تتمحور حياة المصمم الميلاني، ماركو فالنتي، حول الألماس، وروحه الجوهرية، فقد ورث شغفه بالتصميم والإبداع، وتعلم حِيَل التجارة من والده صانع الذهب الموهوب ترانكويلو، الذي أسس - عام 1953 - شركة مجوهرات تحمل الاسم نفسه في ميلانو. عام 2020، أسس ماركو فالنتي، عالم الأحجار الكريمة، ومصمم المجوهرات الشهير، والمحترف ذو الشهرة الدولية، شركة «Marco Valente High Jewelry»؛ لتجسيد قِيَمه، والتغريد منفرداً، مع حفاظه على تقاليد عائلته، وركائز التصميم الهندسي المتميز. وتستخدم علامته التجارية، هذه، أجود أنواع الألماس بقطع «Triple Excellent». وشهدت مسيرة ماركو المهنية تعاونات مع صائغي المجوهرات المرموقين، والعلامات التجارية الفاخرة، في جميع أنحاء أوروبا، وعمل مديراً إبداعياً لعلامات تجارية عالمية رائدة.. في هذا الحوار نتعرف، عن كثب، على شخصية هذا المصمم المبدع، الذي أثبتت تصاميمه حضورها في الشرق الأوسط، من خلال شراكته مع «أحمد صديقي وأولاده»، الشركة الرائدة في مجال المجوهرات الراقية بالمنطقة:
كيف أثر والدك على نهجك في التصميم، وقِيَم علامتك الراقية؟
يظل تفاني والدي في الحِرَفية، واهتمامه بالتفاصيل، من المبادئ التوجيهية بالنسبة لي. لقد علمني أن الجودة غير قابلة للتفاوض، وهذا الإرث يحرك كل ما نقوم به؛ فقيمنا متجذرة في التقاليد، ولكن بلمسة عصرية تكرّم رؤيته، وتجذب عميلات اليوم في الوقت نفسه.
تقاليد تصميمية
بعد أكثر من 70 عاماً على تأسيس شركة العائلة.. ما التقاليد الأكثر ارتباطًا بك، وكيف تحدّثها في تصاميمك؟
لطالما كان التميز في صميم عملي، حيث لا توجد تنازلات. أنظر إلى الماضي باحترام، وأظل وفياً لتراث علامتنا التجارية، وأسلوبها الفريد، لكنني أستمع - عن كثب - إلى العالم من حولي؛ لأظل على صلة به، ما يسمح لي بترجمة أسلوبي الفريد في كل إبداع، والحفاظ على الاتساق والترابط دائماً.
تبتكر تصاميم لا تتأثر بمرور الزمن، مع ضمان بقاء جودة الألماس في المقدمة.. كيف ذلك؟
كل قطعة أصممها تبدأ باحترام عميق لركائز أسلوبي، وهي: التناسق، والمواد الاستثنائية، والسعي إلى الكمال. فاستخدام أجود أنواع الألماس امتياز وتحدٍّ في الوقت نفسه؛ لأنه يضع معياراً عالياً يضاهي الحرفية غير العادية؛ فهدفي، دائماً، هو التعبير عن جوهر التميز.
«زهرة البرسيم الرباعية» توقيع خاص بعلامتك.. أخبرنا بالمزيد عن رمزيتها!
أتلاعب بالتناظر، وأسعى إلى تحقيق التوازن في جميع تصاميمي، وتشكل «زهرة البرسيم ذات الأوراق الأربع» تجسيداً مثالياً لهذا، فهي تجسد الانسجام والتميز وجمال الأشكال الطبيعية، وجميعها مفاهيم أساسية لرؤيتي الجمالية.
جودة الألماس، والتناظر، معياران مهمان في تصاميمك.. لماذا؟
التحدي يكمن في صناعة مجوهرات تتناسب مع الجودة الاستثنائية، ونحن لا نقبل المساومة على القطع الثلاثية الممتازة؛ لأنها تعمل على تعزيز الجمال المتأصل في كل ألماسة، وتسلط الضوء على الدقة التي تميز عملنا.
تشتهر مجوهراتك بهندسة مبتكرة وقطع معيارية قابلة للتحويل.. ما الذي ألهمك دمج هذه التطورات التكنولوجية في تصاميمك؟
حدسي، وخبرتي، يدفعان شغفي بالهندسة المبتكرة؛ لذلك أسعى - باستمرار - إلى مفاجأة عميلاتي بإبداعات تتجاوز حدود الممكن، مع ضمان أن تكون كل قطعة مريحة، وسهلة الارتداء. يأتي إلهامي من التوازن الدقيق بين العاطفة والعقلانية، وهو مزيج من الإبداع والدقة.
