يتعرض طفلك للعنف حينما يدخل معترك الحياة، ويبدأ ذلك عادة حين ينخرط مع مجموعة أخرى من الأطفال، لكن بعض الأمهات يحاولن إبعاد أطفالهن قدر الإمكان عن زملائهم، وذلك اعتقاداً منهن أن هذا أفضل الحلول. لكن المشكلة تكمن في أن بعد طفلك عن الأطفال لن يقيه شرهم، ويبعده عن عنفهم، فالأجدر بك أن تعلميه كيف يحمي نفسه من عنفهم، لأنك لن تستطيعي إبعاده عنهم طوال الوقت، فلا بد أن يأتي يوم ويحتك بهم ويكون ذلك في الحضانة، أو الروضة أو المدرسة، وكذلك يتعرض لمواقف عنف مع أبناء الأعمام والأخوال، والجيران وغيرهم.

  • هكذا تجعلين طفلك يثق بنفسه

الثقة بالنفس

بناء ثقة طفلك بنفسه من أهم عوامل نجاحه في الدفاع عن نفسه، وإيمانه بقدراته، فالطفل الذي يشعر بالنقص وقلة الثقة بالنفس، قلما يستطيع رد الإساءة والدفاع عن نفسه، مع الأخذ بعين الاعتبار ألا يكون الطفل متعالياً ومتكبراً، أو أن يتعامل مع أصدقائه باحتقار. ومن غير المقبول أن تطلبي من طفلك أن يرد على الضرب بالضرب والعنف، لأن ذلك يعلمه منطق الغاب وأن الغلبة للقوي، بل عليك تعويده على العفو عند المقدرة، لكن من دون أن يصبح لقمة سهلة أو سائغة لأقرانه، وأول ما يمكن التفكير فيه هو أن تعلميه الثقة بالنفس وأن يكون عن نفسه أفكاراً إيجابية.

كيف تزرعين الثقة في نفس طفلك؟ 

- أظهري حبك لطفلك، يجب أن يشعر بمحبتك له، ويكون ذلك من خلال احتضانه، والاهتمام به، ومبادلته الأحاديث، والاستماع لمشاكله، وغيرها، كما ينبغي أيضاً منحه فرصة ليعبر عن آرائه، ومشاعره مع مراعاة عدم الاستهزاء بها وبأهميتها. 

- لا تنفعلي أمامه لأنك قدوته، فهو سيكون سعيداً حين يراك سعيدة، في حين يشعر بالذنب عندما يراك غاضبة، لأنه يعتقد أنه هو السبب في ذلك، وأنك غير راضية عنه، لذلك ينبغي تجنب الانفعالات السلبية والنظرات المليئة بالغضب أمامه.

- العبي معه، لأن اللعب يعتبر من أفضل الوسائل التي تمكنك من التعرف إليه، كما أن اللعب يشعره بأنه مهم بالنسبة إليك، ويفضل أن تجعليه يختار اللعبة بنفسه، لأن ذلك يعزز ويحفز إحساسه بأن لديه القدرة على الاختيار، وأن تحترمي خياراته بسعة صدر. 

- ابتعدي عن المقارنات، لأن طفلك يحدد ويدرك قيمته وتميزه بحسب ما يقوله الآخرون عنه، فبعض الأمهات يلجأن إلى مقارنة أطفالهن مع من هم أفضل منهم، ظناً منهن أن ذلك يشجعهم على أن يكونوا أفضل وأحسن، إلا أن ذلك تصرف سلبي، لأن طفلك لن يقدر تميزه وقيمته، ويشعر بهما ما دام عاجزاً عن مجاراة الآخرين بتميزهم. ينبغي عليك أن تعرفي مميزات طفلك، وتظهري إعجابك بها، وأن تعبري وتظهري حبك لطفلك في جميع المواقف، فذلك يجعله يشعر بأن حبك له ليس مشروطاً بما يقوم به من إنجازات معينة. 

  • هكذا تجعلين طفلك يثق بنفسه

- حمّلي طفلك المسؤولية، يمكنك تكليفه بالقيام ببعض المهام مثل: ري النباتات، أو تنشيف أدوات المطبخ، أو إطعام القطة، وغيرها، ولكن ينبغي أن تكون المهام بسيطة ومناسبة لعمره، فذلك يلعب دوراً كبيراً في تعزيز ثقته بنفسه. 

- لا تنتقديه وأنت توجهين ملاحظاتك ونقدك، علميه بطريقة إيجابية وبأسلوب جميل، فذلك يشجعه على بذل المزيد من المجهود في سبيل تطوير نفسه، وإصلاح أخطائه التي يدور محور النقد حولها. 

- اجعلي الجو العام في بيتك مليئاً بالحوار، والهدوء والمناقشة والقدرة على إبداء الرأي.

- شجعيه على تكوين صداقات، والانفتاح على العالم الخارجي، وذلك لأن الطفل الذي يتأخر في الالتحاق بالأقران لا يتمكن من التفاهم معهم، كما يمكن أن يتعرض للخضوع لهم، والسيطرة عليهم، لأنهم أقدم منه في هذا المجال.

- لا توبّخيه إذا تعرض للضرب من أحد أصدقائه، ولا تصرخي عليه أو تعنفيه، بل افهمي منه ما حصل وأشعريه بالأمان، وأنك إلى جانبه، ولن تتركيه، وأنك ستقدمين له المساعدة، وأعطيه الشعور بأنك واثقة منه، وأنه قادر على حل مشاكله بنفسه بطريقة مناسبة.

- سجلي طفلك في نوادٍ ليتعلم الدفاع عن النفس مثل الكاراتيه والتايكواندو، فهذا من شأنه أن يزيد من ثقته بنفسه، ويقوي شخصيته ويجعل الآخرين ينظرون إليه بمظهر القوي.

- شجعيه على أن يخبرك بكل ما يحصل معه، حتى لو كان هو الطرف الأضعف، لأنه إن أخفى الاعتداء الذي يتعرض له، سيزيد الأمر سوءاً، وسيصبح من الصعب لاحقاً حل الموضوع.

- علميه أن يحل مشاكله الصغيرة بنفسه، حتى يتعلم فن التعامل مع الآخرين، والتفاوض ورد العدوان.