في عالم يتغير بوتيرة مُذهلة، حيث تندمج التكنولوجيا مع العمل بشكل غير مسبوق، يصبح النجاح المهني في المستقبل مرهوناً بالقدرة على التكيف والتطور المستمرين. ومع بداية 2025، لن يكون عاماً عادياً في سوق العمل، فهو العام الذي سيُحدد فيه شكل المستقبل المهني، للذين يمتلكون القدرة على الابتكار، وإدارة التغيير، والتعلم المستمر.

لكن، كيف ستبدو ملامح النجاح المهني في هذا العصر الجديد؟.. وما العادات، التي ستُحدث الفارق، وتُمكّننا من التفوق في بيئات العمل المتطورة، والمتنوعة؟

إليكِ مجموعة من العادات، التي يجب أن يتبناها المهنيون في 2025؛ ليصبحوا مستعدين لمواجهة تحديات المستقبل بثقة، وليصنعوا لأنفسهم مكاناً في سوق العمل، الذي يتسم بالتنافسية والابتكار.

  • لمستقبل أفضل.. 9 عادات مهنية تبنيها في 2025!

لنكتشف، معاً، العادات المهنية، التي ستُحدث ثورة في حياتكِ المهنية في 2025:

1. التعلم المستمر وتطوير المهارات:

مع هيمنة الذكاء الاصطناعي والرقمنة على معظم الوظائف، أصبح التعلم المستمر أمراً ضرورياً لا غنى عنه، حيث تُعد القدرة على اكتساب مهارات جديدة، والتكيف مع التقنيات الحديثة من العوامل التي تحدد النجاح المهني في المستقبل. كما يتعين على الأفراد تطوير مهاراتهم التقنية، كتعلم البرمجة أو الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى المهارات الناعمة، مثل: القيادة الفعّالة، وحل المشكلات.

كما يحسن الاستثمار في التعليم الذاتي، والتسجيل في الدورات التدريبية عبر الإنترنت، أو الانضمام إلى ورش العمل؛ فرصكِ في التقدم المهني.

2. الذكاء العاطفي:

من العوامل، التي أصبح لا غنى عنها في بناء علاقات مهنية ناجحة، الذكاء العاطفي، إذ إن القدرة على فهم مشاعر الآخرين، والتفاعل معهم بطريقة إيجابية، وتحقيق التوازن بين العواطف والتفكير العقلاني؛ ستكون مهارات أساسية في بيئة العمل المستقبلية، لأنها تعزز التعاون، وتساعد على التعامل مع الضغوط باحترافية.

3. الاستثمار في تعلم الفشل:

من غير المألوف أن يتبنى الشخص، عادة، التفكير في الفشل كجزء من رحلة التعلم، فالفشل في كثير من الأحيان يُنظر إليه على أنه شيء سلبي يجب تجنبه، ولكن العادة غير التقليدية، هنا، هي أن يتعلم الفرد من أخطائه، ويعتبر الفشل فرصة للنمو. وهذه العادة تساعد المهنيين على تطوير مرونتهم النفسية، والتعامل مع التحديات بشكل أكثر عقلانية، ما يعزز قدرتهم على التعامل مع الفشل، والانتقال بسرعة نحو الحلول الجديدة، وبدلاً من الخوف من الفشل، يصبح الأمر جزءاً من العملية التي تقود إلى النجاح.

4. تخصيص وقت للراحة الذهنية:

في عالم مليء بالعمل المستمر والمطالب المتزايدة، قد يعتبر البعض أخذ فترات من الراحة استراحة غير ضرورية، لكن تخصيص وقت للراحة الذهنية والابتعاد عن ضغط العمل، لفترات قصيرة، يساعد على تجديد النشاط العقلي.

