خيط رفيع بين التسامح والسذاجة، ومع أن إعطاء فرصة ثانية لشخصٍ ما يمكن أن يؤدي إلى النمو، إلا أن بعض الحالات لا تستحق ذلك، وفقاً لما يقوله علم النفس. ويؤكد هذا أن هناك أشخاصاً لا يستحقون فرصة ثانية، حيث إن هؤلاء الأفراد، رغم نواياكِ الخيّرة، أكثر عرضة لتكرار أخطاء الماضي، ما يعني أن عدم معرفتهم يساعدك على الابتعاد عن الحزن المحتمل، والوقت الضائع.. هنا نرصد لك تلك الأنواع.
المتلاعب المتسلسل:
غالبًا، يحذرنا علم النفس من مخاطر الأفراد المتلاعبين، وهم الذين يحرفون الحقائق باستمرار، ويحرفون المواقف، ويستغلون نقاط الضعف العاطفية لتحقيق مكاسبهم الخاصة، أي أنهم خبراء بممارسة ألعاب العقل، ونادراً ما يظهرون أي ندم على أفعالهم.
والجزء الأصعب في هؤلاء الأفراد هو أنهم يملكون «كاريزما»، ويكونون مقنعين للغاية؛ ما يجعل من السهل الوقوع في فخهم مراراً وتكراراً. إن إعطاء فرصة ثانية لشخص متلاعب متسلسل يشبه اللعب بالنار، فحتى عندما يَعِدُ بالتغيير، من المرجح أن يعود إلى طرقه القديمة.
الناقد الدائم:
قد يبدو هؤلاء الأشخاص نقاداً بنّائين، لكن الحقيقة هي أنه في حال كانت تلك الانتقادات مستمرة ولا تنتهي، فإنها ستؤثر في تقديركِ لذاتكِ. ويحذرنا علم النفس من هؤلاء الأفراد، فالذين يقللون من شأنكِ، باستمرار، بحجة «المساعدة»، يتغذون على انعدام الأمان، ونادراً ما يكون لديهم شيء إيجابي ليقولوه. أي أن إعطاء فرصة ثانية لمنتقد دائم يشبه دعوة السلبية مرة أخرى إلى حياتكِ، ومن الأهمية بمكان أن تحيطي نفسكِ بأولئك الذين يرفعون من شأنكِ، وليسوا يحبطونكِ.
المخطئ الذي لا يعتذر:
في علم النفس، هناك مفهوم يُعرف باسم «فرضية العالم العادل»، وهذا اعتقاد بأن الناس يحصلون على ما يستحقونه في الحياة، وغالباً يقودنا هذا إلى توقع اعتذار، أو نوع من الندم، من أولئك الذين يخطئون في حقنا.
لكن، ماذا يحدث عندما يخطئ شخص ما في حقكِ، ولا يُظهر أي علامة على الندم؟.. والأسوأ من ذلك، ماذا لو كرر الخطأ؟
هؤلاء الأفراد ليسوا عنيدين بشكل ضار فحسب، بل غالباً يشير افتقادهم الندم إلى مشكلة أعمق، هي عدم القدرة على التعاطف مع الآخرين، أو الاعتراف بأخطائهم.
لذا، فإن السماح لمثل هذا الشخص بالعودة إلى حياتكِ، دون اعتذار صادق، أو دليل على التغيير، يشبه الترحيب بتكرار حزن القلب.
مصاص الدماء العاطفي:
لا بد أنكِ واجهتِ صديقاً أو زميلاً، أو أحد أفراد الأسرة، يمتص - ببساطة - الفرح من أي موقف، ما يجعلكِ تشعرين بالاستنزاف والإرهاق العاطفي بعد كل لقاء. وغالباً، يُشار إلى هؤلاء الأفراد بمصاصي الدماء العاطفيين، في علم النفس، وهم يزدهرون في أجواء الدراما، ويميلون إلى أن يكونوا محتاجين بشكل مفرط، أو منتقدين بشكل مفرط، أو متورطين باستمرار في مشاكلهم الخاصة. وغالباً، تدور التفاعلات معهم حول قضاياهم، وهم لا يهتمون كثيراً بمشاعركِ أو احتياجاتكِ، كأن تكوني في علاقة من جانب واحد، وتعطين باستمرار، ونادراً ما تتلقين أي شيء إيجابي في المقابل.