عبد الله أجمل: أفخر بأننا علامة تجارية إماراتية

في رصيد شركة «Ajmal Perfumes» ثلاث وسبعون سنة من الخبرة بصناعة العطور، وتوجد فروعها في أكثر من 60 دولة حول العالم، وتخطط هذه الشركة، المعروفة بتصنيع أرقى العطور؛ لتوسيع انتشارها عالمياً. عُيّن عبد الله أجمل في منصب الرئيس التنفيذي، بعد أن بدأ طريقه من الصفر، واكتسب خبرة بإدارة «الشركة»، والتخطيط الا

في رصيد شركة «Ajmal Perfumes» ثلاث وسبعون سنة من الخبرة بصناعة العطور، وتوجد فروعها في أكثر من 60 دولة حول العالم، وتخطط هذه الشركة، المعروفة بتصنيع أرقى العطور؛ لتوسيع انتشارها عالمياً. عُيّن عبد الله أجمل في منصب الرئيس التنفيذي، بعد أن بدأ طريقه من الصفر، واكتسب خبرة بإدارة «الشركة»، والتخطيط الاستراتيجي لتوسيع أعمالها من حيث البيع بالتجزئة والتوزيع، وهو أول عضو من الجيل الثالث ينضم إلى شركة العائلة. بدأ أجمل حياته المهنية كمساعد مدير لقسم المبيعات والتسويق.. مؤخراً، أثناء اشتراك علامته التجارية في معرض «The Beauty World Middle East»، ووجوده هناك، حظيت «زهرة الخليج» بحوار مع عبد الله أجمل، حدثنا فيه عن رحلته المهنية الطويلة، وذكرياته مع عمه «نذير»، ووالده، ومهمته المتمثلة في توسيع وتطوير محفظة عطور «أجمل» في منطقة الخليج، والوصول إلى أنحاء العالم كافة.

  • عبد الله أجمل: أفخر بأننا علامة تجارية إماراتية

كشركة.. ماذا قدمتم في «The Beauty World»؟

ما يهمنا هو ابتكار عطور جديدة. ففي أي معرض، تكون المنتجات الجديدة دائماً هي المشاركات المهمة من حيث تصميمها، ونوع العطور الأخاذة. ونرغب، دائماً، في أن نكون رواداً بهذا المجال؛ فلا نريد أن نصنع نسخاً مقلدة، بل نريد أن نبتكر عطوراً أصلية، مع الأخذ بعين الاعتبار أننا لا نستهدف فقط المستهلك المحلي، بل أصبحنا الآن عالميين. من المهم أن يتم قبولنا في بيئة عالمية، ونحن فخورون جداً بكوننا علامة تجارية إماراتية.

ما أهمية المشاركة في المعارض، وما مدى مساهمتها في استراتيجيتكم التوسعية؟

 من المهم جداً، بالنسبة لنا، أن نكون جزءاً من المعارض، والسبب الرئيسي هو أن هذه المعرض تتيح لنا فرصة للتواصل المباشر مع المستهلكين النهائيين، وهو ما يعزز حضورنا في السوق ويقوي علاقاتنا التجارية. سواء كان ذلك من خلال المعارض التي تستهدف المستهلك الفردي أو تلك التي تجمع بين الشركات لتبادل الأفكار والخبرات، فإن القيمة المضافة تكمن في بناء العلاقات وتعزيز العلامة التجارية. على سبيل المثال، لقد التقيت للتو موزعنا الإندونيسي، وأجرينا محادثات مع بعض شركات «السوق الحرة»، ومن هنا تأتي أهمية المشاركة في المعارض. أما كيف تصبح جزءاً من الاستراتيجية؟.. فكل هذا يتعلق باستراتيجية النمو.

بعيداً عن المشاركة في المعارض.. ما استراتيجيتكم للوصول إلى الأسواق المستهدفة؟

الاستراتيجية تتمثل في مجموعة من الأمور، بجانب المشاركة في المعارض، منها: إقامة علاقات مع الموزعين، والحصول على المنتجات المناسبة التي تكون - في بعض الأحيان - حصرية لبعض الأسواق، والتواصل المناسب؛ لأن التواصل تغير تماماً خلال السنوات العشر الماضية، فلم يعد الأمر يتعلق بالإعلان المباشر، بل بالتواصل الشفهي؛ فهناك اليوم مؤثرون أقوياء للغاية، يمكنهم حقاً بناء علامة تجارية، وقد بُني العديد من العلامات التجارية على ذلك. وأخيراً، باعتبارنا تجار تجزئة، فإن وجود التجزئة في العديد من البلدان أمر مهم جداً لنا.

