ناعمة المنصوري: «أصحاب البصيرة» في قلب خطط الإمارات الاستراتيجية
شخصية قيادية استثنائية، عكست صورة إيجابية عن المرأة الإماراتية المعطاءة، إنها سعادة ناعمة عبدالرحمن المنصوري، عضو المجلس الوطني الاتحادي سابقاً، ومدير إدارة خدمات المكفوفين بمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، وعضو مجلس إدارة أكاديمية فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية، ونائب رئيس اتحاد الإمارات للفروسية والسباق، والملقبة بـ«أم المكفوفين»، التي ساهمت - خلال رحلتها - في تبوؤ دولة الإمارات مكانة مشهوداً لها في تمكين «أصحاب البصيرة»، وإشراكهم في مسيرة التنمية الحضارية والتنموية، التي تشهدها دولة الإمارات، إلى جانب جهودها المؤثرة في إنجاح دور المرأة الجوهري بالعمل البرلماني، وصنع القرار الوطني، فضلاً عن عملها الجاد، والمشهود له على الساحة الرياضية. «زهرة الخليج» التقت سعادة ناعمة عبدالرحمن المنصوري؛ للتحدث عن مسيرتها الملهمة في المجالات كافة.. وتالياً حوارنا:
متى بدأت مسيرتك العملية؟
بدأت مسيرتي في عامي الثاني أثناء دراستي بجامعة الإمارات عام 1992، عندما التحقت بالعمل في مركز لرعاية المكفوفين. حينها، اندمجت وتعمقت في كل تفاصيل العمل مع تلك الشريحة، وحرصت على الالتحاق بدورات تدريبية متخصصة في لغة «برايل» بالبحرين، وتواصلت مع جمعية الإمارات للمكفوفين في الشارقة، كما تواصلت مع خبراء عالميين، استعانت بهم الدولة؛ للارتقاء بالمكفوفين، وغيرهم من أصحاب الهمم. بعد ذلك، قررت الذهاب إلى المدارس الحكومية؛ لتأهيل وتوفير مقاعد دراسية للمكفوفين، ومعرفة تفاصيل تهيئة البيئة التعليمية لهم، بإلهام من الطلبة «أصحاب البصيرة» أنفسهم، لما يمتلكونه من ذكاء شديد، ومواهب مميزة، وقدرة فائقة على التعلم.
دمج تعليمي.. وثقافي
لديكِ بصمة مهمة في إنشاء أول مطبعة إماراتية بلغة «برايل».. حدثينا عن تلك الفترة!
لا شك في أنه من دواعي سروري أن أكون ضمن المساهمين الأوائل في إبراز ما تحتاج إليه فئة «أصحاب البصيرة»، ومن ذلك توفير مطبعة بلغة «برايل»، حظيت باهتمام كبير من القيادة الرشيدة. بالفعل، تأسست مطبعة المكفوفين عام 2000، في «هيئة الهلال الأحمر الإماراتي»، وتم تعييني مديرة لإدارة المكفوفين في «الهيئة»، وتوليت الإشراف على مطابع المكفوفين. وفي عام 2006، تم تسليم مطبعة المكفوفين إلى مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، التي انتسبت إليها. وبدأت المؤسسة إدارة وتشغيل المطبعة؛ لتستمر مسيرة العطاء للمكفوفين، وضعاف البصر، على مستوى الدولة؛ بهدف دمجهم تعليمياً وثقافياً أولاً، ثم دمجهم بأنواعه كافة في مجتمعهم.
كيف ترين دعم دولة الإمارات لفئة المكفوفين؟
إن «أصحاب البصيرة» في قلب خطط الإمارات الاستراتيجية، بتقديم أرقى وأفضل الخدمات إليهم، لاسيما ذوي التحديات البصرية، وتقدم الإمارات نموذجاً ملهماً في تمكين أصحاب الهمم، وحفظ حقوقهم. ويعتبر دعم «أصحاب البصيرة» نهجاً وطنياً راسخاً، يعكس إيمان القيادة الرشيدة بإمكاناتهم، ودورهم في مسيرة البناء والتنمية، بالمجالات والقطاعات كافة، ما يجسد التقدم الحضاري الذي تتمتع به الدولة، ومجتمع الإمارات، في تكامل الحقوق والواجبات بين أبناء المجتمع كافة. ولا شك في أن دعم «أصحاب البصيرة» ثقافة مجتمعية أصيلة، تعكس الترابط والتكامل بين جميع أفراد «دار زايد».
