يأتي التقدم في السن مصحوباً بالكثير من التغييرات، بما في ذلك كيفية علاقاتنا، والحقيقة التي يجب علينا الاعتراف بها هي أنه ليست كل الصداقات مبنية لتدوم مدى الحياة.
وهناك بعض السلوكيات، التي تسرّع انهيار هذه العلاقات بشكل أكثر من اللازم. وبناءً على ذلك، إذا كنتِ لا تريدين فقدان صداقاتكِ مع تقدمكِ في السن، فهناك سلوكيات معينة تحتاجين إلى التخلص منها.
تجنب المحادثات الصعبة:
مع تقدمنا في السن، تصبح حياتنا أكثر تعقيداً، وكذلك صداقاتنا، ومن السلوكيات الأكثر شيوعاً التي تضر بالصداقات تجنب المحادثات الصعبة، فغالباً نخجل من معالجة المشكلات، أو سوء الفهم؛ لأننا نخشى الصراع، أو لا نريد تعكير الصفو.
ولكن الصراع ليس سيئاً دائماً، فغالباً يكون ذلك ضرورياً للنمو، كما أن تجنب المحادثات الصعبة يؤدي إلى سوء الفهم والاستياء، ما قد يؤدي في النهاية إلى الإضرار بصداقتك، بشكل لا يمكن إصلاحه.
لذا، تعاملي مع المشكلات بصراحة، وشجعي أصدقاءكِ على فعل الشيء نفسه، وقد يكون الأمر صعباً في البداية، لكن مع الممارسة يصبح أسهل، وتذكري أن الأصدقاء الحقيقيين يقدرون الصدق والانفتاح، وسيقدرون جهودك للحفاظ على الصداقة قوية وصحية.
أخذ أصدقائكِ كأمرٍ مفروغٍ منه:
في كثيرٍ من الأحيان، نعتبر صداقتنا أمراً مفروغاً منه، فنقوم بالعديد من التصرفات بناءً على ذلك، مثل: إلغاء الخطط في اللحظة الأخيرة، وإعطاء الأولوية لأشياء أخرى خلال الوقت الذي نقضيه معاً، دون أن ندرك مدى تأثير هذا السلوك في الأصدقاء، واعتباره عدم تقدير منا لهم.
لذا، إذا كنتِ تريدين الحفاظ على صداقاتك سليمة، فذكّري أصدقاءك، دائمًا، بمدى أهمية ما يشكلونه بالنسبة لكِ، وأظهري التقدير لهم، وحافظي على التزاماتك، ولا تأخذيها على محمل الجد.
عدم منحهم مساحة للنمو:
مع تقدمنا في العمر، يصبح التغيير أمراً لا مفر منه، إذ نتطور في حياتنا المهنية والشخصية، وكذلك يفعل أصدقاؤنا.
وفي بعض الأحيان، قد يشعر الناس بالتهديد؛ عندما يبدأ أصدقاؤهم في التغير أو التطور بطرق لا يفهمونها، وقد يتشبثون بالذكريات القديمة، ويقاومون قبول هوية صديقهم الجديدة، أو أسلوب حياته الجديد.
وبدلاً من ذلك، من الضروري منح أصدقائك مساحة للنمو والتغيير، واحتضان اهتماماتهم الجديدة، ودعم التغييرات، وتقبل أنهم قد لا يكونون دائماً نفس الأشخاص الذين عرفتهم منذ سنوات.
ومن خلال القيام بذلك، فإنكِ تعززين علاقة صحية، وتشجعين أيضاً النمو الشخصي لنفسكِ ولأصدقائكِ، فبعد كل شيء، التغيير جزء من الحياة، وقبوله يجعل صداقاتك أقوى وأكثر إرضاءً.
إهمال التواصل:
تصبح الحياة مزدحمة مع تقدمنا في العمر، وننخرط في وظائفنا وعائلاتنا ومسؤولياتنا الأخرى. وفي بعض الأحيان، قد تؤدي هذه الالتزامات إلى إهمال التواصل مع أصدقائنا.
وهذا لا يعني أنه عليك التحدث كل يوم أو كل أسبوع، لكن ترك الأشهر أو حتى السنوات تمر دون التحقق من ذلك، يؤدي إلى توتر العلاقة، إذ تتطلب الصداقات، مثل أي علاقة أخرى، رعاية منتظمة لتبقى قوية.
وفي هذا العصر الرقمي، أصبح التواصل أسهل من أي وقت مضى، إذ يمكن أن تقطع رسالة نصية أو مكالمة سريعة شوطاً طويلا في الحفاظ على علاقة صحية مع أصدقائكِ، ويظهر لهم أنه رغم جدول أعمالكِ المزدحم، إلا أنك لا تزالين تقدرينهم وتهتمين بهم.