وتعزز هذه العادة التركيز، والقدرة على اتخاذ القرارات بشكل أفضل، وتكون هذه الراحة عبارة عن قضاء بعض الوقت في المشي، أو القيام بنشاط ذهني مختلف عن العمل، مثل: القراءة أو ممارسة هواية شخصية، وهذا يساعد على العودة إلى العمل بطاقة إيجابية، وتحسين جودة الأداء.

5. الاعتراف بالإنجازات الصغيرة يومياً:

في بيئة العمل السريعة، المليئة بالتحديات، ينسى البعض الاعتراف بالإنجازات الصغيرة التي حققوها طوال اليوم، وهذه العادة تتمثل في تخصيص وقت للاحتفال بالنجاحات اليومية مهما كانت صغيرة، وهذا الاعتراف بالإنجازات يعزز التحفيز الذاتي، ويوفر بيئة عمل أكثر إيجابية، كما يُحسن الحالة النفسية، ويُسهم في تعزيز الشعور بالنجاح، ما يؤثر - بشكل مباشر - في الأداء العام بالعمل.

6. المرونة في التكيف مع التغيرات:

التغيرات السريعة في بيئة العمل نتيجة التطور التكنولوجي، باتت تشكل عبئاً على تطور الموظفين، وتكيفهم مع بيئة العمل، فضلاً عن الظروف الاقتصادية غير المستقرة، لذلك وجب على المهنيين تبني عادات مرنة، تسمح لهم بتقبل التحديات الجديدة، والبحث عن حلول مبتكرة. ومن خلال الانفتاح على الأفكار الجديدة، والعمل في بيئات متعددة الثقافات، أو مختلطة التخصصات، يصبح المهنيون أكثر قدرة على التأقلم مع أي تغييرات تطرأ على سوق العمل.

  • لمستقبل أفضل.. 9 عادات مهنية تبنيها في 2025!

7. العصف الذهني الفردي:

في معظم بيئات العمل، يُعتبر العصف الذهني نشاطاً جماعياً، يتم فيه جمع أفكار الفرق أو الزملاء؛ للوصول إلى حلول إبداعية. لكن العادة، هنا، تتمثل في قيام الفرد بالعصف الذهني بنفسه، حيث إنه يمنح الشخص فرصة للتفكير في أفكار جديدة بعيداً عن تأثير الآخرين، ما يساعد على تطوير حلول فردية مبتكرة، قد لا تظهر في الاجتماعات الجماعية.

8. التأمل اليومي في منتصف اليوم:

قد يتساءل البعض: كيف يكون التأمل جزءاً من الروتين المهني؟.. على الرغم من كونه غير مألوف، فإن تخصيص بضع دقائق يومياً للتأمل والتفكير الذاتي؛ يعزز الإنتاجية والتركيز. ففي بيئة العمل المليئة بالضغوط والمشتتات، يساعد التأمل على إراحة العقل، وتجديد الطاقة، ما يتيح للفرد العودة للعمل بنشاط أكبر، وحافز أعلى. وتُعتبر هذه العادة طريقة فعالة لتحسين الصحة النفسية، والتعامل مع ضغوط العمل بطريقة أكثر وعياً وهدوءاً.

9. مشاريع غير مرتبطة بالوظيفة الأساسية:

قد يبدو غريباً أن يتوجه الفرد للعمل على مشاريع، أو أنشطة، لا تتعلق مباشرة بتخصصه أو وظيفته الحالية. لكن هذه العادة تعزز تطور المهنيين في العصر الحديث، حيث إن العمل على مشاريع جانبية، فنية، أو اجتماعية، أو حتى ريادية، يساعد على بناء مهارات جديدة، وتحفيز الإبداع. كما أن هذه المشاريع توسّع دائرة المعرفة، وتفتح آفاقًا جديدة، تساهم في تطوير الأداء بالعمل الأساسي، كما تؤدي هذه الأنشطة إلى تطور مهارات: القيادة، والتنظيم، والعمل الجماعي، ما يعزز القيمة المهنية للفرد.