الثقة، والراحة، في كل خطوة.. هدفان تسعى إليهما المصممة الإماراتية، زينب عبد الله، من خلال علامتها التجارية «ZAIA» للأحذية الإماراتية الفاخرة، وفكرتها التي تدور حول تخصصها في ابتكار «لوفرز» كلاسيكية، ترافق المرأة في يومياتها. جمعت زينب بين خبرتها التقنية بمجال أمن المعلومات، والطب الشرعي، وشغفها الدائم بالموضة؛ لإنشاء علامة تجارية تجسد الأسلوب الراقي، والحرفية الخالدة. واستلهاماً من شرارة الإبداع أثناء رحلة تسوق للأحذية، تصورت زينب تصاميم تتجاوز الاتجاهات العابرة، ما دفعها إلى إنشاء «ZAIA». وقد كانت رؤيتها واضحة، هي صنع أحذية متعددة الاستخدامات، وأنيقة، وعصرية. وهكذا يتم تصنيع كل زوج من أحذية «ZAIA» يدوياً وبدقة، في دبي، من أجود أنواع الجلود الإيطالية، ما يجسد تفاني زينب في الجودة والبساطة.. في حوارها مع «زهرة الخليج»، تكشف المصممة الإماراتية المعلومات كافة، المتعلقة برؤيتها، وعلامتها الراقية.

  • زينب عبد الله: هدفنا تصميم أحـذيـــة يُعـتـمــد علـيهـا يـومـيـاً

أخبرينا بالمزيد عن اللحظة، التي ألهمتك إنشاء «ZAIA»!

أثناء إحدى رحلات التسوق لشراء حذاء، خطرت لي فكرة تصميم حذاء يشبه ما أصبح لاحقاً «لوفرز ZAIA» الكلاسيكية. في البداية، لم أهتم بالفكرة كثيراً، لكنني لم أستطع التوقف عن التفكير فيها خلال هذا اليوم. كانت الفكرة تسيطر على ذهني، فبدأت أسأل نفسي: «ماذا لو صنعت هذا الحذاء بنفسي؟.. ماذا لو أطلقت علامتي التجارية الخاصة؟». لطالما كان لديَّ شغف كبير بالموضة، خاصة الأحذية، وأتابع باستمرار الرائج منها، لا سيما في دبي، ومنطقة الخليج، حيث كانت «اللوفرز» من أبرز صيحات الموضة آنذاك، وكل علامة تجارية كانت تقدم نسختها الخاصة منها. في تلك اللحظة، شعرت برغبة قوية في تقديم رؤيتي الخاصة لهذا التصميم المميز، وجاءتني الفكرة التي لم أستطع تجاهلها؛ فقررت أن أحوّل هذا الشغف إلى واقع، وهكذا وُلدت «ZAIA».

اسم «العلامة»

«ZAIA».. ما السر وراء اسم «العلامة»؟

إن اختيار اسم العلامة كان من أصعب مراحل رحلتي لتأسيس «ZAIA»؛ فقد مررت بالعديد من الخيارات، لكن لم يكن أيٌّ منها يعكس جوهر التصميم، والرؤية، اللذين أردت إبرازهما في «العلامة». في النهاية، اخترت اسم «ZAIA»؛ لأنه يجسد لمسة من اسمي بشكل راقٍ وأنيق، ما أضفى بُعداً شخصياً على «العلامة»؛ لأنني أردت أن يعكس الاسم هويتي بطريقة غير مباشرة، مع الحفاظ على عنصرَي: الرقي، والفخامة. إنني أفخر بما تمثله «العلامة»، وكان من المهم أن يكون الاسم جزءاً من هذه الهوية المميزة.

ما التحديات التي واجهتكِ أثناء انتقالك من المجال التقني إلى صناعة الأزياء؟

الانتقال من المجال التقني إلى صناعة الأزياء كان تحدياً فريداً؛ لأن الأزياء تعتمد - بشكل أساسي - على الإبداع، بعكس المنهجية الواضحة في المجال التقني؛ فقد كان عليَّ أن أتعلم كيفية تحويل أفكاري إلى تصاميم ملموسة، مع الانتباه إلى أدق التفاصيل، مثل: اختيار الخامات، والألوان، والتنسيق مع الحرفيين. ورغم التحديات، فقد وجدت في هذا الانتقال فرصة لإبراز رؤيتي الخاصة، وصقل مهاراتي في مجال يعكس شغفي الحقيقي.

