قبل فترة قليلة، أعلن عدد من النجوم والمشاهير عن إصابتهم بمرض «شلل المعدة»، ومعاناة أزمات صحية، نتيجة حقن التخسيس المنتشرة في الوقت الحالي. وكان آخر المصابين، الفنان المصري إدوارد، وقبله النجمة هند عبد الحليم، والفنانة الشابة منى فاروق، والفنان خالد الصاوي، وغيرهم، فما مرض «شلل المعدة»، وكيف يتم الشفاء منه؟
ما مرض «شلل المعدة»؟
«شلل المعدة» حالة مرضية تؤثر في الحركة الطبيعية لعضلات المعدة، ويؤدي هذا الاضطراب إلى تأخر إفراغ المعدة، ما يعني أن الطعام يبقى في المعدة فترة أطول مما ينبغي، وبالتالي يصاب المريض بأعراض، مثل: الغثيان والقيء والانتفاخ والشعور بالامتلاء، وتراوح شدة الحالة بين أعراض خفيفة وقوية، لكنها في النهاية تؤثر بشكل كبير في قدرة الشخص على تناول الطعام وهضمه بشكل صحيح.
كيف تعمل المعدة؟
المعدة عضو عضلي، يساعد على تكسير الطعام بمساعدة العصارات المعدية والإنزيمات، وبعد دخول الطعام إلى المعدة، تنقبض عضلات جدار المعدة لخلط الطعام وطحنه إلى جزيئات أصغر، تمر بعد ذلك إلى الأمعاء الدقيقة لمزيد من الهضم والامتصاص.
ويتم تنظيم هذه الانقباضات العضلية بواسطة الجهاز العصبي المعوي، الذي يشار إليه باسم «الدماغ الثاني» للجسم، والذي يتحكم في حركة الطعام عبر الجهاز الهضمي.
في حالة الأفراد المصابين بـ«شلل المعدة»، لا تنقبض عضلات المعدة بشكل صحيح أو فعال، ونتيجة لذلك يتحرك الطعام ببطء عبر المعدة، أو قد لا يتحرك على الإطلاق، ما يسبب مجموعة من مشاكل الجهاز الهضمي.
ما علاقة حقن التخسيس بـ«شلل المعدة»؟
مع إعلان النجوم عن إصابتهم بمرض «شلل المعدة»، نتيجة الحصول على حقن التخسيس بالتحديد، التي أكدوا تعاطيها للتخلص من الوزن الزائد، أثيرت التساؤلات حول علاقتها بهذا الأمر، فهل صحيح هناك علاقة بين حقن التخسيس، و«شلل المعدة»؟
تكمن العلاقة بين حقن التخسيس و«شلل المعدة»، في تأثيرات هذا الدواء على حركة المعدة، فقد ثبت أن حقن التخسيس تعد منشطاً لمستقبلات (GLP-1)، ما يؤخر إفراغ المعدة على غرار الأدوية الأخرى في هذه الفئة، مثل: «ليراجلوتيد» (ساكسيندا، فيكتوزا)، و«سيماجلوتيد» (أوزيمبيك، ويجوفي).
ويعتبر هذا التأثير مفيداً بشكل عام للتحكم في نسبة السكر بالدم وفقدان الوزن، لكن بالنسبة لبعض الأفراد قد يصبح إفراغ المعدة البطيء مشكلة، حيث يؤدي تأثير «مونجارو» على مستقبلات (GLP-1)، إلى إبطاء تقلص عضلات المعدة، المسؤولة عن دفع الطعام من المعدة إلى الأمعاء الدقيقة. ما يزيد الشعور بالامتلاء والانتفاخ، وفي الحالات الشديدة، تتطور أعراض تشبه «شلل المعدة». وفي بعض الدراسات السريرية، أفاد ما يصل إلى 10% من الذين يتناولون منشطات مستقبلات (GLP-1)، أنهم يعانون الغثيان والقيء وعدم الراحة في البطن، وعادة تكون هذه الأعراض عابرة، لكن في بعض الحالات قد تستمر، وتتداخل مع الهضم الطبيعي.
في حين أن تأثيرات حقن التخسيس على الحركة المعدية تعتمد على الجرعة، فقد يكون بعض الأفراد أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات الجهاز الهضمي، وقد يكون هذا صحيحاً للذين لديهم بالفعل تاريخ من مشاكل الجهاز الهضمي، مثل: نوبات سابقة من «شلل المعدة»، أو الذين يعانون اعتلال الأعصاب اللاإرادي المرتبط بمرض السكري، الذي قد يضعف إفراغ المعدة بشكل أكبر.
أعراض «شلل المعدة»:
يظهر «شلل المعدة»، من خلال مجموعة متنوعة من الأعراض، وقد تراوح بين الخفيفة والشديدة، وتشمل الأعراض الشائعة:
الغثيان والقيء بعد تناول الطعام.
الانتفاخ والشعور بالامتلاء حتى بعد تناول كميات صغيرة من الطعام.
حرقة المعدة وارتجاع الحمض بسبب تأخر إفراغ المعدة.
ألماً أو انزعاجاً في البطن.
فقدان الشهية، وفقدان الوزن الشديد.
مستويات سكر الدم غير المنتظمة خاصة في مرضى السكري بسبب الهضم غير المنتظم للطعام.
في الحالات الشديدة، إذا تُركت الحالة دون علاج، فقد تؤدي إلى سوء التغذية والجفاف بسبب سوء امتصاص العناصر الغذائية.
علاج «شلل المعدة»:
لا يوجد علاج واحد لـ«شلل المعدة»، لكن العلاج يركز على إدارة الأعراض، وتحسين نوعية الحياة، وقد تشمل خيارات العلاج:
التغييرات الغذائية: تساعد الوجبات الأصغر والأكثر تكراراً، التي تحتوي على نسبة منخفضة من الدهون والألياف في تقليل الأعراض، وقد يوصى باتباع نظام غذائي ناعم أو سائل لتسهيل الهضم.
الأدوية:
تعتبر الأدوية المحفزة للحركة، مثل: الميتوكلوبراميد أو الدومبيريدون، مثالية في تحفيز عضلات المعدة لتحسين إفراغ المعدة، كما تساعد الأدوية المضادة للقيء في السيطرة على الغثيان والقيء، وقد يصف الأطباء مضادات الحموضة أو مثبطات مضخة البروتون لعلاج ارتجاع الحمض.
التدخلات الجراحية: في حالات نادرة، قد تكون الجراحة ضرورية لعلاج مضاعفات «شلل المعدة»، وتشمل: إدخال أنبوب للمعدة من أجل التغذية، أو «رأب البواب»، ويعتبر إجراء لتوسيع العضلة العاصرة البوابية (الصمام بين المعدة والأمعاء الدقيقة)، لتحسين إفراغ المعدة.