قد ترغبين في إنجاب طفلك الثاني بشكل سريع، وذلك حتى يكون قريباً في العمر مع أخيه، ويتسنى لهما اللعب معاً في الطفولة ومصادقة بعضهما بعضاً في الكبر. في حين يرغب آخرون في تأخير إنجاب الطفل الثاني حتى يصير الطفل الأول قادراً على الاعتماد على نفسه، وذلك خوفاً من تحمل مسؤولية طفلين صغيرين في آن واحد. فما التوقيت المناسب لإنجاب الطفل الثاني؟
ولكن إذا رغبت في إنجاب طفلك الثاني بشكل سريع نتيجة عوامل تتعلق مثلاً بمسار حياتك الوظيفية، أو لتقدمك في العمر أو لأنك ترغبين في إنجاب الكثير من الأطفال، تنصح الأخصائية الألمانية هينريته توماس الأم حينئذ بألا تقل المدة بين ولادة الطفل الأول والحمل الثاني عن ستة إلى تسعة أشهر على أقل تقدير، موضحة أنه عادة ما تعود الهرمونات إلى طبيعتها خلال هذه الفترة، ويصبح الجسم أكثر قدرة على التحمل. وتضيف الخبيرة أنه ينبغي على الأم الانتظار لمدة لا تقل عن عام لإنجاب طفلها الثاني عند خضوعها لولادة قيصرية، إذ تعتبر الولادة في هذه الحالة جراحة وتستلزم وقتاً أطول للاستشفاء بعدها.
العادات السيئة
- عليك أن تتوقعي عودة بعض العادات السيئة التي كان يقوم بها طفلك الأول، كنوبات الصراخ والبكاء مثلاً أو التبول في الثياب وفي السرير، لذا يجب عليك أن تتهيئي نفسياً لهذه الأمور، وتعالجيها بسرعة في حال حصلت.
- من الضروري أن تظلّي تتعاملين بالطريقة نفسها مع ابنك الأول كما كنت تتعاملين معه قبل أن يأتي مولودك الثاني، وذلك عندما يتصرف بطريقة غريبة بحثاً عن اهتمامك.
- عليك أن تسعي قدر المستطاع لإيجاد توازن بين المولود الثاني وطفلك الأول، قد يحتكر المولود الجديد وقتك في البداية، ولكن لا يجوز أن تغفلي حق طفلك الأول من وقتك، وأن تركّزي اهتمامك عليه، أي من غير تواجد شقيقه الجديد أو شقيقته الجديدة معهما في الغرفة نفسها، هذا الأمر محبّب يبني الثقة عند المولود الأول ويريحُه.
- قد تكون الخطوة الأفضل لخلق جو مريح بينك وبين ومولودك الجديد وطفلك الأول، هو إشراك الأخير برعايته لأخيه الصغير، ويُستحسن أيضاً الطلب من طفلك الأول القراءة لشقيقه أو لشقيقته، وقلب الصفحات في حال كنت أنت من يقرأ، أي إشراكه بكل ما يجعله يتعاطف مع المولود الجديد.
- لتطمين طفلك الأول أيضاً، يجدر بك إخباره مراراً بأنه كان هو أيضاً صغيراً هكذا، وأنك اهتممت به تماماً كما تهتمين الآن بالمولود الجديد، هذا يُبعد الشك عنه ويخفف من غيرته.
الغيرة عند الولد الأول صحية
الغيرة طبيعية وهي دليل على وعي طفلك، فبعد أن كان يشعر بأن العالم يتمحور حوله، تتغير لديه الصورة ليرى أن هناك تأخيراً في تلبية حاجاته بعد ولادة الطفل الثاني، كذلك فهو يلاحظ أموراً جديدة تحصل في المنزل كبكاء شقيقه أو شقيقته، طريقة إطعامه، والرعاية التي يتلقاها. أي أنه يلاحظ حاجة المولود الثاني إلى أمه أيضاً.
عليك أن تذكريه دوماً بأنك تحبّينه، وألا تخبئي عنه تفاصيل رعايتك للمولود الثاني، فعندما تبعدينه، تزداد غيرته ويشعر بأن هناك أمراً سيئاً يحصل، تماماً مثلما تخبّئين عن طفلك مثلاً مشواره إلى الطبيب، فتحاولين طمأنته مراراً وتكراراً قبل الوصول، وعندها يخاف أكثر، ويتساءل عن سبب تغيّر تصرفاتك تجاهه.
والحل الأمثل للغيرة هو عدم حدوث أي تغيير في الجدول اليومي للعناية بطفلك الأول بعد قدوم الثاني أو تحاشي أسباب الغيرة، وعلاجها ليس صعباً، ومن أساسيات العلاج التظاهر أمام طفلك الأول بأن كل شيء يفعله طبيعي، ومعاملته بالحب والاحترام.