شاركت «بوتشيلاتي» (Buccellati)، الدار الإيطالية المتخصصة في تصميم المجوهرات الراقية، والإبداعات الفضية الفاخرة، في الدورة الثالثة من معرض «هومو فيبر» المرموق، بمشروعين مميزين حول تنسيق طاولات الطعام، وصناعة المجوهرات الفاخرة. ويتمحور الأول حول قطعة زينة مركزية، خطفت الأنظار بفضل تصميمها المبتكر من «الأرضي شوكي». أما المشروع الثاني، فيسلط الضوء على المهارات الحرفية لصناعة المجوهرات الفاخرة.
نحاور ماريا كريستينا بوتشيلاتي، التي تدير، حالياً، قسم الاتصالات العالمية لمجموعة «بوتشيلاتي»، للاطلاع أكثر على التفاصيل المتعلقة بهذه المنتجات الرائعة.
* ما السر وراء ابتكار قطعة تجسد جمال الزهور؟
- لطالما كانت الطبيعة مصدر إلهام عظيماً لجدي وأبي وأخي. إنهم يحبون التقاط جمالها، ومحاولة تمثيلها بشكل واقعي قدر الإمكان، ما يمنح الفضة أشكالاً وتفاصيل جميلة حقاً. ويجسد «Armatae Flores»، أحدث المنتجات التي أنتجناها، تفسيرنا لفن المائدة. فالخرشوف نبات، لكنه أيضاً زهرة ذات معنى رمزي جميل؛ فأشواكه ودرعه الخارجية تحمي قلباً رقيقاً، يكشف - بمجرد فتحه - عن زهرة جميلة.
* ماذا عن التقنيات والنحت والنقش اليدوي المستخدمة في القطعة، وكم من الوقت استغرق إنتاجها؟
- تتكون القطعة المركزية من مجموعة من إكليل الخرشوف الفضي، على قاعدة خشبية مصقولة، وغطاء مكون من مزيج من الخرشوف. وتختلف التقنيات المستخدمة في صنع هذا المنتج: أولاً يتم النقش الخفيف لإعطاء البتلات شكلاً واقعياً، ثم يتم تجميع البتلات والسيقان والأوراق وتلحيمها؛ لإعطاء كل خرشوف شكلاً مختلفاً. ويتضمن الجزء النهائي حماماً جلفانياً؛ لإضفاء تجانس بصري على المنتج، ثم عملية أكسدة مستمدة من تقنية التلميع؛ لإبراز التفاصيل، وإعطاء تأثير الضوء/الظلام للعناصر المختلفة. كل هذا يستغرق حوالي 4 أشهر؛ للوصول إلى النتيجة النهائية.
* كيف يعكس هذا التصميم المبتكر فلسفة «بوتشيلاتي»؟
- إنه يجسد فلسفتنا تماماً لأسباب مختلفة: الأول: هو أن الخرشوف من العناصر الطبيعية، وكانت الطبيعة دائماً أحد مصادر إلهامنا. الثاني: تقنيات التصنيع قديمة جداً، ولا يزال عدد قليل من الحرفيين يعرفون كيفية القيام بها، واستخدام هذه الحرف يجعل منتجاتنا فريدة ومعروفة في العالم. الثالث: إنه مثال على كيفية تفسير «بوتشيلاتي» لفن المائدة، الذي يمثل - بالنسبة لنا - تفسيراً مهماً لعالم أدوات المائدة.
* ما المعادن التي صُنعت منها القطع المركزية، وما الصعوبات التي واجهها حرفيو الدار أثناء إبداعهم المعقد؟
- تتكون المجموعة من قطعتين مركزيتين فخمتين، مكونتين من إكليل من الخرشوف باللون الفضي، بمقابض تنمو مثل الأوراق، وترتكز على قاعدة خشبية مصقولة. وتكتمل السلسلة بإصدار محدود ومرقم من 100 قطعة خرشوف فضية فردية، مصنوعة يدوياً في 12 إصداراً مختلفاً، ويمكن استخدامها كعناصر زخرفية راقية، أو كعلامات مكانية. اعتدنا تخصيص الأشياء؛ لأن كلاً منها يختلف عن الآخر، ولم تكن هناك صعوبات في التنفيذ، لكن يمكننا القول بأن لوكا جواداجنينو طلب - على وجه التحديد - قطعة من الخرشوف، وبالتالي كان «التحدي» هو صنعها وفقاً لذوقه، والرؤية التي كانت لديه عن «بوتشيلاتي» داخل «هومو فيبر».
مجوهرات أزلية
* ما الدور الذي تلعبه الأحجار الكريمة في تعزيز المظهر الواقعي للزخارف الزهرية؟
- يتم اتباع عملية مختلفة بالنسبة للمجوهرات. لقد ابتكرنا لـ«Homo Faber» سواراً فريداً وخاتماً من المينا الذهبي والألماس. لا شك في أن الأحجار الكريمة تمنح اللون والسطوع للأشياء الفردية، لكننا في هذه الحالة صنعنا فرعاً دائماً من الذهب الأبيض والألماس، معززاً بطبقة من المينا باللون اللافندر، تغطي السوار المنقوش بالذهب.
* لماذا ركزت المجموعة على الخواتم والأساور؟
- كان موضوع معرض «هومو فيبر» هو «رحلة الحياة»، والعلاقة بين الحياة والحرفية. وهذا الموضوع يتناسب تماماً مع «بوتشيلاتي»، وتم عرض المجوهرات في قاعة «الحب والاتحاد»، ولهذا السبب صنعنا سواراً وخاتمين، أطلقنا عليها اسم «Eternelle». كانت كل هذه المنتجات تتمتع بنفس الخاصية؛ فقد تم تزيينها بنمط مكون من أكاليل وزهور في جميع أنحاء المجوهرات؛ لإعطاء فكرة عن خط أبدي يذكرنا بمفهوم الحب. إن الخيط الأحمر لإبداعاتنا هو دائماً الطبيعة، التي غالباً تكون مصدر إلهام كبيراً لنا.
* هل هناك زهرة مفضلة تلهمك؟
- «كالا» (Calla)؛ لأنها الزهرة الأكثر بساطة و«مينيمالية»، لكنها أنيقة للغاية.
* بعد خبرتك الطويلة والمتعددة الأوجه داخل شركتك العائلية.. كيف ترين الدار الآن؟
- أود أن أقول: إن هذه واحدة من أهم مراحلنا؛ فمنذ عام 2019، أصبحنا جزءاً من مجموعة «Richemont»، وكان من المهم حقاً بالنسبة لنا الانضمام إليها للمزيد من النمو. تحترم المجموعة قيمنا تماماً، وتساعد الدار على النمو بطريقة عضوية للغاية. إنها تدعم تراثنا، ورغبتنا في الاستمرار في تقديم المنتجات المصنوعة يدوياً، وهذا مهم بالنسبة لنا.
* ما الإنجازات، التي تفتخرين بها، خلال مسيرتك المهنية في «بوتشيلاتي»؟
- من الإنجازات، التي أفتخر بها، حفاظنا - كعلامة تجارية - على القيم العظيمة التي اشتهرنا بها، وتنظيمنا معرض «The Prince of Goldsmith» في البندقية؛ بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيسنا، فقد كان احتفالاً مهماً بمرور 100 عام على تثمين تاريخنا، وإبداعاتنا.