الإماراتية تحلق بقطاع الطيران إلى آفاق بعيدة
تستمر المرأة الإماراتية في تحقيق إنجازات متميزة بالقطاعات كافة، وعلى رأسها قطاع الطيران، الذي أصبح منصة تحتضن إبداعاتها، وطموحاتها. وبفضل مساهماتهن المتميزة في المجالات التشغيلية والإدارية، تشكّل الإماراتيات، اليوم، قوة أساسية، تعزز ريادة الدولة بقطاع السفر والسياحة، وإثراء مجال الطيران. وبالتزامن مع احتفالات الإمارات بعيد الاتحاد الـ53، التقت «زهرة الخليج» نخبة من الإماراتيات اللاتي قدمن نماذج مشرفة، وشاركن في تطوير هذا القطاع الحيوي؛ ليكون شاهدًا على حضورهن الفاعل في مسيرة البناء والابتكار، كما استعرضت «المجلة» مساهماتهن في جعل الدولة وجهة رائدة بقطاع السفر والسياحة عالمياً:
خلود المرزوقي: حضور المرأة في االطيرانب يزداد تقدماً
تؤكد خلود المرزوقي، رئيس قسم مشاركة الموظفين والرفاهية في مطارات دبي، أن تمثيل المرأة في قطاع الطيران يزداد بشكل ملحوظ. وأضافت: «لدينا أمثلة رائعة كثيرة ومشرفة لزميلاتنا، اللاتي يعملن في مجالات هذا القطاع الحيوي كافة، ما يعكس أهمية دور المرأة المتنامي فيه. وأعتقد أن وجود المرأة في قطاع الطيران، بشكل عام، قيمة كبيرة، بما تقدمه من رؤى وأفكار إبداعية، تسهم في تحسينه وتطويره».
وعن سبب دخولها هذا المجال، أوضحت: «السبب الرئيسي في دخولي قطاع الطيران، هو رغبتي في العمل وسط بيئة ديناميكية ومتجددة، توفر فرصاً للتعلم المستمر، والتطور المهني، وقد وجدت في قطاع الطيران تحديات وفرصاً متنوعة، تتيح لي الاستفادة من تجاربي المتراكمة. وكان من دواعي سروري أنني لم أواجه تحديات كبيرة في بداية مسيرتي، فقد حظيت بدعم كبير من المسؤولين، ما أتاح لي فرص التقدم الوظيفي. وهذا الدعم كان له دور كبير في تسهيل اندماجي بالعمل، وفهم طبيعة القطاع، ومتطلباته».
وتطرقت إلى أبرز ما يميز طبيعة عملها، قائلة: «أعمل بإدارة الموارد البشرية، وهو مجال أحبه بسبب طبيعته، التي تسمح لي بتقديم الدعم إلى الموظفين، والمساهمة في تحسين بيئة العمل؛ فهذه الوظيفة تمكنني من التفاعل مع مجموعة واسعة من الأفراد، وتضيف قيمة إلى تجربتي عملياً ومهنياً. لقد استفدت كثيراً من الفرص، التي قدمتها برامج التوجيه والإرشاد المهني في التعلم من خبرات الآخرين الواسعة بقطاع الطيران، وتطبيق ما اكتسبته من معرفة في عملي اليومي، وبالتالي تطوير مهاراتي وقدراتي على مواجهة التحديات».
وبمناسبة احتفال دولة الإمارات بالذكرى الـ53 لعيد الاتحاد، دعت خلود المرزوقي المرأة الإماراتية إلى مواصلة التعلم، وتطوير الذات، والاستفادة من الدعم الهائل الذي توفره الدولة للمرأة، والمساهمة بفاعلية في بناء المجتمع، وتحقيق التقدم في المجالات كافة، مشيرة إلى أن المرأة الإماراتية لديها القدرة على تحقيق الكثير، ودفع عجلة تقدم وازدهار الوطن.
ريم الصفار: أدعم بنات الوطن في االطيرانب
تتميز المسيرة المهنية لريم الصفار، مدير أول قسم المطارات بالهيئة العامة للطيران المدني، بأنها تتضمن دوراً غير معروف للكثيرين، على عكس الأدوار المعروفة، كدَوْر الطيارين والمهندسين ومراقبي الحركة الجوية. وفي هذا الإطار، قالت: «أعمل على ضمان سلامة جميع المطارات في الدولة، ولا يدرك الكثيرون أن هناك جنوداً يعملون خلف الكواليس؛ للتأكد من تصميم بنية تحتية، وفقاً لأعلى معايير وإجراءات التشغيل الآمنة. ويلعب فريق عملي دوراً حيوياً في تعزيز البنية التحتية للنقل الجوي في الدولة، والحفاظ عليها؛ ما يضمن بقاءها بين الأفضل عالمياً. وهذا العمل بالغ الأهمية، ويتطلب الكثير من الجهد؛ لضمان سلامة وكفاءة التنقل الجوي».
