يعاني معظم البشر إصابتهم المتكررة بـ«الإنفلونزا الموسمية»، ويسعى كثيرون لوقاية أنفسهم منها، خاصة المعروفين بضعف مناعتهم تجاهها، وعدم قدرتهم على تحمل أعراضها، أو لها تأثير كبير قد يعطل أعمالهم، وواجباتهم الحياتية المختلفة.

ومن المعروف أن لقاح «الإنفلونزا الموسمية»، أو لقاح «الإنفلونزا»، خيار مناسب جداً لعدد كبير من البشر، وقد شهدت هذا اللقاح رواجاً كبيراً بين الناس في السنوات الأخيرة، تجنباً منهم للإصابة بها، خاصة أنها تقي صاحبها بشكل كبير آثار وأعراض الإصابة بهذا المرض.

ووفق عدد كبير من الأطباء حول العالم، فإن هذا اللقاح آمن تماماً على البشر، وصالح لكل الأعمار التي تزيد على ستة أشهر فأكثر، بل إن عدداً كبيراً من الأطباء ينصحون بتلقي اللقاح مرة واحدة في العام، علماً بأن العالم يشهد استخدام مليار جرعة سنوياً منه.

لم يفت الوقت بَعْدُ:

حسب توصية مركز السيطرة على الأمراض، فإن أنسب وقت لأخذ اللقاح، هو نهاية شهر أكتوبر من كل عام، أي في وقت مبكر من فصل الخريف قبل بدء موسم انتشار الفيروس حيث إن جسم الإنسان يحتاج لمدة أسبوعين كاملين؛ لتطوير الأجسام المضادة للفيروس.

إلا أن الوقت لم يفت بَعْدُ، حيث تؤكد الدكتورة المسؤولة بوحدة الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، شوشانا غولدن، أنه يمكننا أخذ اللقاح الآن، وفي هذه الأوقات من السنة بعد بدء فصل الشتاء، خاصة للعاملين في مجالات الرعاية الصحية ضد «الإنفلونزا» نفسها، وكذلك لكبار السن والسيدات الحوامل اللواتي يعانين أمراضاً مزمنة، والأشخاص الذين يعانون السمنة، أو لديهم أمراض مزمنة مثل السكري.

فيروس متطور:

يعد فيروس الإنفلونزا من الفيروسات المعقدة، التي تطور نفسها باستمرار؛ لذلك يبقى اللقاح هو الوسيلة الأكثر أماناً للوقاية منه، خاصةً أن منظمة الصحة العالمية، وشركات الدواء في كل أرجاء العالم، تطور اللقاح كل عام، وتعمل على تحديثه باستمرار ليناسب تطور الفيروس الدائم.

أما بخصوص أعراض اللقاح، فهي الأعراض المعتادة لأي لقاح آخر، وتشمل الشعور ببعض الآلام في موقع الحقن، وقد يرافقها بعض الاحمرار، إضافة للشعور بالصداع، وارتفاع درجة حرارة الإنسان، والإصابة بحمى خفيفة، وألم في العضلات، ولكن كل هذه الأعراض تزول بعد فترة قصيرة جداً، إلا في حالات نادرة جداً لبعض الأشخاص الذين يكون لديهم رد فعل تحسسي تجاه اللقاح.

فوائد جمة:

لهذا اللقاح فوائد جمة، من أهمها: الوقاية من الإصابة بالإنفلونزا، والحد من المضاعفات المرضية الناتجة عن الإصابة بالفيروس، وحماية النساء خلال الحمل، وحتى بعد الإنجاب، وتقليل نسب الوفاة الناجمة عن المرض، والأهم بشكل عام هو حماية المجتمعات والأفراد من المرض.