البحرين «قلب وعين».. جملة تلخص حال علاقة دولة الإمارات العربية المتحدة بمملكة البحرين، المملكة التي ما ابتعدت يوماً واحداً عن شقيقاتها في الخليج العربي، وكانت موجودة في السراء والضراء، وبرهنت - عبر السنين والأيام - على أنها نعم الجارة والشقيقة.
تحتفي البحرين، اليوم، بعيدها الوطني الـ53، فتتزين كل معالمها باللونين الأحمر والأبيض، المكونين لعلمها العزيز، وتشاركها الإمارات شريكتها في الحاضر والمستقبل والمصير هذا الاحتفال. فعلاقة الدولتين لا تتوقف عند مكان، أو زمان؛ فهي متجذرة منذ القِدَم.
الإمارات تحتفي بالبحرين:
لأنها «قلبها وعينها»، اعتادت الإمارات أن تحتفي باليوم الوطني لمملكة البحرين بكل فخر واعتزاز، وستظل تفعل ذلك، مستحضرة كل معاني الأخوة والمحبة. ففي هذا اليوم العظيم، تُشرق المشاعر الصادقة، وتتجلى الروابط التاريخية التي تجمع الشعبين الشقيقين؛ لتؤكد أن الإمارات والبحرين وطنان بروح واحدة، وتحتفيان معًا بمسيرة العز والمجد.
وفي هذا اليوم، تضيء الإمارات معظم معالمها المهمة بألوان العلم البحريني؛ لتتزين به البلاد، ويراه المواطنون والقاطنون في الدولة وزائروها، مستشعرين عظمة هذه العلاقة.
كما تمتد لافتات التهاني على كل اللوحات الرقمية والإرشادية، في مختلف الطرق الرئيسية بالدولة، إضافة إلى إصدار ختم خاص لجوازات السفر الخاصة بالمواطنين البحرينيين القادمين إلى الإمارات في هذا اليوم، عبر المطارات، والمنافذ المختلفة.
القادة يهنئون:
لا يمكن أن تمر هذه المناسبة الغالية على قلب كل عربي وخليجي وإماراتي، على وجه الخصوص، إلا ويكون قادة الإمارات أول المهنئين بها، فقد جسدت العلاقات الإماراتية البحرينية نموذجاً فريداً من التلاحم والمحبة.
وقد قدم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تهنئة خاصة لقيادة وشعب البحرين بهذه المناسبة، فكتب عبر حسابه الرسمي في «إكس»: «خالص التهنئة وصادق الأمنيات لأخي الملك حمد بن عيسى وشعب مملكة البحرين الشقيق بمناسبة العيد الوطني، داعياً الله تعالى أن يديم على المملكة الأمان والعز والتقدم. الإمارات والبحرين تربطهما علاقات أخوية تاريخية، وإن شاء الله يظل البلدان معاً في كل ما يحقق الخير والنماء لشعبيهما، وشعوب المنطقة».
خالص التهنئة وصادق الأمنيات لأخي الملك حمد بن عيسى وشعب مملكة البحرين الشقيق بمناسبة العيد الوطني داعياً الله تعالى أن يديم على المملكة الأمان والعز والتقدم. الإمارات والبحرين تربطهما علاقات أخوية تاريخية، وإن شاء الله يظل البلدان معاً في كل ما يحقق الخير والنماء لشعبيهما وشعوب…
— محمد بن زايد (@MohamedBinZayed) December 16, 2024
أما صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، فقد كتب: «نبارك لأخي الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ولشعب البحرين الشقيق، عيدهم الوطني المجيد الـ53.. وكل التبريكات بعيد الجلوس الخامس والعشرين للملك.. أدام الله عليكم نعمته.. وأدام عليكم الأمن والأمان.. والازدهار والاستقرار.. وأدام المحبة بين الشعبين الشقيقين».
نبارك لأخي الملك حمد بن عيسى آل خليفة ولشعب البحرين الشقيق عيدهم الوطني المجيد ال53 .. وكل التبريكات بعيد الجلوس الخامس والعشرون للملك..
— HH Sheikh Mohammed (@HHShkMohd) December 16, 2024
أدام الله عليكم نعمته .. وأدام عليكم الأمن والأمان .. والازدهار والاستقرار .. وأدام المحبة بين الشعبين الشقيقين . pic.twitter.com/aQ6UK990K8
شراكة استراتيجية:
كان لعمق هذه العلاقة، وأهميتها، دور واضح وجلي في تطور التعاون الاقتصادي والتجاري، والشراكة الصناعية بين البلدين، حيث توجد لجنة مشتركة عليا، ترسم خطوط هذا التعاون في شتى المجالات، ومنها: تكنولوجيا المعلومات، والطاقة المتجددة، والسياحة، والتكنولوجيا المالية، والصحة والثقافة والتعليم.
وخلال النصف الأول من العام الحالي وحده، بلغت التجارة غير النفطية بين البلدين 15.7 مليار درهم، مشكلة ارتفاعاً بنسبة 26% عن الفترة ذاتها من العام السابق، الذي بلغت فيه قيمة هذه التجارة 27.6 مليار درهم، بنمو بلغ 8% عن العام 2022.
وقد تصدرت البحرين، أيضاً، نمو التجارية البينية غير النفطية مع الإمارات خليجياً، إذ وصل معدل النمو، منذ عام 2015 وحتى 2023، ما يعادل 10%.
أما الإمارات، فتحتل المركز الثاني عالمياً من حيث الشراكة التجارية مع البحرين، وبنسبة مساهمة تصل حتى 12% من تجارتها مع العالم. وأيضاً المرتبة الثانية عالمياً من حيث صادرات وواردات السلع التجارية مع البحرين.
وقد بلغت الاستثمارات المشتركة والمتبادلة بين الجانبين قرابة الـ26 مليون درهم، إذ تستثمر الإمارات في البحرين بقيمة بنحو 18 مليار درهم، فيما تبلغ قيمة استثمارات البحرين في الإمارات قرابة الـ8.2 مليارات درهم حتى نهاية 2023.
وتبقى العلاقات الإماراتية البحرينية متميزة بعمقها الاستثنائي، الذي يجسد الروابط الأخوية الراسخة بين البلدين، حيث تمتد جذورها إلى قيم مشتركة، وتاريخ متأصل من التعاون والتفاهم.
ولطالما كان التآخي بين القيادتين والشعبين يشكل نموذجاً فريداً للوحدة العربية، يتجلى في التنسيق المستمر على مختلف الصعد: السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية.
وعززت هذه العلاقات مبادرات مشتركة، كان لها دور بارز في تحقيق التنمية المستدامة، والازدهار الإقليمي.
الإمارات والبحرين ليستا فقط شريكتين استراتيجيتين، بل هما أيضاً عائلتان متلاحمتان، تنبض روحهما بالمحبة والتضامن، ما يجعل علاقتهما مثالاً يُحتذى، خليجياً وعربياً.