جميعنا نرغب في ترك انطباع لا يُنسى، سواءً في مقابلات العمل العادية أو الافتراضية. لكن، عادةً، يكون الجلوس أمام الشاشات أصعب من الجلوس أمام مدير التوظيف شخصياً، فالشاشة تخفف حضوركِ، وتزيد احتمالية تشتيت الانتباه. ومع ذلك، سواء حدث ذلك في العالم الحقيقي أو الافتراضي، فإن الانطباعات الأولى تدوم، ولا بد من العمل على تلك الانطباعات.
وفي هذا الإطار، تحتاجين إلى إثبات أنكِ قائدة رغم قيود الوسيلة، فالأشخاص الذين يجرون معكِ المقابلة صناع القرار الذي يتعلق بكِ، فهم يقيمون ما إذا كنتِ تمتلكين مهارات القيادة والإمكانات التي يبحثون عنها. لذا، عندما تظهر صفاتكِ القيادية، منذ البداية، فإنكِ تزيدين فرصكِ في الحصول على الوظيفة، وستجهزين نفسكِ، أيضًا، للنجاح في أدوار القيادة المستقبلية.
هنا، نشارككِ طرقاً عدة؛ لإظهار أنكِ قائدة أثناء مقابلة عمل افتراضية.
نظمي علامتكِ التجارية الرقمية:
قبل المقابلة، من المحتمل أن يبحث عنكِ من يجري معكِ المقابلة عبر الإنترنت، لهذا السبب من الضروري صقل حضوركِ الرقمي، خاصة نتائج بحث «غوغل»، وملفكِ الشخصي على «لينكد إن». لذا، ابدئي بالبحث عن نفسكِ على «غوغل»، وألقي نظرة نقدية على ما يظهر.. هل يعكس شخصاً يتمتع بإمكانات قيادية؟!.. وتأكدي من أن ملفكِ الشخصي على «لينكد إن» مُحدَّث وكامل ومليء بأمثلة على مهاراتكِ القيادية، وسلطي الضوء على المشاريع، التي قمتِ بقيادتها، والمبادرات التي أطلقتها، والتحديات التي تغلبتِ عليها، ويجب أن يعزز وجودكِ على الإنترنت علامتكِ التجارية الشخصية، كقائد واثق وقادر.
أتقني الوسيلة:
أصبحت الاجتماعات الافتراضية عنصراً أساسياً في الحياة المهنية، وتقول الطريقة التي تقدمي بها نفسكِ على الشاشة الكثير عن قدرتكِ على التكيف واحترافكِ. وبناءً على ذلك، أظهري أنكِ مرتاحة في العالم الافتراضي، من خلال التأكد من صقل إعداداتكِ، وتجنبي الوقوع في الأخطاء، وركزي على الأساسيات: الإضاءة الجيدة، والخلفية النظيفة ذات الصلة، والميكروفون العالي الجودة.
وتذكري أنه عندما تتعاملين مع الوسيلة بثقة، فإنكِ تشيرين إلى أنكِ قائد يتقبل التغيير، ويتكيف بسهولة. وكذلك اذكري كيف تعاملت مع الاجتماعات الافتراضية في أدوارك الحالية أو السابقة، سواء من خلال إجراء مناقشات فعالة عبر الإنترنت، أو تقديم عروض تقديمية افتراضية جذابة، أو مساعدة الآخرين على التكيف مع بيئات العمل الهجينة.
كوني إنسانيةً للغاية:
قد تبدو الشاشة غير شخصية، وتصنع مسافة بينكِ وبين المحاور، لذا عوضي ذلك بجلب الدفء والإنسانية إلى تفاعلكِ، وكوني متعاطفة وودودة. على سبيل المثال، اعملي على وجود رابط لسيرتك الذاتية، ومحتوى آخر عبر الإنترنت يدعم أقوالك، وقومي بإنشاء اتصال شخصي، فابتسمي، واستمعي بنشاط، ودعي شخصيتكِ تظهر.
تميزي بالقصص:
القصص واحدة من أقوى الطرق لإظهار القيادة، فبدلاً من سرد مهاراتكِ، أو ذكر الدروس المجردة التي تعلمتها، اذكري قصصاً لا تنسى، توضح قدراتكِ القيادية. على سبيل المثال، بدلاً من قول: «أهم شيء تعلمته هو قوة الاستماع»، شاركي قصة محددة عن وقت ساعدكِ فيه الاستماع في حل نزاع، أو اتخاذ قرار حاسم، وفكري في لحظات القيادة بجميع مجالات حياتكِ، سواء من العمل أو الأدوار التطوعية أو الرياضية أو المشاريع المدرسية. وتذكري أن القصص لا تُنسى، وتبقيك في صدارة الأذهان؛ عندما يقارن مديرو التوظيف بين المرشحين، وكلما كانت أمثلتك أكثر وضوحاً وقابلية للربط، كلما كان ذلك أفضل.
اطرحي أسئلة استراتيجية:
يفكر القادة خارج نطاق مهامهم المباشرة، ويركزون على الصورة الكبرى أثناء المقابلة. لذا، أظهري هذه العقلية من خلال طرح أسئلة مدروسة واستراتيجية. عندما تطرحين الأسئلة، فإنكِ تحولين المقابلة إلى محادثة تفاعلية ذات عمق ومشاركة أكبر، حيث إن طرح الأسئلة الاستراتيجية يُظهر أنكِ تفكرين بالفعل كقائد، لا مجرد مرشح.