هل هناك مصدر يلهمك، دائماً، في تصاميمك؟
زوجتي هي ملهمتي؛ فأناقتها ترشدني، دائماً، إلى إضفاء الانسجام على إبداعاتي. والهدف هو صنع مجوهرات خالدة وراقية، وتكون سهلة الارتداء في الوقت نفسه.
كيف توازن بين التكنولوجيا الحديثة، والحرفية الخالدة التي تميز مجوهراتك الفاخرة؟
في كل تصميم، أسعى إلى تحقيق التوازن المثالي، والانسجام بين الإلهام العاطفي، والحرفية العقلانية، فهذا التوازن يميز عملي، كما أنه كفيل بجعل كل قطعة جميلة وعملية.
مصادر أخلاقية
ما أهمية المصادر الأخلاقية لعلامتك، وكيف ترى دور الاستدامة في تطور هذه الصناعة؟
أصبحت الاستدامة، وإمكانية التتبع، من الركائز الأساسية للتميز، خاصة في المجوهرات الفاخرة؛ لهذا نحصل على الألماس من مصدر واحد، ما يضمن إمكانية التتبع، والمسؤولية الاجتماعية. ويعد هذا الالتزام أمراً بالغ الأهمية لمستقبل صناعتنا، ويتماشى تماماً مع تفانينا في الجودة.
ما الذي يجعل ألماسة ماركو فالنتي متميزة؟
يخضع الألماس - المستخدم في مجموعاتنا - لعمليات اختيار صارمة؛ فالتميز لا يتعلق بالخامات فحسب، بل يتعلق أيضاً بالأشخاص من حولي. كما أطالب فريقي بأعلى مستويات الجودة، لأنها ضرورية لتجسيد رؤيتي؛ فالحرفية جهد تعاوني، ووجود فريق من الحرفيين الحقيقيين هو مفتاحها.
خلال رحلتك الإبداعية الغنية.. ما أبرز المؤثرات، التي قادتك إلى تأسيس علامة ماركو فالنتي؟
لقد أضافت كل خطوة في مسيرتي، وكل تعاون، وكل لحظة، إلى خبرتي، وصقلت فلسفتي التصميمية. لهذا؛ أحافظ على مكانتي في عالم المجوهرات الراقية، بالبقاء وفياً لتأثيراتي دون تقليلها.
ساهمت تجاربك السابقة في تشكيل وتطور علامتك.. حدثنا عن هذا!
لقد علمتني تجاربي مع العلامات التجارية الشهيرة أهمية الدقة، والاتساق، والتوازن بين التقليد والابتكار. لقد أضاف كل مشروع، وتعاون، طبقات إلى خبـرتــي، عـــززت التــزامي بالتميز، وصقلت إبداعي.
هل يؤثر تاريخ ميلانو، وهندستها المعمارية، ومشهد الموضة بها، في تصاميمك؟
تؤثر ميلانو بتاريخها وطاقتها وأسلوبها، بشكل عميق، في عملي؛ فأنا أشعر بنبض المدينة، وهي تلهمني البحث، باستمرار، عن الأفضل؛ للبقاء في طليعة هذه الصناعة.
تميز دون تنازل
ما مدى التزامك بمعايير «صنع في إيطاليا»، وما الذي يميز المهارة الإيطالية في تصاميمك؟
نحافظ على معايير الحرفية الإيطالية بالتركيز على الجودة الاستثنائية، في كل التفاصيل. فمن الوزن الدقيق، إلى التلميع الخالي من العيوب، والإعداد الدقيق، يتم النظر - بعناية - في كل جانب؛ لرفع جمال وجودة إبداعاتي؛ فهذا التفاني في الكمال يحدد المهارة الإيطالية الحقيقية (التميز دون تنازل).
كيف تساعدك الشراكة مع «أحمد صديقي وأولاده» في توسع علامتك بالشرق الأوسط؟
عائلة «صديقي» تعتبر بمثابة منارة هادية لي، ولرحلتي؛ فهي مثال رائع للنجاح، ومزيج ملهم من الخبرة والشغف، والأساس العائلي القوي؛ لهذا أعتبرها مرآةً تعكس الصفات التي أعجب بها، وأطمح إلى تحقيقها. شراكتنا، هذه، تجربة تعليمية، فتحت أمامنا الأبواب لسوق يقدر التراث، والجودة، والأصالة.
ما الاتجاهات أو الابتكارات، الجديدة والمستقبلية، لمجوهرات «ماركو فالنتي» الراقية؟
نحن ملتزمون بمسار واضح ومتسق، مسار يحترم تراثنا، ويحتضن المستقبل، وهذا يعني اكتشافاً مستمراً للأدوار والفرص الجديدة داخل السوق، وسنواصل الابتكار في تصاميمنا مع الحفاظ على قيمنا؛ لذلك ستظل المواد العالية الجودة، مع الألماس كقطعة مركزية، معيارنا، وستظل الاستدامة ركيزة أساسية مع نمونا، وتطورنا.