يميل عقلكِ إلى صنع رؤية مثالية لكيفية سير حياتكِ في المستقبل، ويحدث ذلك؛ عندما تتاح لكِ فرصةٌ ما، مثل وظيفة فاخرة، أو علاقة طويلة الأمد جديدة، وتعقدين على ذلك الكثير من الآمال والأهداف والطموح، وتصلين لمرحلة تخيل ما سيكون عليه وضعكِ في المستقبل القريب، أو البعيد.

لكن إذا لم تنجح الوظيفة أو الشراكة أو الارتباط، فلن تخسري الشيء نفسه فحسب، وعليكِ أن تتخلي عن المستقبل الرائع الذي بنيته في ذهنكِ، حتى لا تشعري بالألم النفسي، إذ يميل الناس إلى أخذ هذه الخسارة على محمل شخصي، وقد تشعرين بالتقويض، أو التقليل من القيمة أو الظلم، ما قد يثير مشاعر عدم الكفاءة أو الخجل، حيث نخبر أنفسنا بأن هناك شيئاً سلبياً فينا هو السبب في عدم حصولنا على هذه الفرصة.

  • كيف تأخذين الرفض على محمل شخصي أقل؟

وبالإضافة إلى الألم الأولي، فإن الرفض قد يثير، أيضاً، فينا انعدام الأمان الذي تحملته بشأن الرفض الماضي، وتتفاقم الخسائر، ​​وتعود الأفكار الساخرة التي كانت لديكِ سابقاً عن نفسكِ.

على سبيل المثال، إذا انفصلتِ عن شخص ما، فقد تأخذين كل تجربة جديدة على أنها دليل على أنكِ غير محبوبة، حيث يمكنكِ بناء شعور قوي ضد نفسكِ بهذه الطريقة، وهذا هو السبب الرئيسي والأساسي والضروري؛ لتتعلمي كيفية التعامل مع الرفض دون الدخول في دوامة.

هنا، نشارككِ بعض الطرق للتعامل مع هذا الرفض، سواء كنتِ تفكرين في كل التفاصيل، أو تشعرين بكل المشاعر.

اكتبي يومياتكِ عما حدث للتو:

إذا كان عقلكِ يسابق الزمن بشأن ما حدث، أو كل ما كان بإمكانكِ فعله بشكل مختلف، فافتحي دفتر ملاحظات وابدئي الكتابة. دوني كل الأفكار والعواطف، التي لديكِ حول ما حدث في شكل تدفق للوعي، فذلك يشبه إلى حد ما الاتصال بصديق؛ للتخلص من مشاعركِ والتنفيس عنها. لكن هذه المرة يمكنكِ الظهور بنفسكِ، والتعرف على نفسكِ بشكل أعمق.

تدوين اليوميات يبطئ عقلك المضطرب، حيث إننا نفكر بشكل أسرع بكثير من قدرتنا على صياغة الجمل، وأسرع بكثير من قدرتنا على كتابتها فعلياً. كما أن تدوين اليوميات يعاكس التفكير السلبي، ويشجع على وجهة نظر غير حكمية لتجاربكِ الحياتية، لذلك قد «تتعثرين» في رؤى لم تفكري فيها من قبل.

  • كيف تأخذين الرفض على محمل شخصي أقل؟

التحقق من صحة القصة التي تروينها لنفسكِ:

قد يكون هناك الكثير من الأسباب المختلفة لعدم اختياركِ لشيء ما، لكن ​​لا تساعدنا المشاعر دائماً في رؤية الأشياء بدقة. وبدلاً من ذلك، نميل إلى تجاهل العوامل التي ليست شخصية، والتركيز على أوجه القصور المحتملة لدينا، ولهذا السبب من المهم التراجع خطوة إلى الوراء، والنظر إلى حقائق الموقف، أو على الأقل التفسيرات البديلة.

والهدف هو تقييم الموقف بموضوعية وعقلانية، ما سيذكركِ على الأرجح بأنكِ لست مخطئةً تماماً، حيث يمكنكِ النظر إلى أجزاء من نفسكِ، تحتاجين إلى تحسين؛ لتتمكني من الوصول إلى هدفكِ، ويمكنكِ النظر إلى الأجزاء التي لا تتعلق بكِ حتى تتخلي عن السرد غير الصحي وغير الدقيق بأنكِ لست جيدةً بما يكفي، أو لن تكوني جيدةً بما يكفي أبداً.

تواصلي مع الأشخاص الذين يجعلونكِ تشعرين بالرضا عن نفسكِ:

إذا كنتِ تشعرين بالإحباط بسبب حظكِ، فاذهبي للقيام بنشاط تستطيعين القيام به ببراعة، أو اقضِي بعض الوقت مع أشخاص يجعلونكِ تشعرين بالدعم، حيث إن المواقف التي تجعلكِ تتألقين ستساعدكِ على الشعور بالتحقق والتقدير مرة أخرى. وعلى هذا النحو، ليس الآن الوقت المناسب لزيارة صديق طفولتكِ المفضل الذي، ينتقدكِ دائماً أو اختيار هواية جديدة صعبة أيضاً، إذ عليكِ وضع حدودٍ ضد الأشخاص والتجارب الذين يجعلونكِ تشكين في قيمتكِ.

وأحيطي نفسكِ بحلفاء جديرين بالثقة يستمعون إليكِ ويضحكون معكِ، ويفعلون أشياء تجعلكِ فخورةً بنفسكِ، إذا كنتِ تحبين الغناء وكثيراً ما يثني الناس على صوتكِ، فاذهبي للغناء في «الكاريوكي» مثلاً، وإذا أشاد الناس بطبخكِ، فاصنعي عشاءً في منزلكِ لضيوفكِ المفضلين، الذين تشعرين معهم بأنكِ في أفضل حال.

إن ممارسة نشاط مجرب وحقيقي، مع رفقة جيدة، سيساعدكِ على إدراك أنكِ لستِ فاشلة، بل سيساهم ذلك في رفع وتعزيز معنوياتكِ، وستقولين لنفسكِ: إنني رائعة بالفعل.