شغل موضوع «البودكاست» حيزاً كبيراً في مناقشات اليوم الثالث الأخير من الدورة الثالثة من فعاليات «الكونغرس العالمي للإعلام»، الذي اختتمت فعالياته مساء يوم أمس الخميس، في مركز أبوظبي للمعارض (أدنيك).
وناقشت جلسة «تطور وسائل الإعلام.. البث الصوتي والصحافة والمرونة الإذاعية» أنجع الطرق والوسائل، التي يعتمدها الجيل الجديد من الإعلاميين، بهدف الاستفادة من التطور الرقمي والتكنولوجي في وسائل الإعلام، ودخول منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، كجهة لبث وعرض الأخبار أولاً بأول، حتى صار بإمكان كل صحافي وإعلامي بث «بودكاست» خاص به، يناقش فيه القضايا التي يراها مهمة للناس، من وجهة نظره.
وهدفت الجلسة النقاشية إلى تسليط الضوء على النقاط المهمة، في تطور منصات التواصل الاجتماعي، مع دخول تقنيات الذكاء الاصطناعي، والاستفادة إيجابياً لتوسيع آفاق الإعلاميين، وإعادة تشكيل شكل الإعلام التقليدي.
وشارك في الجلسة، التي أدارتها الصحافية المتخصصة في الوسائط الإعلامية المتعددة في «سكاي نيوز عربية»، نانسي ثابت، كل من: الرئيس التنفيذي في مركز الاتحاد للأخبار، الدكتور حمد الكعبي، ورئيس قسم المحتوى ورئيس قسم الاستراتيجية في «أفريبودز»، كيفن واي براون، والمحرر في «كامباين الشرق الأوسط»، أنوب أومن، ونائب مدير التحرير في «ذا ناشيونال» إيناس الرفاعي.
وأجمع المشاركون، في الجلسة النقاشية، على أهمية قوة «البودكاست» في عصر الذكاء الاصطناعي، باعتباره يعيد تشكيل رواية القصص، ويؤثر كذلك على كيفية استهلاك الجماهير للمحتوى، وتفاعلها معه.
وناقش الكعبي تطور تجربة «البودكاست» في الشرق الأوسط، مبيناً أن الإعلام العربي تبنى التجربة متأخراً عن نظيره الغربي، وأقر الكعبي بتأثير «البودكاست» الهائل، وناقش الميول المتغيرة لجماهير المنطقة، وبحثها عن معلومات موجزة وجذابة، وأشار إلى مخاطرة الإعلام التقليدي بفقدان أهميته، إذا لم يتكيف مع تلك التوقعات المتغيرة.
فيما شددت إيناس الرفاعي على أهمية تنوع وجهات النظر، وضرورة القيام بحوارات هادفة ومتوازنة، في ظل انتشار «البودكاست» الهائل، وغير المنتهي، معيدة التذكير بتأثير الراديو، الذي استمر في المركز الأول كمصدر للأخبار لعقود طويلة، وما زالت له جماهيره التي تفضله عما سواه.
أما كيفن واي براون، فعرض تجربة الانتقال من البث إلى «البودكاست»، خصوصاً في قارة أفريقيا، حيث لا يزال الراديو هناك يعتبر المرجع الأول للمعلومة، ومشيداً في ذات الوقت بفكرة «البودكاست»، التي تتيح للراغبين والباحثين عن الجديد، الاستماع في أي وقت يجدونه ملائماً لهم.
وركز براون على أهمية بناء الثقة بين «البودكاست» والجمهور، موضحاً أن «البودكاست» بات يحقق موقعاً متقدماً كمصدر للأخبار، في العديد من الدول الأجنبية.
فيما قارن أنوب أومن بين «البودكاست»، ومنصات التواصل الاجتماعي، مستعرضاً نشأة كل منهما، وتأثيره في الناس، وتعاظم الصلة مع التكنولوجيا الحديثة، واتجاه تفكير الجيل الجديد، ويرى أومن أن «البودكاست» حجر أساس الإعلام الحديث.