تحتفي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو»، باليوم العالمي للغة العربية، في الثامن عشر من شهر ديسمبر كل عام، منذ عام 1973، وهو تاريخ إدخال اللغة العربية ضمن اللغات العالمية المعترف بها في الأمم المتحدة.
ويهدف الاحتفاء باللغة لإذكاء الوعي بتاريخ اللغة العربية وثقافاتها وتطورها، وترفع «اليونسكو» سنوياً شعاراً تحتفي فيه بالعربية، وخصصت لعام 2024 شعار: «العربية والذكاء الاصطناعي: تحفيز الابتكار وصون التراث الثقافي»، بهدف تعزيز حضور اللغة العربية على شبكة الإنترنت، ودعم الابتكار وتشجيع الحفاظ على التراث.
وتعد اللغة العربية ركناً من أركان التنوع الثقافي للبشرية، وهي إحدى اللغات الأكثر انتشاراً واستخداماً في العالم، إذ يتكلمها يومياً ما يزيد على 400 مليون نسمة.
ويتوزع متحدثو العربية بين المنطقة العربية وعدد من المناطق الأخرى المجاورة منها: تركيا وتشاد ومالي والسنغال وإرتيريا، حيث إن للعربية أهمية قصوى لدى المسلمين، فهي لغة القرآن، ولا تتم الصلاة (وعبادات أخرى) في الإسلام إلا بإتقان كلماتها. كما أن العربية هي كذلك لغة شعائرية رئيسية لدى عدد من الكنائس المسيحية في المنطقة العربية حيث كتب بها كثير من أهم الأعمال الدينية والفكرية في العصور الوسطى.
ومثلت اللغة العربية كذلك حافزاً لإنتاج المعارف ونشرها، وساعدت على نقل المعارف العلمية والفلسفية اليونانية والرومانية إلى أوروبا في عصر النهضة، كما أتاحت إقامة الحوار بين الثقافات على طول المسالك البرية والبحرية لطريق الحرير من سواحل الهند إلى القرن الأفريقي.
وتضطلع دولة الإمارات بدور مهم في تعزيز حضور اللغة العربية عالمياً، حيث تمثل اللغة العربية ركيزة أساسية من ركائز الهوية الوطنية في دولة الإمارات، التي أخذت على عاتقها مهمة المحافظة على «لغة الضاد» والنهوض بها على المستويات كافة، وتكريس مكانتها في المجتمع الإماراتي، وعلى النطاق العالمي، وفقاً لموقع البوابة الرسمية لحكومة دولة الإمارات.
وتحتضن الإمارات سنوياً العديد من المبادرات والفعاليات التي تستهدف تطوير اللغة العربية، واستشراف التحديات التي تواجهها وتقديم المقترحات والحلول لها، وتعزيز مكانتها المستحقة بين لغات العالم، وإثبات قدرتها على مواكبة موجات التحديث في العصر الراهن، مثل معارض الكتب، وأبرزها: «معرض أبوظبي الدولي للكتاب»، و«معرض الشارقة الدولي للكتاب»، فضلاً عن «المؤتمر الدولي للّغة العربية» الذي تستضيفه إمارة دبي سنوياً، والذي تحول إلى منصة تجمع العلماء والباحثين والمختصين والمهتمين والمعنيين والمسؤولين، والمؤسسات الحكومية والأهلية المهتمة باللغة العربية والمسؤولة عنها، بهدف تنسيق الجهود والتواصل ومناقشة جميع الموضوعات التي تتعلق باللغة العربية خاصّة التعليم، والتعريب، والترجمة.
ومن أبرز الشواهد على اهتمام دولة الإمارات بتعزيز اللغة العربية، هي مبادرة «تحدي القراءة العربي»، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والتي شارك بها منذ انطلاقتها ملايين الأطفال واليافعين والشباب الذين يتحدثون العربية، من مختلف أنحاء العالم، فضلاً عن مشاركة الوزارات والمؤسسات والجمعيات الحكومية والخاصة في الدول العربية في مفردات المبادرة، التي أعادت إحياء حضور اللغة العربية في عقول النشء.