رسخت دولة الإمارات مكانتها نموذجاً عالمياً لتمكين المرأة، وبيئة مثالية لطاقات ومواهب العنصر النسائي، مع وجود رؤى استراتيجية وطنية داعمة لدور «ابنة زايد» في رسم «خارطة الطريق»؛ لاستشراف المستقبل، والمساهمة في صناعته، بهدف تحقيق إنجازات نوعية في شتى القطاعات الحيوية، التي من شأنها تعزيز ازدهار الدولة بشكل مستدام، وضمان بناء مستقبل واعد لأجيالها.
من التكنولوجيا والعلوم، إلى الثقافة، مروراً بالمجــــــالات: الســــــياسية، والاقتصــــــــادية، والاجتماعية.. لطالما أبهرت نساء الإمارات العالم بتألقهنَّ في المجالات كافة؛ فكنَّ ركناً أساسياً للتطور الذي شهدته الدولة، في ظل رعاية واهتمام القيادة الرشيدة، ودعم وتشجيع سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، فقد قادت سموها ملف تمكين المرأة الإماراتية، ليتحول إلى نموذج معياري عالمي في الشمولية، والتطور، والريادة، وجودة الحياة.
واحتفاء بعيد الاتحاد الـ53 لدولة الإمارات، تسلط «زهرة الخليج» الضوء على جهود سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات)، في مجال دعم وتمكين المرأة بالقطاع التكنولوجي، عبر توجيه الاتحاد النسائي العام إلى إطلاق وتبني ودعم المبادرات التي تؤهل المرأة؛ لمواكبة التطور، وتوظيف التكنولوجيا الحديثة في مواجهة التحديات المختلفة، التي تفرضها التقنيات الرقمية المتسارعة، والاستفادة المثلى من البنية التحتية الرقمية المتقدمة التي تمتلكها الدولة، وكذلك لترسيخ معايير الأمن والسلامة الرقمية في المجتمع.
مركز المعلومات للتدريب التقني
أدرك الاتحاد النسائي العام، مبكراً، أهمية تمكين المرأة في المجال التقني، الذي مثل أحد أهم الإنجازات، التي حققها خلال مسيرته؛ للحفاظ على المكتسبات والإنجازات الوطنية، بعدما اتسعت رؤيته، وتراكمت وتعمقت خبراته، وتضاعفت قدرته على مواجهة التحديات، ومواكبة المتغيرات؛ لابتكار أفكار ومبادرات من شأنها تمهيد الطريق أمام «بنات الإمارات»؛ لمواكبة الجديد، وتسخيره؛ لخدمة الوطن. وقد عمل «الاتحاد النسائي» باستراتيجية مُمنهجة، بدأها بإطلاق مركز المعلومات للتدريب التقني عام 2000، الذي كان له مردود كبير في تحقيق هذه الرؤية؛ فهو نواة لتخريج عنصر نسائي مؤهل لمواجهة متطلبات العصر الحديث، وتلاه برنامج «المرأة والتكنولوجيا» عام 2006؛ لمحو الأمية الإلكترونية للمرأة، كما أطلق مركز التطوير للإبداع والابتكار عام 2016. وقد ساهمت هذه الجهود في بناء قدرة المرأة على التعامل مع ثورة المعلومات.. شخصياً، وأسرياً، ومهنياً.
«القيادة الرقمية للمرأة الإماراتية»
واصل الاتحاد النسائي العام جهوده في هذا الملف، بإطلاق برنامج القيادة الرقمية للمرأة الإماراتية، بالتعاون مع برنامج خليفة للتمكين (أقدر). وضمت المبادرة تنفيذ مجموعة نوعية من البرامج التأهيلية الرائدة، منها: «تنمية وإدارة الذات»، و«إدارة الوقت»، و«أساسيات التطور الشخصي»، و«التخطيط للمستقبل». إلى جانب الدورة الخاصة برخصة المواطنة الرقمية (السايبر)، التي تعد الأولى من نوعها في الإمارات، وتم تطويرها وتصميمها لتخريج مواطنين مؤهلين رقمياً؛ يكونون قادرين على تحمل المسؤوليات أثناء تعاملهم مع الفضاء الإلكتروني، من خلال التعريف بالعديد من المهارات، والمعلومات، والمعارف.
