كليثم المطروشي: صاحبات الهمم الإماراتيات محظوظات
تحفل مسيرة الإماراتية كليثم المطروشي، نائب رئيس مجلس إدارة نادي الثقة للمعاقين، ومدير نادي الثقة للفتيات، وعضو مجلس أمناء الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان، بالإنجازات الوطنية والإنسانية، التي أهلتها لنيل جائزة أبوظبي؛ تقديراً لإسهاماتها النبيلة، التي تعود بالنفع على مجتمع دولة الإمارات، في مجال تمكين أصحاب الهمم بالقطاع الرياضي. وتزامناً مع الاحتفاء باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، الذي يأتي في شهر ديسمبر من كل عام، التقت «زهرة الخليج» كليثم المطروشي؛ لنطلع على مسيرة، تُقدم نموذجاً يُحتذى بالمجتمع المحلي، لشخصية مؤثرة ومهتمة بالارتقاء بحقوق أصحاب الهمم، وتعزيز مكانتهم، وتشجيعهم على ممارسة أدوار ريادية؛ لخدمة وطنهم.. في هذا الحوار:
إرادة.. وتحدٍّ
من ابتسامتها الدائمة، التي لا تفارق محياها، يكتسب من حولها الأمل والسعادة، بعدما شكلت قصتها معنى حياً وملموساً للإرادة والتحدي. فقد تغلبت كليثم على التحديات، وحققت إنجازات بارزة، محلياً وإقليمياً. كما شاركت في إعداد بعض المبادرات، التي تُعنى بدعم أصحاب الهمم، وتمكينهم، وتوفير الخدمات لهم، ما زادها إرادة إنسانية خيرة، ورغبة صادقة في تحقيق التوازن بين مختلف الشرائح، ضماناً للتماسك الاجتماعي.
لحظة تاريخية
وصفت كليثم لحظة تسلم وسام وجائزة أبوظبي من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، قائلةً: «ستظل هذه اللحظة الأهم والأفضل والأجمل في عمري على الإطلاق. أثناء تسلمي الجائزة من سموه؛ شعرت بأنها لحظة تاريخية في حياتي، لأنني أقف أمام قائد مهيب، وداعم قوي لكل من يتميز في عمله، ويقدم خدمات جليلة إلى أفراد مجتمعه».
نقطة انطلاق
بدأت كليثم أعمالها المجتمعية من مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، التي كانت نقطة انطلاقها.. وللحديث عن هذا الجانب، بينت: «أعتز بكوني أنتمي إلى هذا الكيان الإنساني العظيم، الذي ساندني منذ البداية، بعدما تعرضت لحادث سيارة عام 1990، وأصبت بكسر في الفقرة الرابعة أدى إلى إصابتي بشلل، واستخدام كرسي متحرك، وأنا في سن الشباب، سن الطاقة والعطاء، وكان ذلك فَوْر تخرجي في جامعة الإمارات. حينها، فتحت (المؤسسة) لي أبوابها، ورحبت بمشاركتي، والانضمام إليها. وقد مكنتني هذه المشاركة، ودفعتني إلى التقرب من الأشخاص والأطفال ذوي الهمم، واطلعت - بشكل أفضل وأكبر - على قضاياهم. ومن هنا، دخلت مجال العمل التطوعي والإنساني. وشاركت، عام 1996، في تأسيس جمعية لأهالي الأشخاص ذوي الإعاقة، كما شاركت في تأسيس نادي الثقة-فرع الفتيات».
