ما نجهد في التخلص منه، في مسألة الريجيم، طوال أسابيع نستعيده إذن بلمح البصر ونبدأ في البحث عن حلول تعيد لنا رشاقة تكاد تبدو شبه مستحيلة. جربتم ريجيم الفاكهة؟ جربتم ريجيم البروتينات؟ جربتم ريجيم الخبز والبطاطا والمياه واللبن؟ جربتم ريجيم التفاح؟ جربتم ريجيم الجريب فروت؟ ما رأيكم في أن ننطلق يوم الأحد المقبل بريجيم البيض؟ فما هو ريجيم البيض؟ هل هو صحي؟ وماذا لو كنا نعاني الكوليسترول مثلاً؟ وهل صحيح أنه قادر على أن يُخلصنا في أسبوع من ثلاثة كيلوغرامات؟

  • يُنحّف و يقوي العظام وصفاره دواء.. حين يُصبح البيض ريجيماً

ثمة مبالغة ربما في الكلام عن ثلاثة كيلوغرامات في أسبوع إلا إذا قررنا أن نقفل أفواهنا تماماً أسبوعاً كاملاً، وهذا لا يجوز في علم الريجيم أبداً. فلنكن إذن واقعيين ولنبحث في ريجيم البيض عن حلول واقعية لا سحرية.

البيض غني بالبروتين وبكثير من الفيتامينات والمعادن، بينها فيتامينات «د» و«إي» و«أ» و«ب2» و«ب12» وحمض الفوليك واليود والزنك وهو سريع التحضير، يصلح وجبة طعام بأقل من دقيقتين، كما أنه قليل السعرات الحرارية، هناك نحو ثمانين سعراً في كل بيضة. لكن هل هذا يكفي لنستمتع بريجيم صحيح سليم لا يترك رواسب صحية في نهاياته؟ هل هو صالح بكلام آخر إلى من يعانون الدهون الثلاثية؟

يُخطئ من يظن أن البيض لا يصلح في غذاء من يعانون ارتفاعاً في الكوليسترول. بيضة أو اثنتان لا تؤذيان بقدر أذية الإفراط في تناول الدهون المشبعة الأخرى.

ماذا عن قدرات البيض التنحيفية؟

لعلّ أهمية تناول البيض تندرج في كونه يعزز الإحساس بالشبع، كونه غنياً بالبروتين والأحماض الأمينية، وهو يحتاج إلى وقت أطول كي يُهضم وهو قبل كل هذا، وكما سبق أن قلنا، لا يحتوي على سعرات حرارية عالية ما يجعله يتناسب مع أي نظام غذائي ناجح.

  • يُنحّف و يقوي العظام وصفاره دواء.. حين يُصبح البيض ريجيماً

قررنا إذن أن نبدأ بريجيم البيض.. ماذا عن منافع البيض إذن؟

كيف نختار البيضة الجيدة الطازجة؟

ثمة مؤشرات يفترض اتباعها عند شراء أو تناول البيض، لاسيما حين نجعل منه نظاماً غذائياً يومياً وهذه عشرة منها:

1 - بياض البيضة مؤشر واضح إلى عمرها. فالبيضة الطازجة لا تكون ناصعة البياض، بينما بياض البيضة القديمة يكون واضحاً أكثر.

2 - البيضة القديمة يسهل تقشيرها، لأن ما يُعرف باسم «خلية الهواء» التي تحوط قشرة البيضة من الداخل يزداد حجمها مع مرور الوقت.

3 - البيض العضوي خالٍ من الهرمونات والمضادات الحيوية والمبيدات الحشرية والأسمدة الكيماوية. تناولوه حتى ولو كان أغلى قليلاً. لا تتأثروا بالتالي بسعر البيض، بل اسألوا عن جودته قبل سعره إذا كنتم تنشدون من تناول البيض اعتماد نظام غذائي صحي في ريجيم خاص.

4 - ليست البروتينات وحدها يوفرها البيض، بل يوفر المواد المضادة للأكسدة أيضاً وفيتامينات «أ» و«د» و«ب 12» والفوسفور والفولات والكولين أيضاً.

5 - هناك بين سبعة آلاف و17 ألف مسام صغيرة على قشرة البيضة تجعلها تمتص الروائح التي تكون حولها، لذلك يفترض عند تخزين البيض وضعه في كرتونة خاصة كي لا يتأثر طعمه بما حوله.

6 - أكثر من أربعين في المئة من البيض يأتي من الصين، أي نحو 28.8 مليون طن سنوياً.

7 - ثمة طريقة أخرى لقياس نضارة البيضة عبر وضعها في كوب من المياه فإذا كانت طازجة تغرق، وهذا دليل على أن الصفار فيها بصحة جيدة، وإذا كانت البيضة قديمة تطفو.

8 - تذكروا دائماً أن لون صفار البيض ليس مؤشراً إلى قيمة البيضة الغذائية، بل إلى نوعية الأصباغ التي احتواها غذاء البيضة.

9 - يحتوي بياض البيضة على 57 في المئة من نسبة البروتين فيها، لذا لا تتنازل عن صفارها إذا كنت تريد الحصول على فوائد البيضة كاملة.

10 - تضع الدجاجة، لمن يهمه الأمر، بين 250 و279 بيضة في السنة.

  • يُنحّف و يقوي العظام وصفاره دواء.. حين يُصبح البيض ريجيماً

نعود لنسأل: لماذا ريجيم البيض؟

ما دمتم قد اقتنعتم بتناول البيض في حميتكم الغذائية الجديدة، فثقوا إذن بأن البيض غذاء متوازن وصحي وثمة دراسات تشير إلى أن الأشخاص الذين يتناولون بيضة واحدة مسلوقة يومياً يفقدون وزناً في شكل أكبر ممن لا يتناولون البيض. نصدق؟ هذا ما جاء في الدراسات. والسؤال التالي: هل صفار البيض يضر بمرضى الكوليسترول؟

شابٌ سمع بهذا ويمتنع منذ عامين عن تناول صفار البيض وهو يأكل بياض بيضتين يومياً ويرمي صفار البيضتين، معتبراً أنه بهذا يحصل على كمية البروتين المطلوبة كاملة من بياض بيضتين بدل تناول بيضة واحدة... فهل يُخطئ أم يُصيب؟

يبدو أن هذه الفكرة السائدة قديمة، لأن الدراسات الحديثة بينت أن الكوليسترول الغذائي ليس له تأثير في زيادة الكوليسترول الضار، أي «أل دي أل» في الدم، بل هذا التأثير يأتي عادة من تناول الأطعمة التي تحتوي على شحوم متحولة مهدرجة، مثل رقائق البطاطا والحلويات الجاهزة والمرغرين والتي تسبب أمراضاً في القلب والشرايين. هذا يعني أن من يريدون اتباع ريجيم البيض فليفعلوا من دون أن يقعوا تحت هاجس ارتفاع الكوليسترول. في كل حال، يجب أن نعرف أن لصفار البيض أيضاً فوائد، كونه غنياً بمضادات الأكسدة التي تقي الإصابة بأمراض العيون، وهو غني أيضاً بالكولين الذي يحتاج إليه المخّ والذي يتم تجاوزه للأسف في ريجيم نحو تسعين في المئة من البشر. كما أن الصفار يحتوي على بروتين ذي جودة عالية يساعد على بناء العضلات. وهو يساعد حتماً في أي عملية ريجيم. تناولوا إذن البيضة كاملة.