«النبض السيبراني للمرأة والأسرة»
وسعياً إلى تعزيز مشاركة المرأة في مجال الأمن السيبراني، كسفيرة موجهة للأجيال، شكل الاتحاد النسائي العام فرقاً من الكوادر النسائية السيبرانية المختصة؛ للمساهمة في حماية الفضاء الرقمي الوطني، وتعزيز التوعية الرقمية، والتوجيه الآمن لاستخدام التقنيات بطريقة إيجابية بين أفراد الأسرة، من خلال مبادرة النبض السيبراني للمرأة والأسرة، التي أطلقها بالتعاون مع شريكيه الاستراتيجيين: مجلس الأمن السيبراني، وبرنامج خليفة للتمكين (أقدر). وقد حققت المبادرة، عبر الدفعة الأولى، نجاحاً مبهراً، بعدما استفاد أكثر من 115 ألف مستفيد من الورش والدورات والمحاضرات والنشرات التوعوية، فيما تستهدف المبادرة مع الدفعة الثانية 300 ألف مستفيد من أفراد المجتمع، خلال عام 2024، بمشاركة أكثر من 30 جهة، بواقع: «9 جهات اتحادية، و17 جهة محلية، و5 من مؤسسات التعليم العالي، واثنتين من القطاع الخاص».
«أطلق»
وبهدف تمكين الكوادر الوطنية - لتكون عنصراً فاعلاً في مجال العمل التقني، المرتبط بالمشاريع الاستراتيجية في مجال التجارة والخدمات اللوجستية بمنهجية مبتكرة واستباقية، تتماشى مع تطلعات دولة الإمارات - انطلق برنامج «أطلق»، الذي ينظمه الاتحاد النسائي العام، و«بوابة المقطع»، التابعة لمجموعة موانئ أبوظبي. ويعد «البرنامج» مبادرة رائدة، مصممة لرفع مستوى المهنيين الإماراتيين؛ من خلال إعدادهم لمتطلبات سوق العمل الرقمية المستقبلية، مع التركيز على تطوير خبرتهم بالمجالات التكنولوجية واللوجستية الرئيسية. وقدم «البرنامج»، على مدار دفعاته الـ6 السابقة، أكثر من 100 ألف ساعة تدريبية، وأكثر من 2500 دورة تدريبية، ومنح أكثر من 1100 شهادة معتمدة، كما تمكن من تدريب 371 منتسباً. وقد انطلقت، مؤخراً، الدفعة السابعة، التي تلقت أكثر من 2600 طلب تقديم.
«سفراء الذكاء الاصطناعي»
أطلق الاتحاد النسائي العام، و«بوابة المقطع»، التابعة لمجموعة موانئ أبوظبي، مبادرة «سفراء الذكاء الاصطناعي»، التي تم استحداثها ضمن برنامج «أطلق»، في بادرة استشرافية تهدف إلى تعزيز القدرات، والمساهمات البشرية، واستثمارها في أحدث تقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي، بما يضمن تطبيقها في شتى ميادين العمل بكفاءة رفيعة المستوى. ومثلت «المبادرة» فرصة استثنائية لنخبة طلاب الجامعات، محلياً ودولياً؛ لتعزيز إمكاناتهم في مجال الذكاء الاصطناعي، وفق أعلى معايير الكفاءة والتطور، في ظل خطة تدريبية شاملة تعزز قدرتهم على التخطيط والابتكار والتحديث والمرونة، بما يسهم في رفد المجتمع بالمبتكرين، ورواد التقنية، الذين سيقودون مسيرة التنمية والتطوير؛ لدفعها نحو آفاق أوسع؛ لصنع المستقبل، وتحسين حياة الناس.
