أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، إدراج الحناء، والتقاليد المرتبطة بها، في قائمتها للتراث الثقافي غير المادي.

ويسجل هذا الإنجاز الجديد لدولة الإمارات، التي قادت ملفاً يُعنى بتاريخ الحناء، وتقاليدها الممتدة إلى مئات السنين، ضمن ملف مشترك، شمل دولاً أخرى، هي: فلسطين، والأردن، والجزائر، والبحرين، ومصر، والعراق، والكويت، وموريتانيا، والمغرب، وسلطنة عمان، وقطر، والسعودية، والسودان، وتونس، واليمن.

ووفقاً لمنظمة «اليونسكو»، فإن «الحنة» (الحناء) نبتة تجفف أوراقها وتطحن، ثم تحول إلى عجينة، تُستخدم في صنع الرسومات، وتحديداً تلك التي تتلقاها المدعوات في حفلات الزفاف، وتُستعمل، أيضاً، لصبغ الشعر، أو جلب الحظ للأطفال.

وعللت «اليونسكو» سبب إدراج «الحنّة» في قائمة التراث الثقافي غير المادي، إلى كونها ترمز إلى دورة حياة الفرد، منذ ولادته وحتى وفاته، وهي حاضرة خلال المراحل الرئيسية من حياته، كما ترافق طقوس استخدام «الحنّة» أشكال تعبير شفهية، مثل: الأغنيات، والحكايات.

ويعود استخدام «الحنّة» إلى مصر القديمة. ويمكن أن تدوم الأصباغ أو الرسومات، التي يُستخدم فيها هذا العنصر من بضعة أيام إلى أسابيع.

وتعتبر «الحنة» العنصر السادس عشر، الذي تسجله دولة الإمارات في قائمة التراث غير المادي لمنظمة (اليونسكو)، والحناء من الموروثات القديمة في الإمارات، ولها أهمية عند النساء قديماً، فهي جزء من طقوس، واحتفالات النساء، والفتيات، وزينتهن.

واجتمعت اللجنة الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي في «أسونسيون» (عاصمة باراغواي)، للبتّ في إدراج 66 عنصراً جديداً، رُشحَت على أنها تقاليد مجتمعية، وفق «اليونسكو». واختارت، كذلك، في قائمتها حرفة صابون الغار الحلبي الشهير، وهو من الأقدم في العالم، ويصنع بأساليب يعود تاريخها إلى ثلاثة آلاف عام.

  • «الحنة الإماراتية» على قائمة «اليونسكو» للتراث الثقافي غير المادي

وأوضحت المنظمة العالمية، في بيانها، أن صابون الغار الحلبي يُصنع باستخدام زيتَي الزيتون والغار، المنتجين محلياً، حيث تُقطف المكونات التي تدخل في صناعته، وتطبخ ثم تصب على أرضيات «المصابن» التقليدية، في عملية تعاونية تشارك فيها أجيال مختلفة، وعندما تبرد الطبخة، ينتعل الحرفيون أحذية خشبية عريضة تسمى «القبقاب»، لتقطيع صبة الصابون إلى مكعبات، مستخدمين وزنهم وأداة تشبه مشط الأرض تسمى «الجوزة»، وتختم المكعبات يدوياً بأختام تحمل اسم العائلة، ثم تجفف عن طريق صفها في شكل أبراج أسطوانية، أو هرمية، تسهِّل مرور الهواء بين ألواح الصابون. ولا يحتوي هذا الصابون - الذي يعرف من خلال رائحة الغار والزيتون - على دهون حيوانية أو ملونات.