مراحل التغيير وكيفية التعامل مع مشاعر كل مرحلة

منذ اللحظة الأولى، التي نبصر فيها النور، نبدأ رحلة استكشاف الذات، والعالم من حولنا. فتلك الرحلة المليئة بالتغيرات والتطورات، بعضها سلس، وبعضها عاصف. وكل مرحلة من مراحل حياتنا صفحة جديدة في كتابنا الشخصي، وتحمل في طياتها قصصًا وعواطف فريدة، كأول خطوة لنا، وأول مرة ركبنا فيها الدراجة الهوائية، وتلك المرة الأولى التي تركنا فيها والدينا مع مربية أطفال، وهناك اليوم الأول من المدرسة، واليوم الأول بعد مغادرة المنزل والذهاب إلى الجامعة، ومرحلة الزواج.. فهذه بعض مراحل رحلة الحياة الطويلة والممتدة والمعقدة، التي يمكن تشبيهها برحلة بحرية، نمر فيها بموجات هادئة وأخرى عاتية. وكل موجة تمثل تحديًا جديدًا، وكل ميناء تصلين إليه بداية مرحلة جديدة. إذا كنتِ ترغبين في الإبحار بسلاسة في هذا البحر الواسع، فإن فهم المراحل السبع للتغيير سيساعدكِ على الاستعداد لكل موجة، وتجاوزها بسلام.

1- تجربة مشاعر مكثفة وأفكار سلبية:

في بعض الأحيان، قد تشعرين بالإرهاق نتيجة تراكم المشاعر السلبية أو الأفكار المقلقة، ما يفوق قدرة الأصدقاء والعائلة على تقديم الدعم. ولا عيب في طلب المساعدة من المختصين؛ فاتخاذ هذه الخطوة يعكس شجاعتكِ، وإدراككِ لاحتياجكِ إلى دعم من محترف؛ لمساعدتكِ على تجاوز هذه المرحلة.

2- الشعور بفقدان احترام الذات:

من الطبيعي أن تشعري بقلة الثقة بنفسكِ أثناء أوقات التغيير الكبير، وتشككي في قدراتكِ، وتتورطي في الخوف، وقد تشعرين بالضياع، وتتساءلين عما إذا كنتِ ستتمكنين من إيجاد طريقة للخروج من الفوضى.

3- بدء قبول التغيير:

بمرور الوقت، ستبدئين في قبول التغيير، حتى لو لم يعجبكِ، وستكتشفين أنكِ أقوى مما كنتِ تعتقدين. تذكري أنَّكِ لست وحدكِ، وأن الناس يهتمون بكِ.

4- قبول التخلي عن الماضي للانفتاح على المستقبل:

ستختبرين الحزن عبر المراحل الانتقالية، ومن المهم أن تجدي طرقاً للشعور بالألم في بيئة آمنة مع الأصدقاء أو العائلة أو أحد المحترفين. أي كلما سمحتِ لنفسكِ بالشعور بحزنكِ، كان أسهل عليكِ المضي قدماً.

5- رؤية الضوء في نهاية النفق:

إنه الوصول إلى النقطة، التي يمكنكِ عندها التطلع إلى المستقبل، إنه قبول حقيقة أنه لا يزال لديكِ غرض من الحياة، إنه تعلم عيش اللحظة، بدلاً من البقاء عالقةً في ذكريات الماضي.

6- الشعور بتحسن تجاه النفس:

بمرور الوقت، لابد أن تبدئي الاستمتاع بالحياة أكثر فأكثر، فلديكِ الآن الطاقة لقضاء الوقت مع الأصدقاء. عودي لممارسة هواياتكِ، وعليكِ أيضاً أن تأكلي بشكل أفضل، وتمارسي المزيد من التمارين الرياضية، وأن تستمتعي بالحياة مرة أخرى.

7- رؤية العالم مرة أخرى بشكل إيجابي:

لم يعد العالم يبدو مظلماً وكئيباً، حيث وجدت الإرادة للعيش مرة أخرى، والحرص على أن يعود إليكِ حس الفكاهة، احرصي على القيام بالأشياء التي تجلب لكِ السعادة.

وهناك تحديات شائعة عند مواجهة التغيير، ولكن بحضور العقل والجسد، يمكنكِ إدارة تحديات انتقالات الحياة، وأهم شيء عليكِ فعله هو مواجهة الألم والحزن واليأس، فالطريقة الوحيدة لإيجاد الراحة هي إيجاد الشجاعة لمواجهتها.