وأضافت أن شغفها بالطيران، منذ الصغر، هو القوة الدافعة لمسيرتها؛ فلطالما أسرها مشهد وصوت الطائرات وهي تحلق في السماء، وقد أشعل هذا الاهتمام المبكر بالطيران شغفها الدائم بالطائرات والقطاعات المتعلقة بها. وتروي كيف عملت بجد؛ لتعزيز قدراتها، وتكاملها المهني، قائلة: «كان شغفي الدائم بالطيران القوة الدافعة وراء مسيرتي المهنية، التي واجهت خلالها تحديات عدة شكلتني كمهنية اليوم. فكان عليَّ، منذ البداية، العمل بجد، لأحجز لنفسي مكاناً بين زملائي، ونيل ثقة رؤسائي، وهذا دفعني إلى تعزيز معرفتي وقدراتي باستمرار، بما لديَّ من إصرار وعزيمة. ومن تحديات هذه المهنة، العمل أحياناً في بيئة شاقة، كما في درجات الحرارة العالية، بالإضافة إلى تفتيش مواقع الإنشاء الصعبة، فاكتسبت التكيف والمثابرة. هذه التجارب عززت مهاراتي في حل المشكلات، وقدرتي على العمل تحت ضغط، وكانت لها قيمة كبيرة طوال مسيرتي المهنية، كما كان لها بالغ الأثر في بناء شخصيتي، وألهمتني دعم الجيل الجديد من المهنيات في قطاع الطيران».
وخلال مسيرتها المهنية، اكتسبت خبرات ودروساً قيمة، حدثتنا عن أبرزها، فقالت: «تعلمت كيفية التعامل مع الساحة الدولية، بتمثيل دولة الإمارات في مختلف المحافل والمنتديات، ما أتاح لي الاطلاع على ممارسات الدول الأخرى، وتبادل الخبرات معها. كما تعلمت إدارة المشاريع الوطنية الضخمة بكفاءة، وهذه التجارب - مجتمعةً - جعلتني أكثر استعداداً لمواجهة التحديات المستقبلية».
وعن عيد الاتحاد، أكدت ريم الصفار أنه فرصة رائعة؛ لاستحضار ذكرى الآباء المؤسسين، الذين وضعوا أسس بناء دولة شهدت بتميز تجربتها الوحدوية الرائدة والفريدة محطات من الإنجازات العالمية الاستثنائية، مشيرة أنه، في ظل دعم القيادة الرشيدة، يتطلع أبناء وبنات الإمارات - بطموح متجدد، وعزيمة، وإصرار - إلى مسيرة جديدة من النجاحات النوعية.
هند البدور: الإماراتية تقود التغيير في االقطاعب محلياً وعالمياً
أكدت هند البدور، ضابط – عمليات الساحة في مطار دبي الدولي، أن المرأة الإماراتية، العاملة بقطاع الطيران، تقود عالم التغيير، ليس في الدولة فقط، بل دولياً أيضاً، بجهودها الكبيرة، وسماتها الشخصية، والوطنية المتميزة.
ويتطلب عمل هند قوة بدنية وعقلية، بسبب طبيعة وظيفتها الميدانية، التي تفرض عليها الاستعداد ذهنياً؛ للتعامل مع الظروف البيئية المختلفة، وأيضاً مع التنوع الكبير في الجنسيات والثقافات. ورغم ذلك، أشارت إلى أن العمل في ساحة المطار، ورؤية الطائرات، أثناء الإقلاع والهبوط كل يوم، ينسيانها ما تلاقيه من تعب خلال يومها. وكشفت أنه لم يخطر ببالها، يوماً، العمل بقطاع الطيران، فقالت: «رغم شغفي الدائم بقطاع الطيران، إلا أنني لم أفكر يوماً في العمل به. فبعد تخرجي في الجامعة، كنت أبحث عن وظيفة، ووجدت إعلاناً لمنصب منسق أول في خدمات الإطفاء بالمطار. وبمجرد أن بدأت العمل، ونظرت إلى ساحة المطار، أدركت أنني لن أغادر هذا القطاع أبداً».
