تحتضن دار الأوبرا المصرية المعرض التشكيلي الثاني، للموسيقار العراقي نصير شمة، الذي قرر المضي في تقديمه تجربته كفنان تشكيلي، بعد نجاحه الكبير والاستثنائي كموسيقار على مدى أكثر من ثلاثين عاماً.
وفي التفاصيل، يجدد شمة حضوره كفنان تشكيلي، بعد أن كان قد أعلن عن نفسه خلال معرضه الأول، الذي أقامه في شهر فبراير 2024، في «غاليري الاتحاد» بأبوظبي، تحت عنوان «رؤية وحياة: أربعون عاماً من الألوان». يأتي المعرض الثاني، الذي يقام بين 21 يناير الحالي وحتى الأول من فبراير المقبل، في «غاليري الباب» بدار الأوبرا المصرية، تحت عنوان «ربع تون»، برعاية مباشرة من وزير الثقافة المصري أحمد هنو.
ويضم المعرض مجموعة من الأعمال المتوسطة والصغيرة الحجم، وهي امتداد لتجربة فنية عمرها أكثر من ثلاثة عقود، عندما بدأ شمة رسم أعماله من مصر عام 2011، ثم تركها دون إشهارها، إذ كان شمة أثناء إقامته في مصر قد أسس «بيت العود العربي»، الذي صارت له فروع كثيرة في أرجاء العالم العربي.
وبحسب بيان صحافي صادر عن الموسيقار العراقي، يدمج شمة في معرض «ربع تون» شغفه بالتشكيل، ورؤيته الإبداعية، وعن المعرض يقول: «في كل مرة أبدأ فيها لوحة، أشعر كأنني أفتح بوابة إلى فضاء آخر، بعد حد اللانهاية، وقرب حد ملامسة الروح، فالفن بالنسبة لي ليس مجرد عملية إبداعية، إنه مخاض، وجدل داخلي حاد بين الفوضى والانسجام، بين العتمة والنور، وبين الصمت وصخب الأفكار».
ويضيف: «في تلك اللحظة، التي تتشكل فيها الألوان، وتنساب المقامات الموسيقية بداخلي، أجد نفسي عالقاً بين سؤالين: كيف يمكن للفن أن يجسد هذا الكون الشاسع؟.. وكيف يصبح العمل الفني جسرًا نحو عوالم لا مرئية تسكن الروح؟».. ويوضح شمة: «كل لوحة أراها جسراً إلى فضاء يتجاوز الحدود الفيزيائية، حيث يصبح التنوع وحدة متناغمة، وحيث الفن يعبر عن أعمق أسرار الوجود. إنه انعكاس لتلك اللحظة، التي تتسع فيها الروح؛ لتحتضن الكون كله، حيث لا مسافة بين ما هو قريب وبعيد، بين ما هو داخلي وخارجي».
وكان معرض نصير شمة الأول، الذي أقامه في أبوظبي، تحت عنوان «رؤية وحياة: أربعون عاماً من الألوان»، تضمن مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية ذات الطبقات المتراكبة، والسطوح الغنية والكثيفة، وإن كانت تتعدد في استخدامها الخامات الفنية في العمل الواحد، في ما يشبه محاولة لتفكيك العمل الفني إلى أجزاء ذات علاقات بنيوية أسلوبية، وهو صاحب رسالة الدكتوراه المعنونة «الأسلوبية موسيقياً».