ما هوية علامتك التجارية؟

علامة «ZAIA» تتمحور هويتها حول الأناقة الخالدة والتميز في التفاصيل؛ لأنني أسعى إلى تقديم تصاميم تجمع بين البساطة الراقية واللمسة العصرية، مع التركيز على الجودة والحرفية العاليتين؛ فكل قطعة تحمل - في طياتها - رؤية تعكس هويتي الشخصية، لذا أحرص على أن تكون كل مجموعة مزيجاً من الكلاسيكية والابتكار. إن الهدف هو صنع أحذية ليست فقط جميلة المظهر، بل تعكس أيضاً قوة وثقة المرأة التي ترتديها، ما يجعل كل خطوة لها تجربة فريدة، كما أهدف إلى تصميم أحذية خالدة تتجاوز الزمن، وتكون دائماً موضة يصعب أن تمر عليها السنوات؛ لتظل قادرة على الصمود أمام اختبار الزمن.

إلى أي مدى تعكس علامتك شعار «صنع في الإمارات»؟ 

بكل فخر، يعكس هذا الشعار جوهر علامة «ZAIA»؛ فقد كان من المهم جداً، بالنسبة لي، تأكيد أن «اللوفرز» الخاصة بنا تُصنع في دبي؛ لأنني أردت إبراز هويتها كعلامة إماراتية أصيلة. وهذا الشعار لا يقتصر فقط على الجودة والحرفية العاليتين، اللتين نلتزم بهما، بل يمنحني أيضاً شعوراً بالفخر؛ لأنني جزء من مجتمع يدعم الابتكار والصناعة المحلية. أطمح أن يرى الآخرون دبي مدينةً تتميز بالذوق الرفيع، والتصاميم العصرية، وتكون وجهة للإنتاج الفاخر، وهو ما أسعى إلى تجسيده من خلال «ZAIA».

  • زينب عبد الله: هدفنا تصميم أحـذيـــة يُعـتـمــد علـيهـا يـومـيـاً

ما الميزات الإضافية، التي يوفرها وجودك في الإمارات؟ 

منحنا وجود «ZAIA» في دبي ميزة فريدة في سوق الأحذية الفاخرة عالمياً؛ فدبي مدينة تجمع بين الحداثة والتقاليد، ما يوفر بيئة مثالية للإبداع والابتكار. وكوني جزءاً من هذا المشهد الديناميكي أتاح لي هذا فرصة استلهام ثقافة غنية ومتنوعة، وكذلك التطور السريع الذي تشهده المدينة في مجال الموضة والفخامة، وكذلك تدعم المدينة العلامات التجارية المحلية، والمجتمع هنا يشجع على بروزها، ما يعزز قوة «ZAIA» في السوق العالمي.

بساطة.. وهدوء

ماذا تعني لك الـ«quiet luxury»، وكيف تجسد «زايا» هذا المفهوم؟

بالنسبة لي، تعني الفخامة التي تتسم بالبساطة والهدوء، بعيداً عن المبالغة أو التصنُّع. إنها الفخامة التي تنبع من الجودة العالية، والدقة في التفاصيل، والاهتمام بكل عنصر ولو صغيراً، ما يقدم شيئاً فاخراً دون الحاجة إلى إظهاره بشكل متكلف. في «زايا»، ندرك أن الفخامة يجب أن تكون متميزة، دون صخب. ومن خلال تصاميمنا، نقدم قطعاً تجمع بين الأناقة الكلاسيكية واللمسات الحديثة، مع الحفاظ على أعلى معايير الجودة والحرفية، ما يعكس جوهر الـ«quiet luxury» في كل حذاء.

ما الذي يجعل تصميم «The Classic Loafer» مميزاً، ولماذا يلقى صدى إيجابياً؟

يتميز تصميمنا بالطريقة الذكية، التي استخدمنا بها الخامات؛ لتحقيق توازن مثالي بين الكلاسيكية والفخامة الفريدة. فالجلد المدبوغ يعطيه مظهراً كلاسيكياً وأنيقاً، بينما جلد السحلية يضيف إليه لمسة من الفخامة. هذا التوازن يجعلها أحذية «لوفر» مثالية للارتداء اليومي، والمناسبات. وأيضاً ما يجعل أحذيتنا «اللوفرز» فريدة هو مدى راحتها، فلا نرغب في تصميم «لوفر» يُشترى، ثم يُرتدى نادراً، بل أردنا أن نصنع قطعة ترتدى بشكل دائم؛ لأنها مريحة وعملية جداً. إن هدفنا كان تصميم أحذية تعتمدين عليها يومياً، وهذا هو السبب في أن العميلات يحصلن على زوج ثانٍ وثالث. أيضاً، ما يميز «The Classic Loafer» هو الفخر الذي تشعر به العميلات عند ارتداء منتج مصمم ومصنوع في الإمارات. في الوقت الذي أصبحت فيه النساء أكثر اهتماماً بمصدر ما يرتدينه، يتعزز الارتباط العميق بالعلامة، ويعطيها قيمة إضافية. وتشعر الكثيرات من عميلاتنا بالفخر لأنهن جزء من علامة إماراتية تعكس الإبداع المحلي، ما يعزز تجربتهن مع المنتج، ويزيد تعلقهن به.

الخامات.. أخبرينا بالمزيد عنها، وعن كيفية اختيارها!