«المرأة في عالم متغير»
كما نظم الاتحاد النسائي العام «مؤتمر المرأة في عالم متغير»، بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، والاتحاد الدولي للاتصالات، ومجلس الأمن السيبراني، وبمشاركة نخبة من الخبراء، من الإمارات والعالم. وهدف المؤتمر إلى ترسيخ الفهم العميق للعلاقة بين الأمن السيبراني، والذكاء الاصطناعي، وأجندة المرأة والسلام والأمن، إلى جانب دمج منظور التوازن بين الجنسين في استراتيجيات الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي. بجانب تعزيز حماية الحريات الأساسية، في ظل تطور التهديدات السيبرانية، بالإضافة إلى تطوير التعاون الإقليمي والدولي؛ لمواجهة التهديدات السيبرانية، وتعزيز الأمن والسلام.
البرنامج الدولي حول الحوكمة الوطنية للأمن السيبراني والدبلوماسية السيبرانية
يعتبر الأمن السيبراني، في عصرنا الرقمي، الدرع الواقية في مواجهة المخاطر الإلكترونية المتطورة. ومن هذا المنطلق، أعلن الاتحاد النسائي العام - على هامش «مؤتمر المرأة في عالم متغير» - إطلاق البرنامج الدولي لتدريب المدربين النساء في المنطقة العربية والعالم حول الحوكمة الوطنية للأمن السيبراني والدبلوماسية السيبرانية، الذي يستهدف النساء العاملات في صنع سياسات الأمن السيبراني بقطاعات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وكذلك المشاركات في مبادرات السلام والأمن، إلى جانب العاملات في المجال التقني، ممن يرغبن في رفد معارفهن بالخبرات التي تؤهلهن للانتقال إلى أدوار السياسات السيبرانية، والدبلوماسية السيبرانية.
نورة السويدي: نرتقي بقدرات المرأة في قطاعات التكنولوجيا المتقدمة
سعادة نورة السويدي، الأمينة العامة للاتحاد النسائي العام، أكدت خلال حديثها إلى «زهرة الخليج»، أن دولة الإمارات أصبحت وجهة رائدة عالمياً في مجال التحول الرقمي، كما تساهم - بشكل فعال - في تشكيل مستقبل الأمن الرقمي على جميع الصعد، مع إدراكها أهمية إشراك المرأة في مسيرة الابتكار والتطوير، وإنشاء البنية التحتية الإلكترونية المتقدمة، القادرة على حماية المنجزات والمكتسبات الوطنية في بيئة رقمية آمنة.
وقالت سعادتها: «نعمل، بتوجيهات كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات)، على تعزيز التعاون مع شركائنا؛ لتحقيق أهدافنا الاستراتيجية، وترجمة توجهات الدولة، وتوظيف مفهوم الابتكار والتطور في الارتقاء بقدراتها في قطاعات التكنولوجيا المتقدمة، وتأهيل جيل مواكب للتطور الرقمي العالمي، بما يعزز خبرات رأس المال البشري؛ باعتباره المحرك الرئيسي المستقبلي للنمو، ومساهماً في دعم مسيرة التنمية والتطوير بالدولة؛ للعبور إلى المستقبل، وتحقيق مستهدفات مئوية الإمارات 2071، وتوفير بيئة أكثر تنوعاً ومرونةً، وتعزيز الكفاءة والإنتاجية، وجودة الحياة».
وبمناسبة عيد الاتحاد الـ53، تقدمت سعادتها بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى القيادة الرشيدة، وسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات)، وشعب الإمارات، والمقيمين على أرضها الطيبة، داعية الله تعالى أن يديم على دولة الإمارات رفعتها وأمنها واستقرارها، وأن يسدد خطى قيادتها الرشيدة على دروب الخير والنماء، وأن يُنعم على شعب الإمارات بمزيد من التقدم والازدهار.
وأضافت سعادة نورة السويدي: «أن الثاني من ديسمبر، من كل عام، تاريخ سيبقى محفوراً في ذاكرة الوطن، وعقول وقلوب أبناء الإمارات.. نجدد فيه الولاء والانتماء للوطن، والعهد لقيادتنا الرشيدة، بأن نعمل جاهدين؛ للحفاظ على مكتسبات الوطن، وصَوْن مقدراته، وتكريس أولوياته في بناء الإنسان دون تمييز بين الرجل والمرأة، التي كانت ركيزة مسيرة ريادة وتقدم ابنة الإمارات، حيث ستظل تجربة دعم وتمكين المرأة الإماراتية متفردة على الصعيد العالمي».