يهدف «ملتقى إحياء التراث»، الذي اختتمت فعاليات دورته الأولى في قلعة الفجيرة، إلى دعم وتعزيز التراث الثقافي في دولة الإمارات، وترويجه للعالم، وتسليط الضوء على أهمية الحفاظ على التراث الوطني، وتعزيز مكانة الفجيرة كوجهة ثقافية تاريخية ذات طابع مميز.
وتضمنت فعاليات الملتقى مجموعة من الأنشطة الثقافية والفنية، التي هدفت إلى تعريف الجمهور بتاريخ الفجيرة العريق، وأهمية الحفاظ على التراث الوطني، وتعزيز الوعي الثقافي بتقاليد وسنع دولة الإمارات، وحضورها لدى الأجيال الجديدة.
كما عرضت مجموعة من الحرف اليدوية التقليدية والمنتجات التراثية، التي تمثل جزءاً من الهوية الإماراتية الأصيلة، إضافة إلى تنظيم ورش عمل تفاعلية لزوار الملتقى؛ لتعريفهم بأهمية هذا التراث في حياة الأجيال الحالية والمستقبلية، ما يعكس التزام الإمارة بالاستثمار في نشر المعرفة، وتعزيز الوعي بالتراث. وحظي افتتاح «ملتقى إحياء التراث» بحضور رسول سمادوف، أخصائي برامج الثقافة في مكتب منظمة اليونسكو الإقليمي لدول الخليج واليمن، وسعادة سالم عمر سالم، المدير الإقليمي للمكتب الإقليمي لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) في الشارقة، وناصر الدرمكي، نائب المدير الإقليمي للمركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية (إيكروم) في الشارقة.
ويعد الملتقى منصةً مهمةً لتبادل الخبرات والرؤى بين الخبراء والمهتمين بمجال التراث، ويعتبر إضافة نوعية للمشهد الثقافي في الفجيرة، إذ يسهم في تعزيز الهوية الإماراتية، وصون قيمها التقليدية.
وركزت الفعاليات، كذلك، على ترسيخ الانتماء والهوية الوطنية، من خلال العروض التراثية الشعبية، مثل: فن الندبة، والعيالة، والمسبّع، إلى جانب «أوبريت تراثي» يتضمن عروضاً لفن المسبّع ونطاح الثيران، كما ضم الملتقى ورش عمل متخصصة في الحرف اليدوية، مثل: الفخار والتلّي، تُتيح للجمهور تعلم هذه الحرف التقليدية.
وأقيمت جلسات سرد القصص الشعبية، التي تستعرض الأهازيج الإماراتية، ما أتاح للجمهور الاطلاع على تاريخ المنطقة من خلال الكلمات والموسيقى، إضافةً إلى المسابقات التراثية، كمسابقة أجمل زي تراثي، التي تسلط الضوء على جماليات الأزياء التقليدية الإماراتية، والعروض الفنية، كالرزفة، التي تعد من أبرز أشكال الفلكلور الإماراتي.
كما استهدف «ملتقى إحياء التراث» جميع فئات المجتمع، مع تركيز خاص على الأطفال والشباب، حيث يسعى إلى إشراكهم في الأنشطة الثقافية والفنية، وتحفيز الإبداع لدى الجيل الجديد في مجالات الثقافة والفنون، وتشجيعه على الابتكار في تقديم التراث بأشكال جديدة تواكب روح العصر، سعياً إلى تعزيز ارتباط المجتمع الإماراتي بتراثه الغني، الذي يواصل تشكيل هويته الثقافية.