتيجيين، في تطوير منظومة رقمية متقدمة، تضمن أعلى معايير الشفافية والكفاءة، مع التركيز على بناء ثقافة مجتمعية داعمة للتبرع بالأعضاء. كما نشهد تحولاً نوعياً في وعي المجتمع وتفاعله مع «البرنامج»، وهو ما ينعكس في تزايد أعداد المسجلين، والقصص الملهمة للمرضى الذين استعادوا الأمل في حياة جديدة.