وعن التحديات التي واجهتها في بداية مسيرتها، أوضحت: «بعد أسبوعين من انضمامي إلى العمل، تفشى وباء (كورونا)، وبسبب هذه الظروف كنت أعمل بمفردي في محطة الإطفاء، بينما كان زملائي (الآباء) يعملون عن بُعد. كان الأمر صعباً في البداية، لكنني تأقلمت بسرعة مع هذا الوضع، واكتسبت العديد من الخبرات والمعارف، ما مكنني من التعامل مع مختلف المواقف، التي تتطلب تفكيراً سريعاً، ومرناً». وأكدت أن المرأة تمتلك قدرة فائقة على التواصل، وهذا أمر بالغ الأهمية في صناعة الطيران، فقالت: «تتميز النساء بالتعاطف، وفي الوقت نفسه لديهن القدرة على التحلي بالموضوعية الكاملة، وأعتقد أن هذه السمة توفر تآزراً وتناغماً مع الفريق، خاصة في العمل الميداني».
واختتمت هند البدور، حديثها، بالتأكيد على أن الإمارات قوية، بفضل قيادتها الحكيمة، ومؤكدةً أن الاحتفال بعيد الاتحاد: «سيبقى دوماً في عقول وقلوب أبناء الإمارات، نجدد فيه الولاء والانتماء إلى الوطن، ونعاهد قيادتنا الرشيدة على العمل جاهدين؛ للحفاظ على مكتسبات الدولة، وصون مقدراتها، والنهوض بها، والمضي قدماً في مسيرة التطور والتنمية».
زينب يوسف: نمتلك مزيجاً فريداً من العقلانية والعاطفة
توضح زينب يوسف، موظف مناوب، خدمة مباني المسافرين بمطارات دبي، أن حبها للطيران والسفر والسياحة قادها إلى العمل بهذا القطاع، الذي يجمع اهتماماتها تحت مظلة واحدة. وعن مهنتها، قالت: «عملي مليء بالتحديات المتجددة، والمفاجآت غير المتوقعة، التي نواجهها يومياً، ولا يوجد فرق بين الذكور والإناث في هذا المجال، فالجميع يعملون كفريق واحد؛ لتحقيق هدف مشترك. وأساس عملي هو الحرص على توفير أعلى درجات رضا الضيوف، وحل مشاكلهم، وتسهيل أمورهم، ما منحني مرونة التعامل مع أشخاص من جنسيات وثقافات مختلفة. ويمثل عملي واجهة لدولة الإمارات؛ وهذا مصدر فخر كبير لي».
وأكدت، خلال حديثها، أن العمل بنظام المناوبات شكل تحدياً كبيراً لها، وأسهبت: «كان ذلك في البداية، لكن مع مرور الوقت، اعتدت هذا الأمر، وأصبحت أستمتع بالعمل لفترات طويلة. ولا شك في أن مهنتي زادت خبراتي، وجعلتني أكثر قدرة على التفكير الاستباقي، الذي يعتبر أداة فعالة لحل المشكلات قبل تفاقمها، كما ساعدني التنقل من قسم إلى آخر في اكتساب مهارات جديدة، ومعرفة طبيعة أقسام مختلفة، فاتسعت آفاقي، وزادت خبراتي، بجانب التواصل الفعال مع الزملاء والشركاء الاستراتيجيين؛ لضمان سير العمل بسلاسة، وتحقيق الأهداف المشتركة، ما يزيد مستوى الدعم والتعاون بين الجميع».
وترى زينب يوسف أن حضور المرأة بقطاع الطيران بالغ الأهمية، فقد أبدعت فيه بطريقة متميزة. وأضافت: «تتميز المرأة، عادةً، بتركيزها على التفاصيل الدقيقة، وامتلاكها مزيجاً فريداً من العقلانية والعاطفة، ما يجعلها قادرة على اتخاذ قرارات متوازنة، تراعي جميع الجوانب». وبمناسبة عيد الاتحاد، بينت: «تعكس هذه المناسبة صوراً فريدة من القيم الوطنية، وتمثل هذه التجربة الاتحادية نموذجاً ملهماً للدول والشعوب، إقليمياً وعالمياً. فالرؤية الحكيمة للقيادة الرشيدة جعلت الإمارات وجهةً للشعوب كافة، وموطناً للتسامح، والإنسانية، والمحبة».