هل تشعرين بأنك تأخرت في بدء التدريب؟ اعلمي أنه لا يفوت الأوان أبداً على تعليم طفلك كيف ينظم أيام الأسبوع، وكيف يرتب الأولويات في قائمة الأعمال المطلوبة منه.

قد تفكرين كأم مشغولة دائماً وتقولين: هل تطلبي مني أن أعلم طفلي كيف يدير وقته؟ أنا لا أستطيع حتى إدارة وقتي. والواقع أنه بينما تعلمين طفلك كيف يدير وقته بصورة مثلى، فإنك قد تتعلمي طريقة أو اثنتين تساعدانك على أن تستفيدي من وقتك بصورة أفضل وتكون أكثر إنتاجية.

  • علّمي طفلك ترتيب أولوياته

إدارة الوقت

إن إدارة الوقت طريقة متميزة لوصف التوازن بين الفرص المتاحة والمسؤوليات في الوقت نفسه، وكأي مهارات أخرى، فإن إدارة الوقت تحتاج إلى تدريب، وبينما يهتم معظم الآباء والأمهات بتعليم أبنائهم كيف يستعملون الفرشاة لتنظيف أسنانهم، ويدربونهم عشرات المرات كيف يغسلون أيديهم بالشكل المناسب؛ إلا أن قليلاً منهم يدربون أبناءهم على تنظيم ساعات يومهم. عندما تبيني لطفلك كيف يدير وقته في عمر مبكر، فإنك تغرسين فيه مهارة يستطيع استخدامها بعد ارتدائه زي التخرج في الجامعة، إنها مهارة يمكنه استعمالها مدى الحياة.

يقول المختصون، إن إدارة الوقت نظام يؤثر في حياة الأطفال الانفعالية والاجتماعية، والجسمية، والعقلية، والمادية، والروحية، وهي مهارة يحتاج كل طفل إلى تعلمها. وإذا لم يتدرب طفلك على العادات الحسنة في الصغر، فإنه سيقضي بقية عمره وهو يحاول التغلب على عادات سيئة.

إرشادات عن كيفية تعليم طفلك أهمية إدارة الوقت

• ساعدي طفلك على التمييز بين ما هو مهم وما هو عاجل، فالمهم يعني ما يساعده على تحقيق نوعية حياة أكثر قيمة بالنسبة إليه، أما العاجل، فيعني أنه يحتاج إلى اهتمام فوري فقط. لذا شجعيه على إعطاء الأولوية للأشياء المهمة.

• ساعدي طفلك على إعداد قائمة أولويات هرمية يمكن أن تستعمل كقائمة شطب رئيسة للتوصل إلى قرارات حول إدارة أفضل للوقت، فعلى سبيل المثال: رتبي القيم التالية حسب الأولوية: الأسرة، الصحة واللياقة، المدرسة، النمو الشخصي، المجتمع والأصدقاء. احتفظي بالقيم أو استبعديها بناء على أهميتها بالنسبة إليك وإلى طفلك.

• رتبي الأنشطة كل قيمة حسب أولوية إنجازها.

• اطلبي من طفلك أن يكتب في كل مساء قائمة بكل الأعمال التي يجب أن يقوم بها في اليوم التالي، وأن يستعمل هرم الأولويات ليساعده في اختيار أفضل خمسة أو ستة أعمال تقع في أعلى سلّم الأولويات:

- إكمال الواجبات المنزلية.

- الدراسة للامتحان.

  • علّمي طفلك ترتيب أولوياته

- العمل لإنجاز مشروع كبير.. الخ. مرّني طفلك على استعمال هرم الأولويات عند اتخاذ قرارات تتعلق بالإفادة من وقته، وزوديه بسيناريوهات مختلفة، واطلبي منه أن يفكر فيما يجب عمله أولاً (عاجل)، وثانياً (مهم)، وثالثاً (غير عاجل)، ورابعاً (غير مهم). فمثلاً: إذا أراد أن يزور أحد أصدقائه، وكان عليه في الوقت ذاته أن يقرأ ثلاثة فصول من كتاب العلوم، فاطلبي إليه أن يعطي أوزاناً لهذين الخيارين. إذا قام بالواجب الآن، فقد يكون قادراً على البقاء في منزل صديقه لتناول طعام العشاء، أما إذا اختار القيام بالواجب بعد زيارة صديقه، فعليه أن يكون في البيت قبل العشاء، ساعديه على التوصل إلى الاستعمال الأمثل لوقته.

إن الإدارة الجيدة للوقت أمر يُتعلم، إلا أنه يزداد صعوبة مع الزمن.

وفي حقيقة الأمر، يوجد فرص في الحياة أكثر من الوقت المتاح لأدائها، لذا علّمي طفلك في عمر مبكر كيف يوازن بين خياراته، فالمهام لا تتساوى في أهميتها، كما لا تتساوى في درجة إلحاحها.

ساعدي طفلك على أن يحدد الأشياء غير القابلة للانتظار، ثمّ ناقشي معه كيف سيؤثر ذلك في بقية وقته في ذلك اليوم، استناداً إلى خياراته، فسوف يتعلّم بذلك مقدار الوقت الذي يحتاج أن يخصصه لأداء مسؤولية معينة، وسوف تتحسن إنتاجيته أيضاً.

لا تنسي أن تستوعبي بنفسك بعض هذه الدروس، وتصممي بعض القوائم الخاصة بأعمالك، لعل طفلك يتعلّم أن يقلدك فيقوم بالشيء نفسه، ويستفيد من النقاط سالفة.