يواصل «مهرجان الشيخ زايد التراثي» إبهار زواره، مواطنين ومقيمين وزواراً، بما يقدمه من فعاليات تحتفي بالقيم الأصيلة للمجتمع الإماراتي، الغني بتاريخه وثقافته وحضارته، التي تمتد عبر الأجيال.
والمهرجان، الذي يقام هذا العام تحت شعار «حياكم»، يقدم لزواره، من خلال فعالياته المستمرة حتى الثامن والعشرين من شهر فبراير المقبل، جدولاً مليئاً بالفعاليات الثقافية والفنية والفلكلورية، التي تشكل لوحة أصيلة، تعرّف زوار المهرجان بقيم المجتمع الإماراتي الأصيلة، فضلاً عن الاحتفاء بالتراث الإنساني العالمي، والفلكلور الموسيقي، في مشهدية كبرى تعكس رسالة المهرجان في تعزيز الحوار الثقافي، وتكريس قيم التسامح والانفتاح، من خلال منصات تفاعلية تجمع بين الأصالة والابتكار.
ويواصل «مهرجان الشيخ زايد التراثي» الاحتفاء بالتنوع الثقافي، باعتباره منصة عالمية، تسهم في تعزيز التفاهم بين الشعوب، من خلال فعالياته، مرسخاً مكانته كإحدى أهم الفعاليات الثقافية في المنطقة.
ومن الفعاليات العالمية الموازية، التي قدمها «مهرجان الشيخ زايد التراثي» لجمهوره، إحياء طقوس العرس المغربي في الجناح المغربي، في تجربة فريدة تبرز جماليات التراث المغربي العريق، حيث شملت الفعالية عرض الأزياء التقليدية، كالقفطان المغربي المطرز، وطقوس العرس الأصيلة، مثل: الهودج والزغاريد، إلى جانب تقديم مأكولات مغربية شهيرة، مثل: الطاجين، والحلويات التقليدية.
وفي الجناح الهندي، تميزت الفرقة الشعبية الهندية بتقديم عرضٍ فلكلوريٍ، استحضر فن الأداء الهندي، ونقلته من مومباي إلى أبوظبي، حيث قدمت الفرقة عرضاً يعكس روح التراث الهندي الزاخر بالألوان والإيقاعات.
كما استحضرت الفرقة الأردنية للفلكلور الشعبي، التابعة لوزارة الثقافة الأردنية، مفردات الغناء الأردني الريفي، من خلال عدة لوحات أدائية راقصة، مستوحاة من طقوس الأعراس والمناسبات. أما على مسرح النافورة، الذي يعد قلب المهرجان النابض، فقدمت فرقة «بيت العود العربي» مقطوعات موسيقية كلاسيكية، لأشهر الأغاني العربية القديمة، التي غناها كورال الفرقة، في تجربة فنية تعكس روح الهوية العربية، والاعتزاز بالموروث الثقافي.
في سياق آخر، يزخر «جناح الاتحاد النسائي العام»، المشارك في فعاليات «مهرجان الشيخ زايد التراثي»، بالنشاطات اليومية التي تعبر عن الحرف اليدوية، التي تصنعها الجدات اللواتي يقدمن يومياً عروضاً مبهرة، للحرف التي برعت فيها المرأة الإماراتية قديماً، وتحرص على نقلها للأجيال الجديدة، والسعي لإبراز الخصوصية الثقافية التي تميز المجتمع الإماراتي. وتغطي السيدات، المشاركات في الجناح، مجموعة واسعة من الحرف اليدوية، مثل: «البادلة»، و«السدو»، و«غزل الصوف»، و«سف الخوص»، و«الحناء»، و«التلي»، و«صناعة الدخون»، عدا الهدايا التي كان يحملها العريس لعروسه عند الزواج.