اختيار الخامات جزء أساسي في صناعة أحذيتنا؛ لذلك نحرص على أن تكون بأعلى مستويات الجودة. وجميع الخامات التي نستخدمها في «زايا» مستوردة من إيطاليا، وتشتهر إيطاليا بكونها موطناً لأفضل الخامات في صناعة الأحذية الفاخرة. كان هدفنا أن نختار خامات تتمتع بمظهر جذاب، وتوفر راحة، وتهوية عالية للقدم، وتكون متينة بما يكفي لتحمل الاستخدام الطويل. ندرك أن الجودة يجب أن تكون مرادفة للراحة والجمال؛ لذلك نحرص على أن تساهم الخامات التي نستخدمها في تعزيز تجربة العميلة، بشكل شامل.

في تصاميمك.. كيف تتعاملين مع الاحتياجات المتنوعة للنساء من ثقافات ومناطق مختلفة؟

عند تصميم منتجات «زايا»، أضع في اعتباري تنوع احتياجات النساء من مختلف الثقافات والمناطق؛ فالأناقة لا تتقيد بمنطقة جغرافية معينة؛ لذلك أحرص على أن تكون تصاميمي عالمية، وتجمع بين الحداثة والتقاليد. بالإضافة إلى ذلك، أراعي الراحة والعملية في كل قطعة؛ لأنني أعلم أن النساء يخترن التصاميم تبعاً لاحتياجاتهن اليومية، وأسلوب حياتهن. من خلال تقديم تصاميم تتمتع بالمرونة، وتناسب مختلف الأذواق، أحقق توازناً بين الجمال والفائدة، ما يتيح لكل امرأة أن تجد ما يناسبها، ويعكس شخصيتها، بغض النظر عن خلفيتها الثقافية أو الجغرافية.

بصمة متميزة

ما الأسلوب الذي تعتمدينه لتسويق «ZAIA»؟

في عالم تهيمن عليه العلامات التجارية الفاخرة الراسخة، نعتمد في «زايا» أسلوباً مبتكراً، يتماشى مع العصر الرقمي الحالي؛ فنستخدم وسائل التواصل الاجتماعي أداةً رئيسيةً للتسويق، فهي تعد مصدراً أساسياً للإلهام في عالم الموضة، ومعرفة كل جديد؛ فنتعاون مع المدونات المؤثرات، اللاتي يتناسب أسلوبهن مع هوية «زايا»، ونرسل إليهن أحذية «زايا» لتنسيقها بأسلوبهن الشخصي، وهذا يسمح برؤية الطرق المختلفة التي يمكن بها تنسيق «اللوفرز» مع ملابس متنوعة، ويبرز مرونة تصاميمنا، وقدرتها على التكيف مع الإطلالات العديدة، اليومية أو للمناسبات الخاصة.

  • زينب عبد الله: هدفنا تصميم أحـذيـــة يُعـتـمــد علـيهـا يـومـيـاً

ما أهمية دَوْر الحذاء في أي إطلالة؟

دور الأحذية الفاخرة في صناعة الأزياء، اليوم، أصبح محورياً بشكل متزايد؛ فلم تعد الأحذية مجرد إكسسوار، بل أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الإطلالة بالكامل؛ فهي تعكس ذوق المرأة وشخصيتها. وفي بعض الأحيان، تكون العنصر الأكثر بروزاً في مظهرها. ومع تزايد الاهتمام بالجودة والتفاصيل، أصبحت الأحذية الفاخرة رمزاً للفخامة والابتكار، فهي تجمع بين الحرفية العالية والتصاميم المميزة. وفي عالم الموضة المعاصر، تعتبر الأحذية الفاخرة أداة للتعبير عن الذات، وتُسهم - بشكل كبير - في تعزيز هوية العلامات التجارية.

ما أول شيء تلاحظينه في حذاء امرأة ما، وماذا يقول عنها؟

أول شيء ألاحظه في حذاء أي امرأة هو جرأة التصميم، حيث يعكس كيف تحب هذه المرأة التعبير عن نفسها من خلال أسلوبها. سواء كانت تفضل القطع الكلاسيكية التي لا تتأثر بالزمن، أو القطع الجريئة التي تُبرز شخصيتها، أو حتى إذا كانت تميل إلى الجمع بينها؛ لتُظهر أسلوبها الفريد.

ما البصمة، التي تريدين أن تتركها «ZAIA» في مشهد الموضة؟

هذه البصمة المتميزة تكون من خلال دمج التصميم العصري مع الكلاسيكي، وتقديم مزيج متوازن بين الراحة والمظهر الأنيق. وأسعى إلى أن تكون تصاميمنا بسيطة، وجريئة؛ لتعكس روح الأناقة مع لمسة من التميز؛ لتلبية احتياجات المرأة في الإطلالات اليومية والمناسبات الخاصة، لمنحها الثقة والراحة في كل خطوة.