«أم المكفوفين».. ما قصة هذا اللقب، وما الذي يمثله لكِ؟
خلال مسابقة القصة المقروءة بطريقة «برايل»، التي أطلقناها في مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، وحصلت - بموجبها - على جائزة خليفة التربوية في مجال المشاريع والبرامج التربوية المبتكرة على مستوى الدولة، والوطن العربي، والعالم.. اتخذت المسابقة «الجميع يقرأ» شعاراً لها؛ لتفتح المجال لمن يرغبون منهم في المشاركة؛ لتطوير قدراتهم، وتوسيع معرفتهم، وتواصلهم مع الآخرين، ما يسهم في عملية دمجهم بالمجتمع، وهذا ما تسعى إليه «المؤسسة»؛ تجسيداً لرؤيتها في تحقيق أهداف وآمال الفئات التي ترعاها، ليصبح أفرادها فاعلين في المجتمع. في هذا الوقت، فوجئت - خلال أحد أيام المسابقة - بإهدائي لقب «أم المكفوفين»، من جميع المشاركين من مختلف الجنسيات، إلى جانب أولياء أمورهم، ما جعلني أشعر بالامتنان والسعادة الغامرة، وأعتبر هذا اللقب العزيز تشريفاً كبيراً، يدفعني دائماً إلى مواصلة مسيرة العطاء لأبنائي من «أصحاب البصيرة».
لديك مسيرة متميزة في المجلس الوطني الاتحادي.. حدثينا عن بداية فكرة الترشح!
الفكرة كانت وليدة اللحظة حينها، إذ إنني أدرك أن الإنسان لا بد أن يعمل، وينتج؛ طالما كانت لديه القدرة على ذلك. من هنا، أحببت كثيراً فكرة الالتحاق بـ«المجلس»؛ لخدمة الوطن والمواطن، ودفع عجلة التقدم، ورد جزء من جميل الوطن الغالي، وهذا واجب كل إماراتي.
تجارب عالمية
ما رأيك في الدور الجوهري للمرأة الإماراتية؛ لتعزيز مسيرة التنمية السياسية؟
المرأة الإماراتية تقوم - من خلال عضويتها بالمجلس الوطني الاتحادي - بدور متميز على صعيد تعزيز مشاركتها السياسية، وإسهامها في عملية صنع القرار، ومشاركتها في جميع مناقشات «المجلس»، وطرح الأسئلة على ممثلي الحكومة، ومناقشة الموضوعات العامة. وبفضل دعم القيادة الرشيدة، تعد تجربة المرأة الإماراتية ضمن أفضل التجارب العالمية، خاصة بعدما كفل لها القانون الحصول على نصف عدد مقاعد «المجلس»، واستطاعت الإمارات - بهذا القرار - أن تتخطى دول المنطقة، والكثير من دول العالم في تمكين المرأة، وتعزيز مشاركتها في الحياة السياسية.
كونك عضو مجلس إدارة أكاديمية فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية.. ما أهم المكتسبات التي حققتها «الأكاديمية»؛ لدعم المرأة رياضياً؟
احتلت «الأكاديمية» موقعاً مهماً على خريطة الرياضة العالمية، بفضل العمل المستمر منذ تأسيسها، ضمن استراتيجيات وخطط تهدف إلى صناعة بطلات متميزات، وتعزيز مكانة المرأة الإماراتية بدفعها نحو منصات التتويج، محلياً ودولياً، بالإضافة إلى الاستمرارية في تنظيم بطولات تحظى بمشاركات كبيرة محلياً ودولياً أيضاً، وهذا من شأنه أن يزيد خبرات اللاعبات المنتسبات إلى «الأكاديمية». فضلاً عن استضافة المؤتمرات الرياضية، التي تستقبل شخصيات رياضية دولية مؤثرة؛ للاستفادة من خبراتها، بما يتناسب مع قدرات ابنة الإمارات التي لا تعرف الحدود، والتنسيق مع الأندية الرياضية في الدولة؛ للإشراف، ومتابعة المواهب التي بإمكانها أن تحقق إنجازات عالمية لوطننا الغالي.
بصفتك نائباً لرئيس اتحاد الإمارات للفروسية والسباق.. إلى أي مدى وصلت الفارسات الإماراتيات على خريطة الرياضة الدولية؟
نفخر بما وصلت إليه فارسات دولة الإمارات من مكانة رائدة في رياضة الفروسية، التي تمثل ارتباطاً بالماضي العريق والتراث، بفضل عزيمتهن، وإصرارهن على النجاح والإنجاز؛ فتركن بصمتهن المشرفة، وحجزن مكانهن على منصات التتويج، بمختلف السباقات التي تستضيفها الإمارات، وكذلك التي تقام خارج الدولة.
ماذا تقولين.. بمناسبة عيد الاتحاد؟!
يمثل عيد اتحاد دولة الإمارات احتفالاً بمسيرة عمل رائدة، صنعها الآباء المؤسسون؛ لتُشكل تجربة فريدة قدمت إلى العالم نموذجاً للوحدة والتلاحم، بين الشعب وقيادته الحكيمة، حتى حجزت دولة الإمارات مكانها بين الدول الأكثر تقدماً، بمجالات: التنمية، والريادة، والتمكين.