برنامج متكامل
ساهمت كليثم، خلال رحلتها، في دعم المسيرة الرياضية للمرأة من صاحبات الهمم، وأكدت: «النساء الإماراتيات، خاصة صاحبات الهمم، محظوظات بنشأتهن في الإمارات، بفضل حكمة قيادتها الرشيدة، التي قادت الدولة لتصبح من أبرز الدول على مستوى العالم في توفيرها البيئة المثالية للمرأة بجميع المجالات، خاصة الرياضي، الذي نتج عنه نبوغ بطلات نافسنَ، آسيوياً وعالمياً، بقوة وجدارة». كما بذلت كليثم جهوداً حثيثة في تأسيس نادي الثقة-فرع الفتيات؛ لتهيئة الفرق الرياضية التابعة له؛ للمشاركة في البطولات الدولية، ذاكرة أن النادي وضع برنامجاً متكاملاً يجمع بين التدريب والمعرفة النظرية والدعم الأسري، وتعزيز المسؤولية المجتمعية؛ لرفع راية الدولة عالية في المناسبات الرياضية.
خطى ثابتة
وعن سر تفوق صاحبات الهمم رياضياً، أوضحت: «برهنت صاحبات الهمم على أن لا مستحيل مع العزيمة والإصرار، بفضل الدعم الكبير المقدم إليهن من أصحاب السمو شيوخ الإمارات، لإيمان سموهم الحقيقي بدورهن الفعال، وحقهن الأصيل في التشجيع والمساندة. ولا شك في أن صاحبة الهمة الإماراتية، على وجه الخصوص، تسير بخطى ثابتة في طريق النجاح والتميز، حتى أصبح الجميع يرونها في مختلف الميادين الرياضية، داخل الدولة وخارجها، تحقق إنجازاً تلو آخر».
أدوار فعالة
تؤكد كليثم أن «صاحب التجربة» هو الأقدر على التعبير والبحث عن مجالات التطوير. ومن هذا المنطلق، حرصت - من موقعها في نادي الثقة للمعاقين - على اكتساب ثقة الأهالي، والأفراد من ذوي الهمم، حتى تمكنت من تحويل الرياضة إلى جزء من حياة أصحاب الهمم.. وعن هذا الدور، تقول: «نركز على تأهيل أصحاب الهمم بدنياً؛ لممارسة الرياضات المختلفة؛ بهدف تحسين وضعهم الصحي، وكذلك تهيئتهم للمشاركة في البطولات المحلية والعالمية، كما ندعمهم في مختلف جوانب الحياة؛ للقيام بدور فعال في المجتمع».
قيم نبيلة
مع حلول الذكرى الـ53 لعيد اتحاد دولة الإمارات، أعربت كليثم عن مشاعر الفخر والاعتزاز، التي تعتريها، وأردفت: «يمثل عيد الاتحاد مناسبةً غالية لجميع مواطني دولة الإمارات؛ لتجديد الولاء للقيادة الرشيدة، والاحتفال بما تحمله هذه الذكرى من معانٍ وقيم نبيلة، تُظهر قدرة أبناء الوطن على تجاوز الصعوبات، وتخطي التحديات، واعتزازهم بوطنهم، واستعدادهم الدائم للعمل بجد وتفانٍ في سبيل تحقيق الريادة لبلدهم، في مختلف مجالات التنمية، وميادين الازدهار».
مسيرة عطاء
شغلت كليثم المطروشي - في السابق - مناصب مهمة، منها: نائب مدير الرعاية الصحية الأولية للشؤون المالية والإدارية في «منطقة عجمان الطبية»، ورئيس لجنة الدفاع الاجتماعي في «جمعية أهالي ذوي الإعاقة»، التي شاركت في تأسيسها، وأسست الرابطة الإماراتية لتمكين النساء ذوات الإعاقة في الإمارات، بالإضافة إلى عضويتها في: «جمعية الإمارات لحقوق الإنسان»، و«المجلس الاستشاري لأصحاب الهمم». وقد أثبتت كليثم كفاءتها وتميزها؛ فتم اختيارها من قِبَل «جامعة الدول العربية»، و«المنظمة العربية للأشخاص ذوي الإعاقة»، ضمن 5 سيدات عربيات لرسم خارطةٍ لنساء الوطن العربي من ذوات الهمم؛ للوصول إلى النجاح، كما شاركت في العديد من المؤتمرات العربية، المعنية بالعمل الاجتماعي، وحقوق الإنسان.