خلال حياتنا، نتعلم الكثير من الأمور، وأهم ما نتعلمه هو أهمية أن نكون لطفاء مع الآخرين، ومنها: التواصل مع الأحباء؛ للتأكد من أنهم بخير، وتقديم يد المساعدة إلى محتاج.
واللطف مع الآخرين له فائدة إضافية، تتمثل في جعلنا نشعر بالرضا عن أنفسنا. لكن هناك، أيضاً، دراسات تُظهر أن اللطف مفيد لرفاهيتنا، حيث لا يوجد في الواقع أي جانب سلبي لأن نكون لطفاء.
الشعور بالرضا:
إنها حقيقة معترف بها عالمياً، فالقيام بشيء لطيف لشخص آخر، يجعلنا نشعر بالرضا عن أنفسنا، شئنا أم أبينا، وهذا هو السبب، غالباً، وراء قيام الناس بأشياء إيثارية.
الفوائد الصحية:
الحقيقة الأقل شهرة هي أن اللطف مع الآخرين مفيد بالفعل لصحتنا، لكن هناك أدلة على هذه الحقيقة، المرحب بها في عدد من الدراسات من جميع أنحاء العالم.
التطوع:
تُظهر بعض الدراسات أن التطوع يرتبط بانخفاض خطر الوفاة المبكرة بنسبة 24%، وهذا هو نفس التأثير الناتج عن تناول ست حصص، أو أكثر من الفاكهة والخضروات، كل يوم.
تجربة التدريس:
خلال إحدى التجارب العشوائية في كندا، بدأت مجموعة من طلاب المدارس الثانوية تعليم الأطفال الأصغر سناً، بينما تم وضع مجموعة أخرى على قائمة الانتظار للقيام بنفس الشيء. وبعد أربعة أشهر، بمجرد أن أنهى طلاب المدارس الثانوية تعليمهم، كانت هناك اختلافات واضحة في دم الطلاب في كلتا المجموعتين.
ولم تكن لدى الطلاب، الذين شاركوا في الدروس الخصوصية، مستويات أقل من الكوليسترول فحسب، بل كانت لديهم أيضاً علامات التهابية أقل مثل «الإنترلوكين 6».
ويعتبر «الإنترلوكين 6» مؤشراً مهماً لصحة القلب والأوعية الدموية، فضلاً عن كونه أساساً مهماً؛ عندما يتعلق الأمر بمكافحة الالتهابات الفيروسية.
كيف يعمل؟
إن التطور هو الذي يجعل التعامل بلطف مع الآخرين مفيداً لصحتنا. ومن ناحية أخرى، تتطور أدمغتنا لربط تقديم الرعاية بالمتعة، أي عندما نفعل شيئاً لطيفاً للآخرين، يتم تحفيز مناطق المكافأة في الدماغ. وكذلك، تطورت أدمغتنا لربط تقديم الرعاية بانخفاض التوتر، فعندما نفعل شيئًا لطيفًا للآخرين، ينخفض النشاط في مركز الخوف بالدماغ، ويمكن ربط هذا بتربية الأطفال؛ إذا طغى علينا الخوف من احتمال مساعدة الآخرين، بأننا لن نتمكن أبداً من مساعدة أطفالنا.
الجهاز العصبي:
ترتبط مناطق المكافأة ومراكز الخوف في أدمغتنا، بشكل مباشر، بأجهزتنا العصبية الودية، المسؤولة عن تنظيم ضغط الدم، والاستجابات الالتهابية. وبسبب هذا الارتباط، يمكن لرعاية الآخرين أن تساعد - بدَوْرها - على تحسين صحتنا القلبية، والأوعية الدموية.