ما الإرشاد، الذي تلقيته من عمك «نذير»؟ 

عندما انضممت إلى «الشركة»، قبل 27 عاماً، كنت محظوظاً بالعمل تحت إشراف عمي نذير أجمل، فقد كان يعطيني المادة الخام؛ لأشمها لمدة أسبوع تقريباً. وكان يقول كل يوم: «اكتب انطباعاتك الجديدة عن المادة الخام نفسها»، كزيت الورد، أو غيره، وهكذا بدأت تعلم صناعة العطور، ولن أقول حتى: «إنني صانع عطور»؛ فقد علمني كيفية شم العطور، وكان أكثر من مرشد، بل وجه حياتي لدخول «الشركة». لذا، اعتدت شم رائحة العطور صباحاً، وبيعها في المحال التجارية مساءً. كنت أعتقد أن هذا أمر مبالغ فيه بعض الشيء، فقد كنت في الرابعة والعشرين من عمري وقتها، ولكن هذا هو ما شكّلني بالطريقة التي أنا عليها اليوم. وشجعني عمي، أيضاً، على متابعة العطور ذات الطراز الغربي؛ لأنه كان أكثر تخصصاً في العطور الشرقية، الخليجية والعربية. تابعت ذلك، واليوم أعتقد أن 50% من مبيعاتنا تأتي من العطور ذات الطراز الغربي، فهي تحظى بتقدير كبير ليس فقط في الخليج، بل وفي جميع أنحاء العالم، كما أنها سبب دخول عطورنا العديد من البلدان، والمتاجر الكبرى.

ما الذي ألهمكم إدخال مزيج من العطور الغربية والمحلية إلى السوق العالمي، وما دور جاك شابير بالنسبة لك؟

الهدف تلبية الأذواق المتغيرة للخليجيين، وكان يجب أن نكون قادرين على التحدث إليهم، ليس فقط بالتواصل، وإنما من خلال المنتجات المناسبة، وكان علينا، كذلك، التحرك باتجاه مستهلكينا، الذين يستخدمون العود والبخور. جاك شابير لا يزال مرشدي، إذ أذهب لرؤيته كلَّ عام، مرة واحدة على الأقل، ونقضي أسبوعاً في النظر إلى الإطلاقات الجديدة، ونناقش الأمور كافة، ونعمل على ما سيقدم في العام المقبل. وأيضاً، يأتي جاك إلى دبي في ديسمبر كل عام؛ فنقضي أسبوعاً آخر هنا؛ لنطلع على ما يحدث حولنا في هذا السوق.

ما التحديات التي تواجهكم من ناحية المكونات النادرة، وجودتها؟

التحديات التي تواجهنا، تكمن في تكلفة المواد الخام النادرة، التي ترتفع باستمرار، وليس حتى مع مرور العام. ففي عام واحد، يمكن أن ترتفع التكلفة ثلاث مرات، ولا يمكننا تمرير التكلفة إلى العميل بالطريقة نفسها. أتذكر جدي وعمي ووالدي، الذين علموني جميعاً شيئاً واحداً، هو «الحصول على هامش أقل أمر مقبول، لا يؤثر في جودة المنتج». لذلك لا نفرض بالضرورة المزيد، ولكن كل عامين أو ثلاثة أعوام، يتعين علينا أن نراجع الأسعار، كما يفعل الجميع؛ لأن التضخم زاد تكلفة الإيجارات. وحينما ترتفع أسعار الإيجارات، لا يكون الحصول على مساحة في مراكز التسوق سهلاً، وإذا حصلت على مساحة، فستكون باهظة الثمن.

«العـــود» هـــو الجوهـــر الأســـاسي لعلامتكم، فهل هذا يصل بها إلى العالمية؟

أولاً، وقبل كل شيء (نعم)، فـ«العود» جوهر أساسي لدينا. بدأ جدي العمل بالعود، وكان يتاجر فيه. بعد ذلك، دخل في تصنيع العطور، وازدهر البيع بالتجزئة، ثم المصنع... وهكذا. لكن إذا نظرت إلى العود فقط، فلدينا بعض الإنجازات التي يجب ذكرها؛ إذ لدينا براءات اختراع في سبع دول لتطعيم العود، وهذا يعني تسريع العملية، ولن يؤثر هذا في الجودة على الإطلاق. لقد أجرينا ما يكفي من الأبحاث، وقد شاركنا ذلك مع الهيئات الحكومية، والهيئات المرتبطة بالأمم المتحدة، وما إلى ذلك. ما يجعلنا في هذا المكان، أننا نعمل اليوم مع بعض أكبر بيوت العطور في العالم، التي تستخدم العود الخاص بنا؛ لأننا قادرون على تزويدها، ليس فقط بالجودة، ولكن أيضاً بالوثائق الموثوقة التي تصاحبها. في رأيي، نحن العلامة التجارية الوحيدة للعطور «من المزرعة إلى المستهلك»، ما يعني أن لدينا موادنا الخام طوال الطريق إلى المستهلك.

