أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة، عند الساعة 11:09 من مساء أول أمس الثلاثاء، القمر الاصطناعي الأكثر تطوراً «محمد بن زايد سات»، الذي يحمل اسم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.
وشهد إطلاق القمر الاصطناعي، سمو الشيخ محمد بن راشد بن محمد بن راشد آل مكتوم، خلال زيارة سموّه إلى مركز التحكم في مركز محمد بن راشد للفضاء، بإمارة دبي، حيث أعلن المركز الفضائي، المتقدم عالمياً، نجاح إطلاق القمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات»، من قاعدة فاندنبرغ الجوية في كاليفورنيا، بالولايات المتحدة الأميركية على متن صاروخ «فالكون 9»، إذ يعد القمر الأكثر تطوراً خطوة كبيرة في مسيرة دولة الإمارات بمجال استكشاف الفضاء، إذ تم تطويره بالكامل بأيادٍ إماراتية في مركز محمد بن راشد للفضاء.
ويعد القمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات»، الذي تم تطويره على يد فريق من المهندسين الإماراتيين في مركز محمد بن راشد للفضاء، علامة فارقة في مسيرة الإمارات بمجال تطوير الأقمار الاصطناعية، حيث يصل وزنه إلى 750 كيلوغراماً، وأبعاد تصل إلى (3×5) أمتار، ويتميز بتطوير شامل في جميع أنظمته، بما في ذلك نظام التصوير الذي يضم واحدة من أكثر الكاميرات دقة في العالم، فضلاً عن سرعته في نقل البيانات بمعدل أسرع بأربع مرات، مقارنة بالإمكانات الحالية للأقمار المشابهة، كما يتمتع بنظام دفع كهربائي متقدم، يساعده على توفير صور بدقة عالية، إضافة إلى بيانات دقيقة لدعم الأبحاث، والتطبيقات العملية.
وبحسب مركز محمد بن راشد للفضاء، يُسهم القمر في العديد من المجالات، مثل: مراقبة البيئة، وإدارة البنية التحتية، ودعم الجهود الإنسانية في حالات الكوارث، ما يتيح للجهات المحلية والدولية اتخاذ قرارات دقيقة؛ بناءً على بيانات محدثة، وموثوقة.
وتهدف دولة الإمارات إلى أن يسهم القمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات» في تعزيز النمو الاقتصادي لدولة الإمارات من خلال التعاون مع الشركات المحلية، فقد تم إنتاج 90% من الهياكل الميكانيكية للقمر الاصطناعي داخل الدولة، إضافة إلى جزء كبير من المكونات الإلكترونية، وشاركت في هذا المشروع شركات إماراتية بارزة، مثل: «ستراتا، وإي بي آي، وروكفورد زيلريكس، وهالكون، وفوالكون، والإمارات العالمية للألومنيوم»، التي قدمت خبراتها خلال مراحل التصنيع المختلفة.
ويساهم هذا التعاون في تعزيز قدرات دولة الإمارات بمجال تكنولوجيا الفضاء، كما يعمل على نقل المهارات والمعرفة المتخصصة إلى الكوادر الوطنية، ما يعزز مكانة الإمارات كمنافس رئيسي في قطاع الفضاء العالمي. وسيتم تشغيل القمر الاصطناعي وإدارته من قِبَل مركز التحكم بالمهمات في مركز محمد بن راشد للفضاء، حيث ستعمل الفرق المختصة على إدارة العمليات، وتحليل البيانات المرسلة من القمر الاصطناعي إلى الأرض.