قد ترتكبين الكثير من الأخطاء التربوية في المراحل الأولى من عمر طفلك من دون علم، وقد تفعلين أشياء غير ضرورية في بعض الأحيان، وربما تكون مؤذية، هناك ثلاثة أمور يجب تجنبها تماماً في تربية طفلك.
1 - لا تتجاهلي بكاء طفلك
إن الطفل حين يبكي وهو في عمر 3 أشهر مثلاً، لا يكون سعيداً وإنما يحتاج إلى رعاية، وإنه صغير جداً لدرجة لا ينفع معها القول إنه يتدلل، أو أن اهتمامك به لحظة البكاء سوف يفسده، إنه في لحظة البكاء يشعر بعدم الأمان، وربما ينشأ عن تجاهلك له أن يتكون لديه شعور بالخوف أو القلق. إن التغاضي عن حاجة طفلك وتجاهله أثناء البكاء في مراحله الأولى، يشعرانه بالعجز والإحباط والغضب واليأس، هذا ما يشعر به طفلك حين تتجاهلين بكاءه.
اسألي نفسك ما اللغة التي يستطيع طفلك أن يستعملها ليخبرك عن رغباته وحاجاته؟ إن لغته الوحيدة هي البكاء، فهو حين يبكي ويبكي يريد أن يقول للعالم انتبهوا لي، إن هناك شيئاً شديد الخطورة أود أن أقوله لكم. انتبهوا لي، لكن لا أحد يصغي.
هكذا تتجاهلين بكاءه، وتتجهين إلى أعمالك المنزلية، وتتركينه يبكي، إنك تخطئين الحكم، تأكدي أن هناك دائماً سبباً لبكاء طفلك، وما يجب أن تقوليه لنفسك هو، إنني لا أعرف سبباً يجعل طفلي يبكي، حيث لا يبكي طفلي من دون سبب، إنه يحاول أن يخبرني شيئاً، ويجب أن أفهم ما يريد قوله. ربما يشعر بالوحدة، فهو مثلك تماماً يشعر بالوحدة، فماذا تفعلين إذا شعرت أنت بالوحدة؟
والوحدة ليست السبب الوحيد لبكاء طفلك، ففي بعض الأحيان تعرفين سبب بكاء طفلك، وفي أحيان أخرى لا تستطيعين. فتقديمك الطعام أو احتضانه أو الغناء له، لا تهدئه ولا تجعله في حالة جيدة، ولا يتوقف عن البكاء.
هنا يكون للبكاء سبب آخر، وربما يكون اضطراب المعدة أو المغص، لأن الجهاز الهضمي عند الرضع لم ينضج بما فيه الكفاية، ولكن تدليك خفيف للبطن، أو شرب ماء دافئ قد يساعد على تهدئته، وفي جميع الأحوال فإن احتضان وليدك وتقريبه منك سوف يجعله يكف عن البكاء حتى لو كان المغص لا يزال يزعجه.
2 - لا تحاولي تدريب طفلك على استعمال الحمّام قبل عمر السنة
تحاولين من وقت إلى آخر تعويد طفلك على استخدام «النونية»، وهو لايزال في سنته الأولى، ولكن هذا الفعل له عواقب وخيمة، اعلمي أنه لكي ينجح طفلك في التدريب على الإخراج، عليه أن يكون قادراً على إتقان بعض المهارات المعقدة، بما فيها السيطرة العصبية العضلية على العضلات العاصرة، وهذه السيطرة لا يمكن أن تتم لدى معظم الأطفال قبل إكمال السنتين من أعمارهم، فهذا هو الوقت المناسب لبدء التدريب على استخدام «النونية»، ربما تكون لديك قدرة على تدريب طفلك قبل عمر السنة، ولكن سيكون عليك دفع ثمن نفسي كبير جرّاء هذا التبكير، لأن الأمهات يشتكين أن بعض الأطفال يكونون قد تعودوا الجلوس على «النونية» مبكراً، لكنهم تراجعوا بعد تعلمهم المشي وأصبحوا يتبوّلون على أنفسهم، وقد أعدن عملية تعليمهم على «النونية» مرة أخرى، السبب أن هؤلاء الأطفال لم يتراجعوا، ولكنهم في الواقع لم يتعلموا الطريقة الصحيحة للإخراج.
3 - لا تقلقي من إفساد مولودك بالدلال
قد تكونين منطقية إذا طلبت من طفل عمره 5 سنوات، أن يكف عن سلوك طفولي أصغر سناً، لأن طفلك في هذا العمر قادر نفسياً على أن يتخلى عن سلوك طفل رضيع، ولكن ليس عقلانياً ولا واقعياً أن تطلبي من طفل مولود حديثاً أن يقلع عن سلوك مناسب لعمره، فهو غير قادر على أن يسلك سلوكاً مغايراً لطبيعته، إنه لا يزال صغيراً وعليك أن تدعيه يمارس حقه في أن يتصرف كمولود صغير. إنك لا تؤذينه إذا اهتممت به في هذه السن الصغيرة، أو أفرطت في العناية به، لا تكوني حازمة معه، ولا تضعي لسلوكيّاته حدوداً وهو رضيع، لن يضرّه شيء إذا حملته حين يبكي، أو جلست إلى جانبه تغنين له، أو نام في حضنك بعض الوقت.