  • عبد الله أجمل: أفخر بأننا علامة تجارية إماراتية

إذاً.. أنتم لا تحصلون على المكونات الخام فقط، بل تمتلكونها؟

ليست كل المكونات بالطبع، فلدينا فقط بعض المواد؛ فلا أحد يستطيع الحصول على كل المواد الخام، إذ يجب الحصول عليها من أماكن أخرى. الآن، نتاجر في هذه الأشياء أيضاً، ونحصل عليها بشكل خاص من الهند؛ لأننا قادمون منها، كما لدينا إمكانية الوصول إلى الكثير منها، والكثير من الموردين، والمزارع أيضاً. كذلك، لدينا مزارعنا الخاصة، وحوالي 10 ملايين شجرة. بدأ جدي هذا عام 1979، قبل أن يتمكن الناس من قول كلمة «الاستدامة».

هل من ذكرى معينة، شكلت شغفك بعالم العطور؟

هذا سؤال مثير للاهتمام؛ فصناعة العطور تجري في دمي، دعيني أخبرك كيف!.. عندما كنا في مومباي، لم يكن لدينا الكثير من الأجهزة المنزلية، فقد كانت لدينا ثلاجة واحدة، وكان جدي يخزن فيها أكياس الزعفران؛ لأنه يجب الاحتفاظ بها في مكان بارد، فكان يضعها داخل الثلاجة مع أباريق الماء. وأتذكر أنني نشأت على شرب الماء المنقوع بالزعفران، وعندما كنت طفلاً، لم أستمتع به كثيراً. لكن، اليوم، عندما أدركت أن الزعفران يحظى باحترام كبير، وهو من التوابل الباهظة الثمن، أدركت أنه حقاً في دمي. أفعل أشياء أخرى كثيرة في حياتي، لكن تظل صناعة العطور الشيء الذي دخل قلبي، ودمي أولاً.

بصفتك رئيساً تنفيذياً ناجحاً.. ما نصيحتك للقادمين إلى هذه الصناعة؟

 قال أحدهم: «اتبع الشغف، والمال سيأتي». وهذا ينطبق على أي عمل، لاسيما عملنا، لأنه يتعلق كثيراً بالتجربة والخطأ، ويتعلق الأمر بالحس؛ فعليك أن تتحلى بالصبر، وتعمل على تحسين نفسك، والاستمرار في التعلم. وإذا سألتني: إلى أي مدى أنت صانع عطور؟.. فسأقول: أنا لست صانع عطور على هذا النحو، ولكن إذا كان عليّ المقارنة مع عمي نذير، فسأقول إنني ربما أكون 3% من نوع صانع العطور، الذي كان عليه. فالإنسان بحاجة إلى الكثير من الصبر، والعقل المنفتح للحصول على الإلهام. في أحد إصداراتنا الأخيرة، حصلت على الإلهام من الجلوس بجوار الشاطئ، فقد كانت المياه تضرب الصخور، وشديدة الحرارة في فترة ما بعد الظهر، وهي مياه مالحة مستمدة من الأرض والجانب الخشبي أيضاً؛ وكل هذا إلهام. أعتقد أن الشباب بشكل خاص بحاجة إلى القيام بأمرين: الأول: لا ينبغي لهم أن يلحقوا بهذه الصناعة ليصبحوا في الغد من أصحاب الملايين؛ فلا تسير الأمور بهذه الطريقة. والثاني: أنهم بحاجة إلى توخي الحذر والوعي بطريقة التواصل، وأن يكونوا واضحين للغاية.

كيف ستحوّل «أجمل» إلى علامة تجارية لأسلوب الحياة؟

عندما قلت: إنني أريد أن نصبح علامة تجارية لأسلوب الحياة، قصدت أنني أريدها أن تكون متاحة في الأماكن، التي تتوفر بها العلامات التجارية الكبرى كافة. وأفخر بالقول بأنه في الخليج يعرف الناس «أجمل»، لكن نحتاج إلى الاستحواذ على خارجه.