في سياق دعم تبني الممارسات المستدامة، التي تسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، نفذ الصندوق الوطني للمسؤولية الاجتماعية (مجرى)، مبادرته القاضية بزراعة 8200 شتلة من أشجار القرم في محمية جبل علي البحرية. جاءت المبادرة استجابة لتوصيات فعالية «خلوة الأثر»، التي نظمها الصندوق مؤخراً، والتي هدفت إلى تشجيع شركات القطاع الخاص على المساهمة في مشاريع ذات أولوية وطنية، يتم تطويرها بالتعاون والتنسيق مع قيادات حكومية وجمعيات أهلية، ومختصين بمجال المسؤولية المجتمعية والاستدامة في الشركات الخاصة الحاصلة على «وسام الأثر» في دولة الإمارات، بما يتماشى مع أولويات وأهداف التنمية المستدامة، والمؤشرات البيئية والاجتماعية والاقتصادية والحوكمة لدولة الإمارات.
جاء اختيار زراعة أشتال شجر القرم، تعويضاً عن الانبعاثات الكربونية الناتجة عن فعالية «خلوة الأثر»، التي نظمها الصندوق مؤخراً، واستناداً إلى توصيات البنك الدولي، التي تشير إلى حاجة كل فرد إلى زراعة 164 شجرة سنوياً، كحدٍّ أدنى للتعويض عن البصمة الكربونية، الأمر الذي يعكس التزام الصندوق بتعزيز المسؤولية البيئية في دولة الإمارات، وتشجيع المؤسسات والقطاع الخاص على تبني ممارسات مستدامة في تنظيم فعالياتها، تسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وانطلقت مبادرة زراعة الشتلات لـ«مجرى» في محمية جبل علي البحرية، حيث شارك الحضور في جلسة توعوية حول أهمية أشجار القرم في مواجهة تغير المناخ، ودورها الحيوي في حماية السواحل، وتعزيز التنوع البيولوجي، وبعد ذلك انتقل المشاركون للجانب العملي، حيث قاموا بزراعة الشتلات في مواقع محددة، ما أسهم في تعزيز روح العمل الجماعي، والشعور بالمسؤولية البيئية المشتركة. فيما اختتمت الجلسة بنشاط تفاعلي، تعرف المشاركون خلاله على أنواع الكائنات البحرية، التي تعيش في «المحمية».
وتجسد مبادرة زراعة أشتال شجر القرم نهج صندوق «مجرى»؛ لاتخاذ خطوات عملية وفعالة؛ لتحقيق رؤية الدولة في تعزيز المسؤولية البيئية ودعم الاستدامة، حيث أثمرت مبادرة زراعة الشتلات توفير 82 شجرة لكل مشارك، ما يضمن تعويض البصمة الكربونية لجميع المشاركين في «خلوة الأثر»، حتى نهاية يونيو 2025.
وتحتل أشجار القرم مكانة مميزة في تراث دولة الإمارات، حيث يتميز هذا النوع من الأشجار بالنمو في المياه المالحة، إضافة إلى قدرته على امتصاص «غازات الدفيئة»، ما يسهم في خفض نسب تلوث الهواء، وتقليل تأثير ظاهرة التغير المناخي. كما تسهم غابات القرم في المحافظة على البيئة، بحماية الخط الساحلي من التآكل بسبب الأمواج والتيارات المحيطة، ما يجعلها شريانًا للحياة الطبيعية.